- من خلال مطالعتي لقواميس غربية ( فرنسية) مثل Le petit Robert و موسوعة أظنّ أنّها الأهم في علم أصول الكلمات أو التأثيل كما اصطلح عليه و اسمها "Britannica" و التي استحال عليها تنزيلها لأنها ليست بالمجّان و التي تذكر أصل الكلمة و مصدرها في اللاّتينية و الإغريقية غالبا, لاحظت بأنّ الغربيين لديهم ما يُسمّى بسجلاّت اللّغة "Les registres de langues" و سبب غياب هذه السجلات في اللغة العربية أو ما يمكن تسميتها بالدّفاتر ,سأذكره في النّقطة الثانية, أقول أنّهم جعلوا لغتهم مقسّمة إلى سجلاّت منها العلمية و الأدبية و العامّة ...و أرى من حيث ملاحظاتي هذه أنّ معرفة مصدر و مرتكز و قاعدة إصطلاحاتهم الذي تمّ الكثير منها في القرن السادس و السابع عشر كما تشير إليه القواميس .فمثلا كان علم الإجتماع و واضعه و رائده بن خلدون يسمّى" علم العمران" فلمّا وضع الغربيون مصطلحاتهم جعلوه Sociology فتبعهم أقوام على ذلك و منهم العرب بتعريب هذا المصطلح إلى " علم الإجتماع" Le terme de sociologie est forgé dans les années 1780 par Emmanuel-Joseph Sieyès à partir du préfixe « socio » du mot latin socius signifiant « compagnon, associé » et du suffixe « logie » du terme grec ancien λόγος logos, signifiant « discours, parole ». Il s'agit donc étymologiquement d'une science des relations.
و أنقله ترجمة إلى العربية:
لفظة سوسيولوجي تشكّلت و صُقلت سنة 1780 من قبل إيمانويل – جوزيف سيرايز ابتداء من السابقة سوسيو من اللّاتينية و التي تعني : المصاحب و الشريك أو الرفيق, و من اللاّحقة لوجي من الإغريقية القديمة لوغوس و التي تعني الحديث و الكلام فيتعلّق الأمر تأثيليا بعلم العلاقات.
كما تلاحظون - و من مثل هذا الكثير- أنّ لديهم سجلات علمية و التي تهمّنا هنا و اشتقّوا منها تأصيلا مصطلحاتهم من لغتين قديمتين .و للغتهم خاصية و هي المزج اللغوي أي جمع كلمتين في كلمة واحدة و هو أقرب ما يكون إلى النحت اللّغوي عندنا- و الذي يحتاج بدوره إلى تجديد و إعادة بعث-....
النقطة الثانية و هي أنّ العربية لا يمكن أن يكون لها مثل هذه السجلات لأنّها ليست بلغة مشتقّة و أوزان ألفاظها لها شكل بنيوي تفرعي تنطلق من جذور ثلاثية تزاد فيها أحرف الزيادة المجموعة في كلمة " سألتمونيها" و هذا مبحث آخر...
فمثلا كلمةMuscle التي يراد بها العضلة فالمفاجئة في علم أصول الكلمات عندهم أنّها من هذا ما جاء فيه -أترجمه اختصارا- أصل و تاريخ الكلمة:
واضعه هينري ديموندفيل عام 1314مختص في التشريح متحدّثا عن العضلات كمؤشر للقوة الجسدية فقد إقتُرضت من اللاّتينية و معناها صريح و هو " الفأر الصغير" بينما في العربية فمعناه العضل المراد به الشدّة كما في قولنا مرض عُضال أي شديد....
النقطة الثالثة و هي نتيجة حتمية مبنية على الملاحظتين السابقتين : علم التأثيل أو أصول الكلمات لا يمكن أن يكون موجودا في العربية , و هو خاصّ باللّغات المشتقّة.
و أنهي طرحي هذا بالقول أنّ التأثيل و نسب كثير من المصطلحات إلى غير مصادرها معروف لديهم و هي مسألة أمانة فمثلا Medecine يقولون أنها من الدواء Remède , إلاّ أنّه قد بلغتني معلومة من باحثين أفذاذ تقول أنّ كلمة ميدسين جائت من كلمة " مادّة سينا" أي من المادّة التي كان يُدرّسها الطبيب بن سينا ثمّ تعرّضت للتشويه ماديسنا ميدسين...و كذلك اطّلعت على كلمة Camera يذكرون أنّها من الإيطالية و لكن الصحيح أنّها من العربية و أصلها القُمرة و لها معنى محدّد في القواميس العربية و هذا ما جاء في ويكيبيديا أنقله:" مصطلح «كاميرا» في اللغات الأوروبية أتى من العبارة العربية «qumrah» (بالعربية: قُمرَة) التي تعني المكان المظلم المغلق، وهي ترجمة لـ "الغرفة المظلمة" التي استخدمها ابن الهيثم في تجاربه البصرية، والتي دخلت اللغات الأجنبية بمعنى (غرفة) بالتحريف الآتي (camera) وظلت قيد الاستخدام بهذا المعنى على مدى قرون حتى اختراع قمرة ...
و انهي طرحي هذا بكلمة Grammar و التي أصلها من إسم عالم لغة بن أجروم و هو " متن الأجرومية " في قواعد اللّغة العربية.
و على أساس ما ذكرت علينا إعادة النظر و تمحيص حتى نظريات الترجمة المعاصرة التي ظهرت في الغرب و وضع أسس نظرية و قواعد الترجمة الإصطلاحية و التعريب العلمي على القياس العربي أي معرفة ما قالته العرب و ما تستحسنه و أحسن مثال على ما أذكره .ما يقوله الإنجليز" The sun is in the midle of the sky و في الفرنسية Le soleil est au milieu du ciel " فترجمتها المباشرة هي : الشمس في وسط السماء و هذا صحيح و مستساغ و لكنّ الأصحّ ما تستحسنه العرب و درجت عليه إذ له تعبير عندهم و هو : الشمس في كبد السماء.