الفتوى (1306) :
الأصل في (العقيم) ومردافه (العاقر) أنه صفة للمرأة التي لا تلد خلقة أو لما يحول دون النسل من مرض أو شيخوخة؛ {فَأَقْبَلَتِ امْرَأَتُهُ فِي صَرَّةٍ فَصَكَّتْ وَجْهَهَا وَقَالَتْ عَجُوزٌ عَقِيمٌ} [الذاريات/ 29]، {قَالَ رَبِّ أَنَّىٰ يَكُونُ لِي غُلَامٌ وَقَدْ بَلَغَنِيَ الْكِبَرُ وَامْرَأَتِي عَاقِرٌ ۖ قَالَ كَذَٰلِكَ اللَّهُ يَفْعَلُ مَا يَشَاءُ}[آل عمران/ 40]، والعقيم والعاقر ضد الولود، جاء في الحديث (سَوْآء وَلوْدٌ خَيْرٌ مِنْ حَسْنَاءَ عَقِيْمٍ). ولأن الوضع خاصّ بالمرأة استُغني عن تاء التأنيث المفرقة بين المؤنث والمذكر فقيل: امرأة عقيم وامرأة عاقر؛ ومنهم من أكد التأنيث فقال (عقيمة)، واتسعت اللغة في مجازها فاستُعمل (عقيم وعاقر) لوصف الرجل الذي لا يولد له سواء ألعلة فيه أم لعلة في زوجه. {أَوْ يُزَوِّجُهُمْ ذُكْرَانًا وَإِنَاثًا ۖ وَيَجْعَلُ مَن يَشَاءُ عَقِيمًا ۚ إِنَّهُ عَلِيمٌ قَدِيرٌ} [الشورى/ 50].
ويختلف (العقيم) عن (العاقر) في سعة استعماله المجازي؛ إذ أُطلق (عقيم) على أشياء لا تعقب خيرًا، يقال: (ريحٌ عَقيمٌ) وهي التي لا تُلقح سحابًا ولا شجرًا. ووصف يوم القيامة بأنه يومٌ عَقيمٌ لأنه لا يوم بعده {وَلَا يَزَالُ الَّذِينَ كَفَرُوا فِي مِرْيَةٍ مِّنْهُ حَتَّىٰ تَأْتِيَهُمُ السَّاعَةُ بَغْتَةً أَوْ يَأْتِيَهُمْ عَذَابُ يَوْمٍ عَقِيمٌ} [الحج/55]، وجاء في معجم العين: "والمـُلْكُ عَقيمٌ، أي لا يَنْفَعُ فيه النَّسَبُ؛ لأن الابن يقْتُلُ على المـُلْكَ أباه، والأب ابنَه. والدُّنيا عَقيمٌ، أي لا تردُّ على صاحبها خيرًا". وجاء في (تهذيب اللغة): "وَقَالَ الأصمعيّ: العُقميُّ: كلامٌ عقيم، لَا يُشتقُّ مِنْهُ فعل". وقال الأزهري عن بناء لفظ أنكره: "فَهُوَ بِنَاءٌ عَقِيمٌ". وفي (مجمل اللغة): "وعقل عقيم، إذا لم يُجْدِ على صاحبه خيرًا". وفي (المحكم): "رحم عقيم"، وجاء في (تاج العروس): "ومن المـَجازِ: (حَرْبٌ عَقيمٌ وعُقامٌ، كَغُرابٍ وسَحابٍ: شَديدَةٌ) لَا يُلْوِي فِيهَا أحَدٌ على أحَدٍ يَكْثُرُ فِيهَا القَتْلُ، وتَبْقَى النِّساءُ أيامَى".
اللجنة المعنية بالفتوى:
المجيب:
أ.د. أبو أوس الشمسان
(عضو المجمع)
راجعه:
أ.د. عبد الرحمن بودرع
(نائب رئيس المجمع)
رئيس اللجنة:
أ.د. عبد العزيز بن علي الحربي
(رئيس المجمع)