الفتوى (1936) :
اشتهر العربُ منذ القرون الثلاثة الأولى بالتأليف في معاجم الألفاظ ومعاجم المعاني، وذلك بحسب المادّة اللغوية التي كانت بين أيديهم مما جمَعوه من رواة اللغة، وأمّا سَبقُ التأليف في معجم العَيْن الذي هو معجم في التبويب اللفظي، المنسوب إلى الخَليل بن أحمدَ الفراهيدي المتوفى سنةَ 175 للهجرَة، فيكادُ يَكون استثناءً في وضع فكرة المعجم المتكامل المبني على منهج معين في الترتيب، إذا ما سلَّمْنا بأنّ العَيْنَ للخليل، أمّا إذا نَسبناه إلى الليث بن المظفر الكناني أحد أهم علماء اللغة العربية، وصاحب الخليل بن أحمد، وهو الذي أكمل كتاب معجم العين ونشره، كما فَعَلَ الأزهريّ صاحب تهذيب اللغة حينَ نسَبَ العَيْن إلى الليث، فهذا يدلُّ على أنّ بدايةَ التأليف المعجميّ كانَت عامّةً تُعْنى بالألفاظ الدّالّة على موضوع واحد وتُؤلَّفُ لها رسالةٌ لغويةٌ في ذلك، وأنّ تلك الرسائلَ أصبحَت نواةَ التأليف المعجميّ المنظَّم فيما بعدُ ومَصادرَ له، وهكذا، فبداية التأليف المعجمي كانت بسيطةً غير منظمة بالمنهج وطرق الترتيب اللغوي، وأول ما ظهر من المؤلفات اللغوية ذات الصبغة المعجمية تلك الرسائل اللغوية الصغرى التي اهتمت بجمع الألفاظ وشرحها دون تبويب، ككتاب "النوادر في اللغة" لأبي زيد الأنصاري (215هـ) وكتاب "الجيم" لأبي عمرو إسحاق بن مِرار الشيباني (ت نحو 216هـ)، وهو نمط متميز يجمع بين شرح غريب اللغة، ورواية أشعار القبائل. وكتاب، ثم وُضِعَت كتبٌ أخرى أكثر تطورًا في الموضوعات والمعاني، مثل كتاب "المطر"، وكتاب "اللّبأ واللبن"، وكتاب "الهمز" لأبي زيد الأنصاري، وكتاب "الخيل"، و"الشاء" للأصمعي (216هـ)، ثم توالى التأليف المعجمي فيما بعدُ.
اللجنة المعنية بالفتوى:
المجيب:
أ.د. عبدالرحمن بودرع
(نائب رئيس المجمع)
راجعه:
أ.د. أبو أوس الشمسان
(عضو المجمع)
رئيس اللجنة:
أ.د. عبد العزيز بن علي الحربي
(رئيس المجمع)