الإجابة:
ورَدَ الفعل [تَوَلَّوْا] بهذه الصّيغَةِ في مَواضعَ كثيرةٍ من القُرآن الكَريم :
قُلْ إِنْ كُنْتُمْ تُحِبُّونَ اللَّهَ فَاتَّبِعُونِي يُحْبِبْكُمُ اللَّهُ وَيَغْفِرْ لَكُمْ ذُنُوبَكُمْ وَاللَّهُ غَفُورٌ رَحِيمٌ، قُلْ أَطِيعُوا
اللَّهَ وَالرَّسُولَ فَإِنْ تَوَلَّوْا فَإِنَّ اللَّهَ لَا يُحِبُّ الْكَافِرِينَ (آل عمران: 31-32)
وَدُّوا لَوْ تَكْفُرُونَ كَمَا كَفَرُوا فَتَكُونُونَ سَوَاءً فَلَا تَتَّخِذُوا مِنْهُمْ أَوْلِيَاءَ حَتَّى يُهَاجِرُوا فِي سَبِيلِ اللَّهِ
فَإِنْ تَوَلَّوْا فَخُذُوهُمْ وَاقْتُلُوهُمْ حَيْثُ وَجَدْتُمُوهُمْ وَلَا تَتَّخِذُوا مِنْهُمْ وَلِيًّا وَلَا نَصِيرًا (النساء: 89)
فَإِنْ تَوَلَّوْا فَقَدْ أَبْلَغْتُكُمْ مَا أُرْسِلْتُ بِهِ إِلَيْكُمْ وَيَسْتَخْلِفُ رَبِّي قَوْمًا غَيْرَكُمْ وَلَا تَضُرُّونَهُ شَيْئًا إِنَّ
رَبِّي عَلَى كُلِّ شَيْءٍ حَفِيظٌ (هود: 57)
في القرآن الكَريم كثيرٌ من المَواضع التي جاءَت فيها [فإن تولوْا] بصيغةٍ واحدةٍ، ويبدو أنّ هذا
الفعلَ يحتملُ أن يُعربَ فعلاً مضارعاً مجزوماً بأداة الشّرط الجازمة حُذفَت إحدى تاءَيْه والتّقدير
[فإن تتولّوْا أنتُم]، وأن يُعربَ فعلاً ماضياً مبنياً على الضمّ المقدّر، مُسنداً إلى ضمير الغائب،
[فإن توَلّوْا هُم] ، ويكون فيه حينئذ التفاتٌ من المُخاطَب إلى الغائب، والجملة في محلّ جزم،
والفاء بعدَ تَولّوْا رابطةٌ للجواب بالشّرط.
وإنّما حُذفَت التاء الأولى من المُضارع في مَواضعَ ، وذُكِرَت في أخرى، نحو قوله تعالى:
« وإنْ تَتَوَلّوْا يَسْتَبْدِلْ قَوْمًا غَيْرَكُمْ ثُمّ لا يَكونوا أمْثالَكُمْ » [محمد:38]
« وإنْ تَتَوَلّوْا كَما تَوَلّيْتُمْ مِنْ قَبْلُ يُعَذِّبْكُمْ عَذابًا أليمًا » [الفتح:16]
« يا أيُّها الّذينَ آمَنُوا لا تَتَوَلَّوْا قَوْمًا غَضِبَ اللهُ عَلَيْهِمْ قَدْ يَئِسوا مِنَ الآخِرَةِ كَما يَئِسَ الكُفّارُ
مِنْ أصْحابِ القُبورِ» [الممتحنة:13]