الفتوى (3138) :
وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته
طبتم أيها السائل الكريم
يُنفى الفعل الماضي بأساليب معروفة في اللغة، وهي النفي بـ (ما) نحو قوله تعالى: ﴿وَمَا رَمَيْتَ إِذْ رَمَيْتَ﴾، والنفي بـ(لا)، نحو قوله تعالى: ﴿فَلَا صَدَّقَ وَلَا صَلَّىٰ﴾.
ومن المقرّر أنّ قد تلزم الفعل الماضي بغير فاصل، والنحاة يقولون في التعبير عن هذا: (قد مع الفعل كجزء منه فلا يُفصَل بينهما إلاّ بقَسَم). ومنه قول الشاعر:
فقد - واللهِ - بَيَّنَ لي عَنائي * بوشْكِ فراقهم، صُرَدٌ يَصيحُ
ومثل ذلك أيضًا أنه سُمِع: قد - لعَمْري - بِتُّ ساهرًا، وقد – واللهِ - أحسنتَ.
أما الفصل بالنفي في مثل (قد ما فعل) فلا يسوغُ بناءً على ما قررته القواعدُ؛ لأن المعاني التي تُكسِبُها (قد) للفعل الماضي مِنْ نحو التحقيق والتقريب والتوقع حاصلٌ بلزوم (قد) للفعل، ويُغتفر الفصل بالقسم لأنه كلا فصلٍ، أما الفصل بالنفي في قولك: (قد ما فعل..) فمعنى جديد يكتسبه الفعل، فلو فُصِل به لانتفى المعنى الذي جاءت به (قد) وهو التحقيق هنا.. والله تعالى أعلم.
اللجنة المعنية بالفتوى:
المجيب:
د.مصطفى شعبان
أستاذ مساعد اللغة العربية وآدابها بكلية اللغات-
جامعة القوميات بشمال غربي الصين
راجعه:
أ.د. محروس بُريّك
أستاذ النحو والصرف والعروض
بكلية دار العلوم جامعة القاهرة
رئيس اللجنة:
أ.د. عبد العزيز بن علي الحربي
(رئيس المجمع)