الفتوى (408) :
التقدير الذي ذكرته غير صحيح؛ لأنّك لو قدّرت أنّ العامل هو (كان) المحذوفة لكان (سهوا) خبرًا لها، لا حالًا، ولكنّ هذا الموضع ليس من المواضع التي تحذف فيها كان ويبقى خبرها، وهو الذي قال فيه ابن مالك:
ويحذفونها ويبقُون الخبرْ *** وبعد (إن) و (لو) كثيرًا ذا اشتهر
ولو كان هذا المثال الذي ذكرت واردًا عن عربيّ فصيح لتمحّلنا له وجها في العربية، والنحو حمال أوجه، ولو فرض أن هذا الكلام قاله عربي فصيح، واحتجنا إلى توجيهه لقلنا: يمكن أن يوجه النصب في (سهوا) على أنه حال من اسم الإشارة، كقول الله تعالى: { هَذِهِ نَاقَةُ اللَّهِ لَكُمْ آَيَةً} [الأعراف:73] ، وقول الشاعر:
هذا أبو الصقر فردًا في محاسنه *** من نسل شيبان بين الضالِ والسلم
والمثال يشبه هذين المثالين، غير أن خبر المبتدأ محذوف، وتقديره: هذا وقع سهوًا مني.
ويجوز أن يكون له وجوه أخرى.. والله أعلم.
اللجنة المعنية بالفتوى:
أ.د. عبد العزيز بن علي الحربي
(رئيس المجمع)
أ.د. محمد جمال صقر
(عضو المجمع)
أ.د. عبدالرحمن بودرع
(نائب رئيس المجمع)