تنظم شعبة اللغة العربية وآدابها بتطوان
ندوة موضوعُها: الأسسُ اللغويّةُ والبلاغية لتحليل الخطاب
يومي 8-9 نوفمبر 2016
تكريما للدكتور عبد الرحمن بودرع
الغايةُ من عَقْد هذه الندوة ومُعالجَةِ هذا الموضوع: لَفتُ الانتباه إلى أنّ الأصلَ في تحليل الخطاب أن يتخذَ الأداةَ اللسانيةَ أساساً له، لما تتمتعُ به هذه الأداةُ من تطوّر ونُضج وتكامُل، ولمكانتها بين وسائل التواصُل، وعندما يُنصُّ على الأساسين اللغويّ والبلاغي للخطاب فإنما يُرادُ تَوجيه العنايَة لوظائف اللغة في تحليل الظواهر الإنسانية وأهمية اللسانيات في مُقاربَة قضايا الخطاب المتشعبَة.
ومما لا شكّ فيه أنّ تحليل الخطاب من جهة ولسانيات النص والبلاغة من جهة أخرى مُتلازمان تلازماً عضوياً، وقد جاءَ مَفهومُ النّصّ فَتْحاً كبيراً خلَّصَ البحثَ اللّسانيَّ من وطأة الجملةِ، وسَمَحَ بالانفتاحِ على الخطابِ، في أجناسِه وأنماطِه المختلفة. والنّاتجُ من هذا التّطوّرِ أنّ الخطابَ يَحملُ في صُلبِه النّصَّ اللغويَّ في بنائه وتَماسكه، ويزيدُ عليْه بإدماجِ أطرافِ التّخاطُبِ ومَقاصد الخِطابِ وظُروفِ الزَّمانِ والمَكانِ التي تُنجَزُ فيها أفعالُ الكلامِ. وأصبحَ من مهامِّ نَحوِ النّصّ والبلاغة رَصدُ بناءِ النُّصوص ونَسْج الخطابِ في مقامٍ مُعيّن، حتّى يُحقِّقَ للنّصّ أغْراضَه التّداوليّةَ ويكشفَ عن التَّناسُبِ بينَ بنية النّصّ وظروفِ إنجازها.
لا شكَّ أنَّ تَحليلَ الخطابِ ذي الأساسِ اللغويّ (تَمييزاً له عن الخطاب المفتَرَض ذي الأساسِ المَجازي كالصور والإشارات والأيقونات وغيرها)، لا يقومُ ولا يتحصَّلُ إلاّ بشَرطِ المرورِ على طريقِ لسانياتِ النّصّ؛ لأنّ هذه اللسانياتِ مرحلةٌ في بناءِ الجسمِ اللُّغويّ الذي للنّصّ، فإنْ لم يَتحقَّقْ شَرطُ البناءِ اللّغويّ المُتماسكِ الذي يؤلّفُ بين أجزاءِ النّصِّ المُنجَزِ ومُؤلِّفاتِه، فلا يُتصوّرُ قيامُ خطابٍ يَستحقُّ التّحليلَ. فبناءُ النّصّ أكبرُ رافدٍ لقيامِ الخِطابِ. ويَجدُ تحليلُ الخِطابِ أيضاً جُذورَه في لسانيّاتِ النّصّ والبلاغة؛ فلَقَد كانَ للسانياتِ النّصّ أثرٌ مَشهودٌ، منذُ أواخرِ القرنِ الماضي، في إخراجِ الدّرسِ اللّسانيّ من ضيقِ الجملةِ إلى سعةِ النّصّ، وهو ما هيّأ المجال أمام البلاغة لتخرج من نسقها النظري التجريدي إلى سياق النص المتحقق.
والعلاقة بين لسانيات النص واللسانيات التداولية بشكل عام وبين النظرية البلاغية واضحة؛ فالمفهومات ذات الأساس البلاغي الحجاجي من قبيل الإيتوس والباطوس واللوجوس ونظرية الصور قائمة في هذه اللسانيات، ولم تعد حكرا على البلاغة بالمعنى المدرسي المحدد؛ كما أن النظرية البلاغية ونظريات الحجاج في معالجتها للخطابات ووصفها وتأويلها للآثار البلاغية والحجاجية في أبعادها الخِطابية تستمد العون من إنجازات اللسانيات التداولية ولسانيات التلفظ، إذ لا يمكن أن تقوم بلاغة أو نظرية حجاجية من دون سند لساني يزودها بإجراءات عملية وكفاية وصفية وتفسيرية للظواهر البلاغية التي تواجهها في الخطابات سواء أكانت تداولية أم تخييلية.
وستتناولُ هذه الندوةُ العلميةُ موضوعَ الأسس اللغويّة والبلاغية لتحليل الخطاب من خلال المحاور الآتية:
- الأسس اللغوية والبلاغية لتحليل الخطاب في النظريات اللسانية والبلاغية والحجاجية والنقدية
- الأسس اللغوية لتحليل الخطاب الأدبي قضايا نظرية ونماذج تطبيقية
- الأسس اللغوية والبلاغية لتحليل الخطاب السياسي والاجتماعي قضايا نظرية ونماذج تطبيقية.
- الأسس اللغوية والبلاغية لتحليل الخطاب الديني والشرعي قضايا نظرية ونماذج تطبيقية.
اللجنة المنظمة:
محمد مشبال (منسق اللجنة)
نزار التجديتي
عبد الإله كنفاوي
أسماء الريسوني
شروط المشاركة
1-إرسال ملخص في حدود صفحة واحدة قبل 30 يونيو 2016.
2- إرسال نبذة عن السيرة العلمية.
3-الالتزام بموضوع الندوة ومحاورها.
4-إرسال المشاركة في صيغتها النهائية قبل 15 أكتوبر.
تبعث الملخصات مرفقة بالسيرة والعنوان الإلكتروني ورقم الهاتف إلى العنوان الآتي:
محمد مشبال
medchbal@hotmail.com
رقم المحمول: 0665121758