السلام عليكم و رحمة الله و بركاته ، ارتأيت أن أنقل و أجمع لكم دررا من درر لغة الضاد ، وذلك مما جادت به أقلام فطاحلة النحو وزخرت به كتب أئمة العربية حول التفريق بين الضاد و الظاء ، وهذا البحث غيض من فيض :
الضَّــــــــــادُ والظَّـــــــــــاءُ
تكثرُ الأخطاءُ في حرفي الضَّادِ والظَّاءِ كثرةً تشدُّ الانتباهَ إليها، سواءٌ أكانَ ذلكَ في لفظِهِا أمْ في كتابتِهِا، ممَّا يجعلُ الوقوفَ على أشْهَرِ مواطنِهَا حاجةً لازمةً لازبةً، والحقُّ إِنَّ هذينِ الحرفينِ يصعُبانِ على غيرِ المُمارِسِ صاحبِ الدُّربَةِ؛ فقد تسرَّبت شائبةُ اللحنِ فيهما والخلطُ بينهما مُنذُ القِدَمِ؛ فقد رَوى أبو عليٍّ القَالي إنَّ رَجُلاً قالَ لعمرَ بنِ الخطَّابِ –رضيَ اللهُ عنهُ-: يا أميرَ المؤمنينَ، أيُضحَّى بِضبيٍ؟ قال: وما عليكَ لو قلتَ: بَظبِي؟! قال: إنَّها لُغَةٌ. قال: انقطعَ العتابُ؛ ولا يُضَحَّى بِشيءٍ من الوحشِ!
وأوردَ الجاحظُ في البيانِ والتَّبيينِ أنَّ رَجُلاً بِالبصرةِ كانت له جاريةٌ تُسمَّى ظَميَاء، فكانَ إذَا دعاها قال: يَا ضمياءُ (بالضَّاد)، فقال ابن المقفع: قل: يا ظمياءُ، وكرَّرها عليهِ مرَّتينِ أو ثلاثاً، فقال لهُ: أهِيَ جاريتِي أمْ جاريتُكَ؟!.
والذي لا شكَّ فيهِ أنَّ العربَ القُدامى في البيئةِ القَرشِيَّةِ كانوا يفرِّقُونَ في اللفظِ بينهُما، وكانَ الأوائلُ يفخرون بذلكَ، حتَّى دُعيَت لُغةَ الضَّادِ، ولعلَّ السِرَّ في إطلاقِهِ يعودُ إلى صُعوبةِ النُّطقِ بِحرفِ الضَّادِ على الأعاجِمِ مِمَّنْ يُريدونَ تعلُّمَ العربيَّةِ. والذي نَوَدُّ أنْ نُشيرَ إليهِ أنَّ نُطْقَ حرف الضَّادِ قد أصابهُ التَّطوُّرُ، حتى بالغَ بعضُهُم بقوله: إنَّنَا لا نكادُ نرى أثراً للضَّادِ القديمةِ بيننا اليوم.
وممَّا جاء في كتب الأصواتِ:
- الضَّادُ: هي الحرف الخامسَ عَشَرَ من حروف العربيَّةِ، وتخرُجُ من إحدى حافتَي اللسانِ ممَّا يلي الأضْرَاس.
- الظَّاء: هي الحرف السابِعَ عَشَرَ من حروف العربيَّةِ، وتخرجُ من مُقدّمةِ اللسانِ مع أطرافِ الثنايا العُليا من قُربِ اللثَّةِ.
ويلفظُ بعضُ أبناءِ العربيَّةِ هذهِ الأيَّامَ الضَّادَ دَالاً؛ فيقولون في ضَحِكَ: دَحِكَ، ويقولون في ضمير: دَمير.
ويلفظُون الظاءَ زَاياً مُطْبقةً؛ فيقولون في الحفظِ: الحفزِ. ويقولون في يظهَر: يزهَر.
ولعلَّ المؤلَّفاتِ التي أُلِّفت للفرقِ بينَ الضَّادِ والظَّاءِ كثيرةٌ جدَّاً، وهي تتفاوتُ طولاً وقِصَرَاً، بَيْدَ أنَّنَا آثَرنا أن نقتصرَ على المشهورِ من الألفاظِ؛ وهَا نحنُ نُوجزُ لكَ عزيزنَا الدَّارسَ الموادَّ التي تُستعملُ فيها الظَّاءِ على حروفِ المُعجمِ، تَيسيراً في العودةِ إليها، أو التَّثَبُّتِ منها؛ لأنَّ مواطنَ الظَّاءِ قليلةٌ مقارنةً بِالضَّادِ، والأشيَاءُ بِأضْدَادِهَا تَبِيْنُ.
عزيزنا الدَّارس، إذا أُشكلت عليك كتابةُ لفظةٍ، بالضَّادِ هي أم بالظاء، فعد إلى هذهِ الألفاظ التَّالية المرتَّبة هجائياً، فإن كانت منها، فقد عثرت على ضالَّتك، وإلاَّ فاكتبها بالضَّاد. وتذكَّر أنَّ خير طريقةٍ للتمييز بين الضَّاد والظَّاء هو كثرة القراءةِ، والنَّظر في كتب التُّراث.
أثبت أحد العلماء و هو ابن حداد المهدوي أن في اللغة العربية ثلاثاً وتسعين كلمة تكتب بحرف (الظاء) وما سواها فيكتب بحرف (الضاد). منها الغريب غير المستعمل ،وما هو متداول اليوم وهواثنان و ثلاثون كلمة ( 32 كلمة) تحوي (الظاء) (ظ)
وما عداها (الضاد) (ض) .
1 ـ ـالحَظّ: بمعنى النصيب .
2- الحِفْظُ: وهو ضد النسيان .
3- الحَظْرُ: وهو المنع .
4- الحَظْوَةُ: وهي الرفعة .
5- الظلم .
6- الظليم: وهو ذكر النعام .
7- الظبي : وهو الغزال .
8- الظبة: وهي طرف السيف .
9- الظعن: وهو السفر بالنساء .
10- الظرف.
11- الظريف .
12- الظَّنُّ .
13- الظِّلُّ .
14- الظفر : وهو ضد الخيبة .
15- الظهر.
16- الظماء .
17- الكظم : وهو كتم الحزن .
18- اللحظ : وهو النظر.
19- اللفظ .
20- النّظْمُ . ومنها النظام
21- النظافة .
22- النظَر.
23- العظم.
24- العظيم.
25- العَظَل : وهو الشدة ، من قولهم : أمر معظل .
26- الغيظ : أعني الحنق .
27- الفظاظة : وهي القسوة .
28 - الفظاعة : من الأمر الفظيع ، وهو الشنيع .
29 - التقريظ : مدح الحي بالشعر .
30- المواظبة.
31 - الوظيفة.
32- اليقظة : ضد النوم .
====
قاعدة :أي كلمة تبدأ بأحد هذه الأحرف :
(أ- ت - ث - ذ - ز- ط - ص - ض - س) لا يوجد فيها حرف (ظاء) بتاتا !!
ملاحظه :
قاعدة الأحرف أعلاه تطبق على المفرد وليس الجمع !
فـ مثلا كلمة أظافر مفردها ظفر ..
إذا ننظر للقاعدة ونلاحظ أن الكلمة لم تبدأ بالأحرف السابقة
وعليه نكتبها بـــ الظاء
قد يتساءل قارئ فيقول : هناك كلمات تبدأ بحرف الألف تشمل حرف الظاء ، مثل : أظلم الليل . فنقول له يراعى في ذلك الاسم و المصدر وليس الفعل ، فكلمة أظلم مشتقة من الظلام .
يتبع,,,,