#استراحة_لغوية: سؤالات في أدوات الشرط الجازمة
د. أحمد درويش
معلوم أن أدوات الشرط الجازمة ( ما... مهما... أين... أينما... كيفما... متى)...
وهنا سؤالات...
ما الفرق بين ( ما) و ( مهما)؟
ما الفرق بين ( أين... أينما) ؟
لم دخلت ( متى وأين...) في الشرط وهما للاستفهام أصلا؟
أما ( ما... مهما) فثم فرق بينهما، أما ( ما) فتتعدد وظائفها فتحتمل الاستفهامية والموصولية والشرطية و... و... ، أما ( مهما) فلا تعمل إلا الجزم، وقد سأل سيبويه الخليل عن ( مهما) ، فقال هي ( ما) أدخلت عليها (ما) لغوا، وحتى لا يكون ثم تكرار مخل في الحروف،
صارت (مهما) بدلا من ( ما ما) ، وزيادة (ما) في ( مهما) حددت دورها وقيدته... فلم يكن لها من عمل سوى الجزم...
وهذا يوصلنا إلى ( أين وأينما) ، ف(أين)، تصلح لوظيفتي الاستفهام والشرط، أما ( أينما) فليس لها إلا عمل الجزم، لأن (ما) زائدة في ( أينما) بدليل أن ( أين) تجزم من دون ( ما) ... وهذا يفرق لنا بين ( أين وأينما) ، ف ( أين) مبهمة في الأمكنة، أما ( أينما) فأشد إبهاما لوجود (ما) معها، و( ما) تطلق على كل شيء، وما ليس بشيء، فكانت أكثر إبهاما، لذا رأينا ربنا يقول ( أينما تكونوا يدرككم الموت) (أينما) لا (أين) لأن (أينما) أعم من (أين) في إبهام الأمكنة وتعميتها...
ثم يأتي السؤال الأخير: لم دخلت (متى وأين) في الشرط مع أنهما للاستفهام...؟
قلت: هذا ما وضحه سيدنا الإمام العبقري ابن يعيش في شرح المفصل عندما قال: " أين ومتى يجوز المجازاة بهما... وذلك أنهما ظرفان، فأين من ظرف المكان، وهو مشتمل على جميع الأمكنة مبهم فيها، ومتى مبهم في جميع الأزمنة، فلما كانا مبهمين ضارعا حروف المجازاة لأن الشرط إبهام، فلذلك جازت المجازاة بهما لما فيهما من الإبهام "
ومحصول كلام ابن يعيش، أن (متى، وأين) مبهمتان، وأسماء الشرط مبهمة، فجاز أن تكون (متى وأين) شرطيتين؛ لاشتراك الجميع في الإبهام...
هذي بعض خواطر قصيرة عن أدوات الشرط الجازمة، لعل فيها فائدة...
وقد ناقشت المسألة برمتها في كتابي ( التفسير النحوي الدلالي لسورة النساء من خلال كتاب سيبويه) طبعة دار الآداب من ص 98، إلى ص 104...
أسأل الله التوفيق والسداد
المصدر