اللغة وصراع الوجود!
السيد شعبان جادو
مما ابتلي به العرب في العصر الحديث ونال من وجودهم وأربى على قوميتهم عنتا وتمزقا ؛ الاستعمار الثقافي، بكل صنوفه وأنماطه،
والراصد لتلك الهجمة الشرسة والتى اجتاحت ديار العرب بله المسلمين يلمس آثارها في تغريب اللسان وتميعه،وبعد التفكير عن قواعد المنطق ،اللغة والعقل صورتان متبادلاتان ،فلا عقل لمن لا لغة له
بداية الهجمة كانت منازلة إبان العصور الوسطى وما دفعت به من حروب صليبية موتورة تتظاهر بحجج دينية ضاحضة تمثل عبثية الاستغلال وحشد العوام لحتفهم بحثا عن مجد زائف وكرسي بابوي نخره السوس فتركه قاعًا صفصفًا،
فكانت مرحلة احتكاك في ظاهره عسكري وإن تلبس بثوب ثقافي لغوي،
ثم ترك بعضا من مفردات تناقلتها الألسن فعلق بعقل العرب منها البعض وهكذا حتى جاءت هجمة نابليون مشرعة لغزو ثقافي وحاملة معها جرثومة الغرب بكل نزقه وقليل من علمه وتقنيته، فكانت تلك التراجم السقيمة والمفردات العشوائية التى لا رابط بينها
حتى جاءت بريطانيا وفرنسا تتقاسمان غنيمة باردة ،فكانت لفرنسا فرنسة الجزائر غاية ووسيلة
وأرى أن ما فعلته فرنسا أخطر وأقسى ؛دلست ونزعت هوية القوم فغدا اللسان معوجا والتفكير مختلا
وانتهى الاستعمار وما غابت أذنابه،فأوجد تبعا ينهجون نهجه ويسيرون سيره، وما أدعو لنبذ اللغات الأجنبية ؛ فتلك وسيلة المثاقفة والعلم !
وكانت في مصر شرائر دانلوب وزويمر يد الخراب وطامته!
العجمة التى اعترت اللسان العربي صدته عن الإبداع ومنعته من التفكير المنهجي، اللسان بمفهومه اللغوي إداة التواصل وغاية المرء منه أن يتواصل مع الآخرين وأن يساهم في الرقي المجتمعي ،ومن ثم التفوق الحضاري،تلك بدهيات غابت عن المنسلخين من عروبتهم والكارهين لقوميتهم ،يظنون ببضع مضغ من كلمات يلوكونها ويتشدقون بها انهم أوتوا نصيبا من العلم ؛ وما هي إلا أضغاث أحلام وما هم بتأويلها بعالمين!
من أراد الخير من تربية وتعليم فعليه أن يذلل سبل اللغة للناشئة ويربي فيهم الذائقة وحسن البيان !