الفتوى (2696) :
الأكثر في المصدر العامل عمل فعله أن يضاف إلى فاعله، نحو: أعجبني قولُ زيدٍ الحقَّ؛ أي أن يقول زيدٌ الحقَّ، وقد يضاف المصدر إلى مفعوله مع رفعه فاعله، نحو: أعجبني قولُ الحقِّ زيدٌ، أي أن يقول الحقَّ زيدٌ، وهذا قليل . وأما حذف فاعل المصدر المضاف إلى مفعوله فهو سائغ بدلالة السياق عليه . جاء في تفسير القرطبي في سياق تفسير قوله تعالى: {وَكَذَ لِكَ زَیَّنَ لِكَثِيرٍ مِّنَ ٱلمُشرِكِینَ قَتلَ أَولَـٰدِهِم شُرَكَاۤؤُهُم}:
"قِرَاءَةُ الْجُمْهُورِ: {وَكَذلِكَ زَيَّنَ لِكَثِيرٍ مِنَ الْمُشْرِكِينَ قَتْلَ أَوْلادِهِمْ شُرَكاؤُهُمْ} وَهَذِهِ قِرَاءَةُ أَهْلِ الْحَرَمَيْنِ وَأَهْلِ الْكُوفَةِ وَأَهْلِ الْبَصْرَةِ. (شُرَكاؤُهُمْ) رُفِعَ بِـ(زَيَّنَ)؛ لِأَنَّهُمْ زَيَّنُوا وَلَمْ يَقْتُلُوا. (قَتْلَ) نُصِبَ بِـ(زَيَّنَ) و(أَوْلادهِمْ) مُضَافٌ إِلَى الْمَفْعُولِ، وَالْأَصْلُ فِي الْمَصْدَرِ أَنْ يُضَافَ إِلَى الْفَاعِلِ، لِأَنَّهُ أحدثه ولأنه لا يستغني عَنْهُ وَيُسْتَغْنَى عَنِ الْمَفْعُولِ، فَهُوَ هُنَا مُضَافٌ إِلَى الْمَفْعُولِ لَفْظًا مُضَافٌ إِلَى الْفَاعِلِ مَعْنًى؛ لِأَنَّ التَّقْدِيرَ زَيَّنَ لِكَثِيرٍ مِنَ الْمُشْرِكِينَ قَتْلَهُمْ أَوْلَادَهُمْ شُرَكَاؤُهُمْ، ثُمَّ حُذِفَ الْمُضَافُ وَهُوَ الْفَاعِلُ كَمَا حُذِفَ مِنْ قَوْلِهِ تَعَالَى:{لَا يَسْأَمُ الْإِنْسانُ مِنْ دُعاءِ الْخَيْر}ِ؛ أَيْ مِنْ دُعَائِهِ الْخَيْرَ. فَالْهَاءُ فَاعِلَةُ الدُّعَاءِ، أَيْ لَا يَسْأَمُ الْإِنْسَانُ مِنْ أَنْ يَدْعُوَ بِالْخَيْرِ".
اللجنة المعنية بالفتوى:
المجيب:
أ.د. أحمد البحبح
أستاذ اللغويات المشارك بقسم اللغة
العربية وآدابها بكلية الآداب جامعة عدن
راجعه:
أ.د. محروس بُريّك
أستاذ النحو والصرف والعروض
بكلية دار العلوم جامعة القاهرة
رئيس اللجنة:
أ.د. عبد العزيز بن علي الحربي
(رئيس المجمع)