الفتوى (385) :
هذه الآية فيها كلام طويل وتخريج كثير للنحويين، وأكثر ما ورد في تخريجها مضطرب ولا يكاد يتفق، وفيها قراءات متعددة بتخفيف (إن) وتشديدها، وكذلك (لما) ويبدو أن السائل يسأل عن قراءة حفص، وهي بتشديدهما، وخلاصة ما قيل فيها ما يلي:
1. (إنَّ) هي المؤكدة الناسخة الناصبة للاسم الرافعة للخبر، و(كُلاًّ) اسمها، و(لَمَّا) أصلها : (لَمِنْ ما) بكسر الميم، أو: (لَمَنْ ما) بفتح الميم، فأُدغمت النون في الميم فاجتمعت ثلاث ميمات فخففت بحذف واحدة، و(مِنْ) هي الجارة، و(ما) موصولة أو موصوفة، و(مَنْ) موصولة أو موصوفة و(ما) معها زائدة.
2. أن (لَمَّا) هنا هي النافية الجازمة للمضارع، والمضارع المجزوم بها محذوف، وحذفه شائع مشهور في اللغة، والمعنى: وإنَّ كُلاًّ لَمَّا يُهملوا. ثم استأنف: " لَيُوفينهم ربك أعمالهم"
3. أنّ أصل (لَمَّا) : "لَمَا" المخففة، ثم شُددتْ.
4. أنّ أصلها (لَمًّا) منونة، ثم بُني منها (فَعْلَى) فصارتْ (لَمَّا) مثل: (تَتْرَا).
5. أنّ (لَمَّا) زائدة.
6. وقيل (لَمَّا) بمعنى (إلا). ولم يُسلَّم بوجه من هذه الأوجه، ففيها ما لا يخفى من الضعف، وأقواها الأول.
7. وقال بعضهم: إن تشديد (لما) و(إن) معًا في هذه الآية مما لا يعلم وجهه إلا الله. وهذه أحسن إجابة، وهي مروية عن الكسائي. والله أعلم.
اللجنة المعنية بالفتوى:
د. عبدالله الأنصاري
( عضو المجمع)
أ.د. محمد جمال صقر
(عضو المجمع)
أ.د. عبد العزيز بن علي الحربي
(رئيس المجمع)