( الدرس الثاني )
التشبيه
التشبيه هو: الدلالة على مشاركة أمر لآخر في معنى بالكاف ونحوها.
مثل: زيدٌ كالأسدِ في الشجاعةِ، فهنا دللنا وبينا بهذا التعبير على مشاركة زيد للأسد في معنى ووصف هو الشجاعة واستعملنا لذلك ( الكاف)، وإذا قلنا كأنَّ زيدًا أسدٌ في الشجاعة، فقد استعملنا لذلك ( كأنَّ ).
ومن التعريف والمثال يتضح أن للتشبيه أربعة أركان هي:
1- المشبَّهُ وهو هنا زيد.
2- المشبَّهُ به وهو هنا الأسد.
3- وجه الشبه أي المعنى الذي يشترك به المشبَّه والمشبَّه به وهو هنا الشجاعة.
4- الأداة التي يحصل بها التشبيه نحو الكاف وكأنَّ ومِثل. وهذه الأركان الأربعة قد يحذف بعضها في اللفظ، بأن يحذف وجه الشبه، أو أداة التشبيه. وأما المشبه والمشبه به فلا يحذفان فوجودهما ضروري في أسلوب التشبيه ويسميان طرفي التشبيه.
مثل: ( زيدٌ أسدٌ في الشجاعةِ ) وهنا حذفت أداة التشبيه فقط.
ومثل: ( زيدٌ كالأسدِ ) وهنا حذف وجه الشبه فقط.
ومثل: ( زيدٌ أسدٌ ) وهنا حذف وجه الشبه وهو الشجاعة، وأداة التشبيه، والتقدير زيد كالأسد في الشجاعة.
ويسمى التشبيه الذي حذف منه أداة التشبيه بالتشبيه المؤُكَّد، والتشبيه الذي حذف منه وجه الشبه بالتشبيه المجمل، والتشبيه الذي حذفت منه أداة التشبيه ووجه الشبه معا بالتشبيه البليغ.
مثال: قال الله تعالى: ( كَأَنَّهُنَّ اليَاقُوتُ والمَرجَانُ ) فهنا شبه الله سبحانه الحور العين بالياقوت والمرجان في الصفاء والجمال، فالمشبه هي الحور العين، والمشبه به هو الياقوت والمرجان، وأداة التشبيه هي كأنَّ، ووجه الشبه المحذوف هو الصفاء والجمال، ونوع التشبيه مجمل لحذف وجه الشبه.
مثال: قال الله تعالى: ( ثم قست قلوبكم من بعد ذلك فهي كالحجارة ) فهنا شبه الله قلوب اليهود بالحجارة في القسوة، فالمشبه هو قلوب اليهود، والمشبه به هي الحجارة، وأداة التشبيه هي الكاف، ووجه الشبه المحذوف هو القسوة والصلابة، فهو تشبيه مجمل أيضا.
مثال: قال تعالى: ( نساؤكم حرثٌ لكم ) الحرث هو شق الأرض بآلة من أجل غرس البذور فيها، فالمعنى إذاً هو نساؤكم كالحرث لكم ووجه الشبه هو أن كلا من الأرض المحروثة والنساء موضع يلقى فيهما شيء لينتج منهما شيء فهذا تشبيه بليغ لحذف أداة التشبيه ووجه الشبه معا.
فتلخص أن التشبيه هو الدلالة على مشاركة أمر لآخر في معنى بالكاف ونحوها، وأركانه أربعة هي: المشبَّه والمشبَّه به وأداة التشبيه ووجه الشبه، وهنا أربع صور هي: 1- أن تذكر الأركان كلها مثل: زيد كالأسد في الشجاعة وهو التام، 2- أن تحذف أداة التشبيه مثل: زيد أسدٌ في الشجاعةِ ويسمى مؤَكَّدًا، 3-أن يحذف وجه الشبه مثل: زيدٌ كالأسد ويسمى مجملا، 4- أن يحذف أداة التشبيه ووجه الشبه معا مثل: زيدٌ أسدٌ ويسمى بليغا.
( الأسئلة )
1- في ضوء ما تقدم ما هو التشبيه ؟
2- ما هي أركان التشبيه ؟
3- مثل بمثال من عندك للتشبيه التام والمؤكد والمجمل والبليغ ؟
( التمارين 1 )
بيّن أركان التشبيه ونوعه فيما يأتي:
( العلمُ نورٌ والجهلُ ظلامٌ- كلامُ فلانٍ كالشهدِ في الحلاوةِ- الناسُ سواسيةٌ كأسنانِ المشطِ- هذه الطفلة بدرٌ في الحسنِ- أَقوالُ الملوكِ كالسيوفِ القواطعِ- أَنا كالماءِ إِنْ رضيتُ صفاءً... وإذا مَا سَخِطتُ كنتُ لهيبا- الجوادُ في السرعةِ برقٌ خاطفٌ- العالِمُ سراجٌ لأمتهِ ).
( التمارين 2 )
اجعل كلا مما يأتي مُشَبَّهًا:
( الكتاب- الحسد- الصديق ).
( التمارين 3 )
اجعل كلا مما يأتي مُشَبَّهًا به:
( ثعلب- مرآة صافية- الجبال الشاهقة ).