(خافه) و (خاف منه) بين القرآن والسنة
د. أحمد درويش
جاءت مادة ( خاف) في القرآن أكثر من ثمانين مرة ... وكلها جاءت متعدية بنفسها إلى مفعول ومن ذلك :
...﴿وَإِنّي خِفتُ المَوالِيَ﴾ [مريم: ٥]
﴿وَلا أَخافُ ما تُشرِكونَ بِهِ ﴾ [الأنعام: ٨٠]
﴿قُل إِنّي (أَخاف)ُ إِن عَصَيتُ رَبّي (عَذابَ) يَومٍ عَظيمٍ﴾ [الأنعام: ١٥]
وهذا يعني أن الفعل( خافه) متعديا إلى المفعول بنفسه هو الأصح ...
غير أننا لو اتجهنا إلى لغة الحديث لوجدنا الاستخدامين صحيحين ... ( خاف الشيء ) و ( خاف من الشيء) ...
مثال : ( خافه) :
قَالَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : " فَإِذَا حَلَمَ أَحَدُكُمْ حُلُمًا (يَخَافُهُ) فَلْيَبْصُقْ عَنْ يَسَارِهِ وَلْيَتَعَوَّذْ بِاللَّهِ مِنْ شَرِّهَا، فَإِنَّهَا لَا تَضُرُّهُ "
ومثال ( خاف منه)
.َقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : " إِنَّ الشَّيْطَانَ (لَيَخَافُ مِنْك)َ يَا عُمَرُ "
منه الحديث الصحيح الذي ذكره ابن منظور في لسان العرب " يَقُولُ اللَّهُ عَزَّ وَجَلَّ : انْظُرُوا إِلَى عَبْدِي هَذَا ؛ يُؤَذِّنُ وَيُقِيمُ الصَّلَاةَ، يَخَافُ مِنِّي، قَدْ غَفَرْتُ لِعَبْدِي وَأَدْخَلْتُهُ الْجَنَّةَ "
النتيجة : قل ( خافه) و( خاف منه) ... ولا مشكلة في ذلك
هذا ما أراه في هذا الشأن ؛ لأني وجدت بعض كتب التصحيح تحكم على ( خاف منه ) بالخطأ فيقولون ... قل : ( خافه) ، ولا تقل ( خاف منه) ...
والصحيح : قل ( خافه) و( خاف منه)