الفتوى (4088) :
وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته
اعلم رحمك الله أن الفعل المضارع إذا عُطف على جواب التمني جاز فيه النصب بأن مضمرة، والرفع على الاستئناف، قال الله تعالى: {يَا لَيْتَنِي كُنْتُ مَعَهُمْ فَأَفُوزَ فَوْزًا عَظِيمًا}، وقال الله تعالى:{يَا لَيْتَنا نُرَدُّ وَلا نُكَذِّبَ} وقُرئت بالرفع أيضًا، وقُرئت بالفاء، {فلا نُكَذِّبُ} وعلى هذا يجوز في قولك: "يا ليت الولدَ يسمعُ كلام والديه، فتصيرَ حياتُه أفضل": فتصيرَ، و: فتصيرُ. وإذا قلت بدلا من ذلك: "عندئذ تصيرُ حياتُه أفضل" فهذه جملة مستأنفة، يجوز ربطها بالفاء ويجوز عدم ربطها فتكون مستقلة. وأما قولك: "يا ليت الولدَ سمعَ كلام والديه، كان تفادى مشاكل كثيرة" فهذا الأسلوب لا يجوز، والصواب أن يقال: "لو أن" بدلًا من "يا ليت" أو يقال: "يا ليت الولد سمع كلام والديه فيتفادى..."؛ لأن التمني إنما هو لشيء قد فات وقته ولم يقع، أو يُطلب وقوعه في المستقبل، فلا يصح الإخبار عنه بما يدل على وقوعه؛ لأنه لو كان قد وقع لَما صح تمنِّيه، وقولك: "كان تفادى مشاكل كثيرة" هذا إخبار بأنه قد تفادى المشاكل. والله أعلم.
اللجنة المعنية بالفتوى:
المجيب:
أ.د. عبدالله الأنصاري
(عضو المجمع)
راجعه:
أ.د. أحمد البحبح
أستاذ اللغويات في قسم اللغة
العربية وآدابها بكلية الآداب - جامعة عدن
رئيس اللجنة:
أ.د. عبدالرحمن بودرع
(نائب رئيس المجمع)