الفتوى (1131) :
وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته
شكر الله للسائلة الكريمة وبعد،
فلم تُعهَد علامات الترقيم – فيما عدا علامة الاستفهام وعلامة التأثّر- في الشعر العربي الموزون المقفى (قصيدة البيت) لسببين:
أولهما: أن البيت في ذلك النوع من الشعر هو وحدة القصيدة، يدل على معنى مكتمل؛ لذا عدّوا التضمين عيبًا من عيوب الشعر، وهو أن يتعلق بيت بالبيت الذي يليه من جهة اللفظ والمعنى، فلا يتم المعنى إلا بهما معًا؛ كل أولئك يبين لنا أنه لم تكن هناك حاجة إلى الفاصلة أو النقطة مثلًا في شعر البيت ما دام الحيز الذي يشغله البيت ليس كبيرًا، وليس في حاجة إلى علامة ترقيم تبين المعنى أو مواطن الوصل والوقف.
وثانيهما: أنه شعر يعتمد على الإنشاد لا القراءة، ولا حاجة لعلامات الترقيم في شعر مسموع يعتمد على الأذن لا العين.
أما شعر التفعيلة ففي حاجة إلى علامات الترقيم؛ إذ إنه شعر تطول فيه الأسطر دون حد معين، وتترابط فيه أجزاء القصيدة وتتوالى بحيث يمتد المعنى فيتجاوز السطر الشعري الواحد إلى عدة أسطر، بل إلى القصيدة كاملة في بعض الأحيان، هذا فضلًا عن أن الشاعر قد استخدم في ذلك الضرب من الشعر تقنيات أخرى درامية ومسرحية وقصصية ...إلخ؛ لذا كانت هناك حاجة لعلامات الترقيم نحو الشرطة الدالة على الحوار بين طرفين، أو الشرطتين الدالتين على الجملة الاعتراضية، أو علامات التنصيص الدالة على أن ما بينهما أورده الشاعر على لسان شخص ما، أو النقاط المتوالية الدالة على كلام محذوف... ونحو ذلك.
اللجنة المعنية بالفتوى:
المجيب:
أ.د. محروس بُريّك
أستاذ النحو والصرف والعروض المشارك بكليتي
دار العلوم جامعة القاهرة، والآداب جامعة قطر
راجعه:
أ.د. محمد جمال صقر
(عضو المجمع)
رئيس اللجنة:
أ.د. عبد العزيز بن علي الحربي
(رئيس المجمع)