الفتوى (4103) :
استُعمل هذا التعبير في القديم لكن بصيغة مغايرة لاستعماله اليوم وهو الأصح تركيبًا والأوضح دلالة، حيث استعملوه قديمًا هكذا: (... بما في ذلك من كذا...)، ومنه قول أبي علي المرزوقي في (الأزمنة والأمكنة): "ودخول كم على متى للعدد، ودخول حتّى وإلى للمنتهى على أسماء الزمن وقولك ربّما للتقليل، وربما بما في ذلك من اللغات.."
وقول شهاب الدين النويري في (نهاية الأرب): "وفيه تسعة أسطر بما في ذلك من البسملة..".
وقول القلقشندي في (صبح الأعشى): "وله من الكواكب القمر، والزّهرة، ومن المنازل الشّرطان، والبطين، والثّريّا، والدّبران، والهقعة، والهنعة، والذّراع بما في ذلك من التداخل كما مر".
والباء هنا للمصاحبة، و(ما) هي الموصولة بمعنى (الذي)، ويُعرب شبه الجملة الجار المجرور (بما في ذلك من..) في محل نصب حال، والتقدير حال كونه مصاحبًا للذي في ذلك من كذا..
أما الاستعمال المعاصر فيضع اسمًا بعد (ذلك) ولا يورد (مِنْ)، فيقول مثلًا: (بما في ذلك زيدٌ..)، نحو: (الشكل هو الأسلوب بما في ذلك الألفاظُ والعباراتُ).. وحينئذٍ لدينا جملة خبرية مكونة من مبتدأ مؤخر وهو (الألفاظُ) وخبر مقدم وهو شبه الجملة (بما في ذلك) والجملة من المبتدأ والخبر في محل نصب حال من المبتدأ الأول (الشكل) أيضًا، وربما يقبل التركيب أن يُعرب (نعتًا) في بعض السياقات الأخرى على حسب.. والله تعالى أعلم.
اللجنة المعنية بالفتوى:
المجيب:
د.مصطفى شعبان
(عضو المجمع)
راجعه:
أ.د. محروس بُريّك
أستاذ النحو والصرف والعروض
بكلية دار العلوم جامعة القاهرة
رئيس اللجنة:
أ.د. عبدالرحمن بودرع
(نائب رئيس المجمع)
العرض العادي
