قبسات من"أضواء البيان .." للإمام الشنقيطي (8)
*
كتب الشيخ،رحم الله والديّ ورحمه :
(والأساطير : جمع أسطورة أو إسطارة،وهي الشيء المسطور في كتب الأقدمين من الأكاذيب والأباطيل. أصلها من سطر،إذا كتب ومنه قوله تعالى:" وَكِتَابٍ مَّسْطُورٍ".
وقال بعض العلماء الأساطير : الترهات والأباطيل.){ جـ 3 ص 308 – 309"أضواء البيان"}.
*
كتب الشيخ،رحم الله والديّ ورحمه :
(قال مقيده – عفا الله عنه - : هذه النصوص الصحيحة تدل على رفع الإشكال بين الآيات،كما تدل على أن جميع حسنات هذه الأمة في صحيفة النبي صلى الله عليه وسلم،فله مثل أجور جميعهم،لأنه صلوات الله وسلامه- هكذا - هو الذي سن لهم السنن جميعا في الإسلام،نرجو الله له الوسيلة والدرجة الرفيعة،وأن يصلي ويسلم عليه أتم صلاة وأزكى سلام.){ جـ 3 ص 311 – 312"أضواء البيان"}.
قال "مقتبسه"غفر الله لوالديه وله وللشيخ :
أولا :
الآيات المشارة لها،قوله تعالى : "وَلَا تَزِرُ وَازِرَةٌ وِزْرَ أُخْرَىٰ ۚ" 18 فاطر
وقوله تعالى : "وَلَيَحْمِلُنَّ أَثْقَالَهُمْ وَأَثْقَالًا مَّعَ أَثْقَالِهِمْ ۖ" 13 عنكبوت.
ثانيا : أتعجب أحيانا من قول بعضهم أقرأ هذا وأهديه إلى روح النبي – صلى الله عليه وسلم – لعلي علقتُ مرة في"تويتر" : اقرأ لنفسك .. والأجر سيصله إن شاء الله
*
كتب الشيخ،رحم الله والديّ ورحمه :
(وذكر بعض مكر قوم نوح بقوله :" وَمَكَرُوا مَكْرًا كُبَّارًا وَقَالُوا لَا تَذَرُنَّ آلِهَتَكُمْ "الآية
وبين مكر رؤساء الكفار في قوله:" بَلْ مَكْرُ اللَّيْلِ وَالنَّهَارِ إِذْ تَأْمُرُونَنَا أَن نَّكْفُرَ بِاللَّهِ "الآية. والمكر : إظهار الطيب وإبطان الخبيث،وهو الخديعة .. وقد بين جل وعلا أن المكر السيء لا يرجع ضرره إلا على فاعله،وذلك في قوله:" ۚ وَلَا يَحِيقُ الْمَكْرُ السَّيِّئُ إِلَّا بِأَهْلِهِ ۚ ".){ جـ 3 ص 313"أضواء البيان"}.
قال "مقتبسه"غفر الله لوالديه وله وللشيخ :
توقفت كثيرا عند هذا التعريف :
(والمكر : إظهار الطيب وإبطان الخبيث)!! في الوقت الذي ذكر الشيخ – رحم الله والديّ ورحمه – في ختام الفقرة قوله تعالى:" ۚ وَلَا يَحِيقُ الْمَكْرُ السَّيِّئُ إِلَّا بِأَهْلِهِ ۚ ".ووصف المكر بالسيء هنا يدل على وجود مكر غير سيء .. بل أوضح من ذلك قوله تعالى :" وَإِذْ يَمْكُرُ بِكَ الَّذِينَ كَفَرُوا لِيُثْبِتُوكَ أَوْ يَقْتُلُوكَ أَوْ يُخْرِجُوكَ ۚ وَيَمْكُرُونَ وَيَمْكُرُ اللَّهُ ۖ وَاللَّهُ خَيْرُ الْمَاكِرِينَ "الأنفال 30
*
كتب الشيخ،رحم الله والديّ ورحمه :
لفظة"جعل"تأتي في اللغة العربية لأربعة معان :
الأول : بمعنى اعتقد،كقوله تعالى:" وَيَجْعَلُونَ لِلَّهِ الْبَنَاتِ "(..) الثاني بمعنى صير كما تقدم في الحجر،كقوله" وَجَعَلَ الْقَمَرَ فِيهِنَّ نُورًا"(..) الثالث : بمعنى خلق كقوله:" الْحَمْدُ لِلَّهِ الَّذِي خَلَقَ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ وَجَعَلَ الظُّلُمَاتِ وَالنُّورَ ۖ"أي : خلق الظلمات والنور.
الرابع : بمعنى شرع،كقوله :
وقد جعلت إذا ما قمت يثقلني *ثوبي فأنهض نهض الشارب السكر ..){ جـ 3 ص 347 – 348"أضواء البيان"}.
قال "مقتبسه"غفر الله لوالديه وله وللشيخ :
هكذا ( كقوله :
وقد جعلت ...) ولعله خطأ مطبعي .. صوابه :
كقول الشاعر.. والله أعلم.
*
كتب الشيخ،رحم الله والديّ ورحمه :
(قوله:" مَّا تَرَكَ عَلَيْهَا مِن دَابَّةٍ "الضمير في" عَلَيْهَا"راجع إلى غير مذكور،وهو الأرض،لأن قوله:" مِن دَابَّةٍ "يدل عليه،لأن من المعلوم : أن الدواب إنما تدب على الأرض. ونظيره قوله تعالى:" مَا تَرَكَ عَلَىٰ ظَهْرِهَا مِن دَابَّةٍ"وقوله :" حَتَّىٰ تَوَارَتْ بِالْحِجَابِ"أي : الشمس ولم يجر لها ذكر،ورجوع الضمير إلى غير مذكور يدل عليه المقام كثير في كلام العرب،ومنه قول حميد بن ثور :
وصهباء منها كالسفينة نضجت به الحمل حتى زاد شهرا عديدها
فقوله :"صهباء منها" أي : من الإبل،وتدل له قرينة "كالسفينة"مع أن الإبل لم يجر لها ذكر.){ جـ 3 ص 350 – 351"أضواء البيان"}.
*
كتب الشيخ،رحم الله والديّ ورحمه :
قوله تعالى:" ثُمَّ لَا يُؤْذَنُ لِلَّذِينَ كَفَرُوا"لم يبن تعالى في هذه الآية الكريمة متعلق الإذن في قوله:" لَا يُؤْذَنُ "ولكنه بين في"المرسلات"أن متعلق الإذن الاعتذار،أي : لا يؤذن لهم في الاعتذار،لأنهم ليس لهم عذر يصح قبوله،وذلك في قوله :" هَٰذَا يَوْمُ لَا يَنطِقُونَ وَلَا يُؤْذَنُ لَهُمْ فَيَعْتَذِرُونَ"){ جـ 4 ص 395"أضواء البيان"}.
إلى اللقاء في الحلقة التالية .. إذا أذن الله.
محمود بن محمد للمختار الشنقيطي المدني