الفتوى (3822) :
وعليكم السلام ورحمة الله.
اعلمي - أختي السائلة - أن العربية في الأصل مبنية على السماع، ثم يأتي القياس أصلًا ثانيًا، وقد ينبني على السماع استعمالاتٌ معينة وقف عندها العرب يأبى الذوق اللغوي أن يخرج عنها، ومثال ذلك أن العرب لم يستعملوا في شائع كلامهم ومطرده ماضي الفعلين يدع ويذر، ولا مصدرهما، واستغنوا عن ماضيهما بالفعل ترك، ونحن نقف حيث وقف العربُ كما نص على ذلك إمام العربية سيبويه في أكثر من موضع في كتابه. والأمر كذلك ينسكب على المشتق (مَشْرِق)؛ إذ إن القياس لا يأبى استعماله اسمًا للزمان بخصائص صيغته التي تمنحه ذلك كما منحت المغرب أن يكون للزمان والمكان بحسب السياق، غير أن العرب اطّرد عنها استعماله للمكان أو مصدرًا؛ فأما المكان فوروده في القرآن في أكثر من موضع خيرُ شاهدٍ فيه، وأما المصدر فقد قيل صلاة الشروق ولم يُقَلْ صلاة المشرق كما قيل صلاة المغرب؛ أي صلاة وقت الغروب، ولا يمنع أن نقول: زارني قَبْلَ المشرقِ؛ أي قبل وقت الشروق، غير أن الذوق اللغوي لا يستسيغه؛ وبهذا يتبين أن الاقتداء بسنن العرب في كلامها هو المعتمد.
والله أعلم.
اللجنة المعنية بالفتوى:
المجيب:
أ.د. أحمد البحبح
أستاذ اللغويات في قسم اللغة
العربية وآدابها بكلية الآداب - جامعة عدن
راجعه:
د.مصطفى شعبان
(عضو المجمع)
رئيس اللجنة:
أ.د. عبد العزيز بن علي الحربي
(رئيس المجمع)