الفتوى (2718) :
الفعلُ أقبلَ لازمٌ لا يتعدى إلا بحروف الجر الباء وعلى وفي، نحو قولك: أَقْبَلَ عَليه بوجهه، ولا يتعدى بنفسه، ويُفيد الفعلُ أقبلَ مَعْنى قَصَدَ وتوجَّه سواء عليه أستُعملَ لازمًا أم عُدّيَ بحرف الجرّ؛ وعليه لا نقول: أقبل بيديه وكأنّه حمل يديه وتوجه بهما نحو القبلَة، وإنما الأصحُّ أن نقول: استقبلَ بيديه مكانَ التيمُّم. وكذلك الفعلُ أدبرَ فهو فعلٌ لازمٌ نحو قوله تعالى: «ثُمّ أدبرَ يَسْعَى»، أمّا أَدْبَرَ فمعناه ولَّى ليذهبَ، نحو أدبر الليلُ، وأدبر الرجلُ عَرَفَ دَبيرَه من قَبيلِه، ويتعدى بحرف الجر الباء وعلى وفي، ولا يتعدى بنفسه؛ لأن معنى أن يُولِّيَ الرجلُ الشيءَ دُبُرَه بكُلّيّتِه، ولا مَعنى لقولنا: أقبل يديه وأدبرهما، ولا: أقبل بيديه وأدبر بهما، بل الصوابُ: استقبلَ الرجلُ الترابَ أو الحَجَرَ أو المُتَيَمَّمَ بيديه واستدبرَه.
وأُنَبِّه السائلَ إلى أنّ العبارةَ سواء عليها أوَرَدَت في مصدر أم لم تردْ فلا تُتَّخذُ حجّةً ولا يُقاسُ عليها في الاستعمال اللغوي.
اللجنة المعنية بالفتوى:
المجيب:
أ.د. عبدالرحمن بودرع
(نائب رئيس المجمع)
راجعه:
أ.د. أبو أوس الشمسان
(عضو المجمع)
رئيس اللجنة:
أ.د. عبد العزيز بن علي الحربي
(رئيس المجمع)