الفتوى (4079) :
وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته
طبتم أيها السائل الكريم
(كذلك): شبه جملة مكونة من كلمتين حرف (الكاف) الجارة التي للتمثيل والتشبيه، و(ذلك) التي هي اسم الإشارة (ذا) ولام البعد (لـ)، وكاف الخطاب (كـ)، ومعناها: (مثلُ ذلك).. فتركيب (كذلك) (شبه جملة جار ومجرور). فعندما نقول مثلًا: كريمٌ مجتهدٌ وكذلك سَليمٌ، فالمعنى: وسليمٌ مثلُ ذلك. وتُعرب (كذلك) حينئذٍ خبرًا مقدمًا، و(سليمٌ) مبتدأ مؤخرًا.
وهنا تجدر الإشارة إلى التباس بعض الأساليب على القُراء نحو: (درس كريمٌ النَّحْوَ وكذلك الصَّرْف)، فكلمة (الصرف) على الإعراب النحوي الصحيح تُعرب مبتدأ مؤخرًا مرفوعًا، وتُعرب (كذلك) شبه جملة جارًّا ومجرورًا في محل رفع خبر مقدم.
ويُخطئ من يعرب الكلمة بعد (كذلك) هنا وهي (الصرف) منصوبة عَطْفًا على (النحو)؛ لأن (كذلك) ليست من حروف العطف أصلًا، ولا هي في باب الإتباع من الأساس، لكنك إذا أردت أن توضح المعنى، وتؤكد أن (الصرف) يشارك (النحو) ويتعدى إليه عامله، فعليك أن تعيد ذكر العامل وهو (درس) فتقول: (درس كريمٌ النَّحْوَ وكذلك دَرَسَ الصَّرْفَ)، وحينئذٍ لا لبس في نصب (الصرف) وإعرابها لكن على المفعولية لا على التبعية.. والله تعالى أعلم.
اللجنة المعنية بالفتوى:
المجيب:
د.مصطفى شعبان
(عضو المجمع)
راجعه:
أ.د. محروس بُريّك
أستاذ النحو والصرف والعروض
بكلية دار العلوم جامعة القاهرة
رئيس اللجنة:
أ.د. عبدالرحمن بودرع
(نائب رئيس المجمع)