إخواني الأعزاء أعضاء مجمع اللغة العربية على الشبكة العالمية، جزاكم الله خيرًا على خدمة اللغة العربية...أقول:
هل جاءت واو بمعنى فاء في القرآن؟
نعم جاءت...في نحو قول الله:
(فسواها ولا يخاف عقباها)...الشمس-15، قُرئتْ: فلا يخاف عقباها [نافع وابن عامر وأبو جعفر].
هنا الواو بمعنى الفاء.
فهل جاءت واوات أخرى في القرآن بمعنى الفاء؟
أقول: جاءت في مواضع كثيرة في القرآن، خصوصًا عند وصف الحق [الله] في نهايات الآيات -كما سنبين-.
الإشكال هو:
لماذا لم يأت الله بالفاء مباشرة بدلًا من الواو التي بمعنى الفاء؟
أقول:
هل هناك من فرق بين قول الحق:
سبح لله ما في السماوات والأرض وهو العزيز الحكيم...الحديد-1،
وبين قول الحق:
يسبح له ما في السماوات والأرض وهو العزيز الحكيم...الحشر-24؟
أقول:
نعم...هناك فرق، وهو:
1-في آية الحديد، الواو [وهو العزيز...] إمّا حالية أو بمعنى الفاء [التعليلية].
2-في آية الحشر [وهو العزيز...] الواو إمّا عاطفة أو حالية أو بمعنى الفاء التعليلية.
أيْ:
احتمال العطف في آية الحديد غير وارد.
الخطورة والإشكال هو أنه لو كانت الواو عاطفة فهذا يعني أن هناك كيانًا غير الله موصوفًا بالعزة والحكمة سبح لله.
فيكون التقدير في آية الحديد:
سبح لله ما في السماوات والأرض وهو العزيز الحكيم سبح أيضًا لله.
الواو إما حالية أو بمعنى الفاء التعليلية في نحو:
فسيكفيكهم الله وهو السميع العليم...البقرة-137.
الواو إما عاطفة أو حالية أو بمعنى الفاء التعليلية في نحو:
بل الله مولاكم وهو خير الناصرين...آل عمران-150.
السؤال هو:
في آية الحديد وما شابهها لماذا لم يأت الحق بالفاء التعليلية ليمنع اللبس؟
إذا كان هذا هو المراد.
شكرًا للإخوة المجمعيين.