الفتوى (3641) :
وعليكم السلام ورحمة الله
اعلم- رحمك الله- أن النحويين اختلفوا في النوع الأعرف من أنواع المعارف، والجمهور على أن أعرفها الضمير؛ لأنه يأتي بعد تعيين مرجعه الظاهر، ثم اتفقوا على أن المضاف إلى معرفة بمنزلة ما أضيف إليه قوةً وضعفًا، ما عدا المضاف إلى الضمير، فهو في رتبة العلَم.
ثم اعلم أن لفظ (الله) له حالة خاصة؛ لأنه لفظ يدل على الخالق سبحانه وتعالى، فهو إذن أعرف المعارف مطلقًا بلا نزاع، والله عز وجل لا نِدَّ له ولا نظير و{ليس كمثله شيء} فإذا أُضيف شيء إلى هذا اللفظ نحو: عبد الله، وبيت الله... فهو من جهة اللفظ في رتبة ما أُضيف إلى العَلَم، وليس له تلك الرتبة من جهة المعنى؛ لأن المضاف إليه منزلته لا يبلغها شيء.
هذا من جهة المعنى التركيبي، وأما من جهة المعنى البلاغي فالمضاف إلى لفظ (الله) يكتسب تشريفًا وتزكية تميزه عن سائر ما أُضيف لغيره. والله أعلم.
اللجنة المعنية بالفتوى:
المجيب:
أ.د. عبدالله الأنصاري
(عضو المجمع)
راجعه:
أ.د.محروس بُريّك
أستاذ النحو والصرف والعروض
بكلية دار العلوم جامعة القاهرة
رئيس اللجنة:
أ.د. عبد العزيز بن علي الحربي
(رئيس المجمع)