![]() |
مناقشة حول فتوى سابقة للمجمع في الأفعال الخمسة
السلام عليكم ورحمة الله
طرحت هذا السؤال: نسأل: ما الأفعال الخمسة؟ فهل يجوز أن نقول: ما هي الأفعال الخمسة؟ فكانت إجابتكم: إذا تقدم ذكر الشيء صح أن تَسأل عنه بقولك : ما هو؟ لأنك تسأل عن مذكور لا عن وصْفِه، فتقول: أخبرني عن الأفعال الخمسة ما هي؟ كأنك قلتَ: اذكرها لي. قال تعالى : {وأمَّا مَنْ خَفَّتْ مَوازِينُه فَأُمُّهُ هاوِيَةٌ وما أدْراكَ ما هِيَهْ}؟ ولذلك قال في الإجابة: {نارٌ حامِيَهْ}ولم يزد. وإذا كان السؤال عن التعريف بشيء لم يتقدم ذِكْرُ لفظه، فلا حاجة للضمير، فتقول: ما الأفعال الخمسة؟ تطلب وصفها، لأنها معلومة عندك، ولكن تريد معرفة حقيقتها. وتقول: ما اسمك؟ بمعنى اذكر لي اسمك. ولا يقال: ما هو اسمك؟ إلا إذا جرى له ذكْرٌ قبل ذلك. قال الله تعالى: {وما تلكَ بيمينك ياموسى}؟ ثم قال في الإجابة: { قال هي عصايَ ....} فأتي بلفظ (هي) هنا عائدًا على (العصا) المتقدم ذكرها، وأتى بالتفاصيل الواصفة لها بعد ذلك. والله أعلم. أخبرت زملائي في الجامعة بإجابتكم فأروني نماذج أسئلة تطرح حول الدروس في المعاهد التي درسوا فيها في سوريا ومصر وغيرها. في تلك الأسئلة مذكورة ضمائر الغائب. فطلبوا مني أن أستفسر عن صحة الأسئلة التي تطرح حول الدروس. أي هل نعتبر ذكر الشيء المستفسر عن حقيقته في الدرس ذكرا متقدما له؟ فإذا كان ذلك لا يصح فهل مثل هذه الأسئلة من الأخطاء الشائعة؟ كان هذا سؤال زملائي وأضيف أنا السؤال التالي: إذا قال لي أحد: أتانا طالب جديد. فعندما أذهب إلى الصف أيمكنني أن أسأل: من هو الطالب الجديد؟ أي هل يكون ذكر "طالب جديد" في الجملة الأولى ذكرا متقدما؟ مثال آخر: يقول لي أحد: زارني أمس صديقي. أيمكنني أن أسأل: من هو صديقك، معتبرا "صديقي" ذكرا متقدما؟ وجزاكم الله خيرا ودمتم عونا وذخرا لخدمة دين الله عز وجل. |
(لقد أحيل السؤال إلى أحد المختصين لموافاتكم بالإجابة قريبا).
|
الإجابة: نعم، إذا جرى ذِكْرُ الشيء في السؤال صح أن يعود عليه الضمير في الإجابة أو غيرها. فيقال في جواب: ما الأفعال الخمسة؟ الأفعال الخمسة هي .....إلخ. ويقال لمن قال "أتانا طالب جديد": من هو الطالب الجديد؟ أي مَن مذكورك الطالب الجديد؟ ولكن الأبلغ أن يقال: من الطالب الجديد؟ بدون "هو" لأنه أوجز. وكلاهما جائز، قال الله تعالى: {قل مَنْ رَبُّ السموات والأرض؟ قل الله} وقال الله تعالى{وإذْ قال موسى لقومه إن الله يأمرُكمْ أن تذبَحوا بقَرَةً...} ثم قال: {قالوا ادْعُ لنا ربَّكَ يُبَيِّنْ لنا ما هي؟ قال إنه يقول إنها بقرة لا فارض ولا بِكْرٌ....}فقوله (ما هي) سؤال عن البقرة المتقدم ذكرها. وقوله: (إنها بقرة) بمنزلة: هي بقرة. فأتي بالضمير العائد على ماجرى ذكره قبلاً في السؤال والجواب. وقال تعالى:{يسألونك عن الأهلة قل هي مواقيت للناس والحج}فأتى بضمير المسؤول عنه. وقال تعالى: {يسألونك عن الأنفال قل الأنفال لله والرسول } فأتى بالظاهر بدلا من ضميره. وهكذا يقال في كل مسؤول عنه أو شيء جرى ذكره، فإما أن يُحذف للعلم به، وإما أن يُذكر بلفظه، أو بضميره، أو بهما معا. فتقول لمن قال "حضر صديقي": مَنْ؟ أو: مَن صديقك؟ أو مَن هو؟ أو: مَن هو صديقك؟. كل ذلك جائز ولكن يُستعمل بحسب المعنى البلاغي المراد. اللجنة المعنية بالفتوى د. عبد الله المهدي الأنصاري (عضو المجمع) أ.د. عبد الرحمن بودرع (نائب رئيس المجمع) أ.د. عبد العزيز بن علي الحربي (رئيس المجمع) |
جزاكم الله خيرا ودمتم عونا وذخرا لخدمة دين الله عز وجل.
|
الساعة الآن 06:55 AM. |
Powered by vBulletin® Version 3.8.7
Copyright ©2000 - 2025, vBulletin Solutions, Inc. Trans by