الفتوى (3151) :
وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته
طبتم أيها السائل الكريم
تأتي (مِنْ) لمعانيَ كثيرةٍ؛ كابتداء الغاية في الأمكنة، والأزمنة، وبيان الجنس، والتعليل، والبدلية، والتأكيد، وللظرفية بمعنى "في"، وبمعنى "إلى"، وبمعنى "الباء"، وبمعنى "عن"، وبمعنى "على".
ومِنَ المعاني التي تأتي بها (مِنْ) التبعيض، وهو اقتطاع جزء من كل، نحو: أكلت مَنَ الطعام، وأنفقت من المال. ومنه قوله تعالى: {لَنْ تَنَالُوا الْبِرَّ حَتَّى تُنْفِقُوا مِمَّا تُحِبُّونَ}. وقوله تعالى: {وَبِمَا أَنْفَقُوا مِنْ أَمْوَالِهِمْ}.
والدليل على اعتبار "مِنْ" للتبعيض قراءة الآية الكريمة: {حَتَّىٰ تُنفِقُوا مِمَّا تُحِبُّونَ} في بعض القراءات: {حتى تنفقوا بعض ما تحبون}؛ لأن من علامات ذلك أن تخلف "مِنْ" كلمةُ: (بعض). وهي مع ذلك باقية على حرفيتها ولم يقُل أحدٌ باسميتها، كما أن (في) بمعنى (داخِلَ) و(على) بمعنى (فوقَ)... والله تعالى أعلم.
اللجنة المعنية بالفتوى:
المجيب:
د.مصطفى شعبان
أستاذ مساعد اللغة العربية وآدابها بكلية اللغات-
جامعة القوميات بشمال غربي الصين
راجعه:
أ.د. أبو أوس الشمسان
(عضو المجمع)
رئيس اللجنة:
أ.د. عبد العزيز بن علي الحربي
(رئيس المجمع)