![]() |
الفتوى (142): هل يمتنع تقدير نائب الفاعل اسما ظاهراً في:(صلّى على قبرٍ بعدما دُفِن)؟
أجزل الله لكم الأجر وجعل ما تقدمونه من تجلية وإيضاح لمسائل العربية في ميزان حسناتكم
لي سؤال حول كلامٍ أشكل علي, وذلك: في حديث عبدالله بن عباس ـ رضي الله عنهماـ والذي فيه:" أَنَّ النَّبيَّ ـ ـ صَلَّى عَلَى قَبْرٍ بَعْدَمَا دُفِنَ، فَكَبَّر عَليهِ أَرْبَعًا": وجدتُ بعض الشراح يقرر أنَّ معنى(على قبر) أي على صاحب قبر. وهذا ابتداءً لا إشكال به. ولكن حول قوله:(بَعْدَمَا دُفِنَ) يقرِّر أن معناه :(بعدما دفن صاحبه)، ففي (دُفِنَ) ضمير يعود على المضاف المقدَّر إذ لايجوز أن يُقَدَّر ظاهراً؛ لأن المفعول القائم مقام الفاعل كالفاعل في أنَّه لا يحذف". والسؤال: هل يمتنع تقدير نائب الفاعل في الحديث غير ضمير يعود على المضاف المحذوف قبله؟ أم يجوز تقديره ضميراً أو اسماً ظاهراً محذوفاً أي(صاحبه,أو صاحب القبر,أو الميت, أو المقبور) ونحو ذلك؟ ولكم وافر الشكر |
.
جزاكم الله خيرا يا أخانا "منصور "على هذه المشاركة المفيدة (سنحيل السؤال إلى المسؤول عن القسم لعرضه على أحد المختصين للإجابة عنه قريبا) . |
.
(لقد أحيل السؤال إلى أحد المختصين لموافاتكم بالإجابة قريبا). . |
.
الجواب لا يمتنع تقدير نائب الفاعل في الحديث الذي ذكر ، ويجوز ذكره ظاهرا وتقديره ، مضمرا ، والكلام المنقول غير صحيح ، ونودّ منك أن تعزوه لنعود إليه ونعرف قائله ، ونصَّه ونزِنَه . وليس في الحديث إشكال ، ولا لبس ، فليس في اللغة ما يمنع من عَود الضمير إلى القبر نفسه ، ويحمل على أحد وجهين ، كلاهما صحيح : الأول : أن يكون المرادُ القبَر ؛ لأن الدّفن تغطية ، كما يقال : دفنت الحفرة ، وكما يقال للبئر إذا ملئت بالتراب : دفينة ، أي مدفونة . الثاني : أن يكون من باب التوسع في اللغة ، أطلق المحلّ وأريد من حلّ به ، ولهذا نظائر كثيرة ، ويسمّى بالمجاز المرسل . وفي هذين الوجهين لا يقدّر الحذف .. ويحتمل وجها ثالثا ، وهو : أن يكون المراد : بعدما دفن صاحبُه ، وينشقّ عنه ثلاثة أوجه : أحدها : أن يقدّر حذف المضاف في الجملة الأولى "صلى على قبر" أي : صاحب القبر الثاني : أن لا يقدّر أصلا ، كما تقول : دخلت المسجد بعدما سلَّم ، أي : الإمام . عاد الضمير إلى ما هو معروف من الأفهام ، معهود في الأذهان ، كقول الرحيم الرحمان ، في سورة الرحمن :http://im20.gulfup.com/2012-06-24/1340520174971.png [الرحمن: 26 ] " أي : على الأرض ، ولم تذكر في السياق القريب . الوجه الثالث - وهو استطراديّ - : يجوز في الكلام أن يقال : صلى على قبر بعدما دفن صاحبه ، سواء قدِّر في الجملة الأولى مضاف ، أي : صاحب قبرٍ ، أم لم يقدّر .. ويبقى في هذه المسألة فرع آخر ، وهو : هل يجوز أن يقال : صلى على صاحب قبر بعدما دفن صاحبه ؟ والجواب نعم ، ولا يكون بليغا إلا إذا كان لمعنى كامنٍ ، وأذكر له ثلاثة أمثلة من القرآن أشكلت على كثير من المفسرين : http://im20.gulfup.com/2012-06-24/1340520174122.png http://im20.gulfup.com/2012-06-24/1340520174393.png http://im20.gulfup.com/2012-06-24/134052017414.png . |
أحسن الله إليك وبارك في علمكم
والكلام المسؤول عنه من تقرير تاج الدين الفاكهاني (ت 734هـ) في كتابه رياض الأفهام في شرح عمدة الأحكام 3/203 ط. دار النوادر, و بتصرف يسير جداً لدى ابن الملقن ( ت 804 هـ) في شرحه (الإعلام 4/407)ط.دار العاصمة. |
الساعة الآن 08:07 AM. |
Powered by vBulletin® Version 3.8.7
Copyright ©2000 - 2025, vBulletin Solutions, Inc. Trans by