الفتوى (2805) :
المتفق عليه بين أغلب النحويين أنّ الإضافة تأتي بمعنى (مِن) أو (في)، ووضعوا ضابطًا لتقدير أيٍّ منهما، وهو أنّ الإضافة تكون بمعنى ما يصلح تقديره، فإن صلُح تقدير (مِن، أو في) فالإضافة بمعناهما، وإن لم يصلح فالإضافة بمعنى (اللام) التي تفيد الاختصاص أو الملكية، فتكون الإضافة بمعنى (مِن) إذا كان المضاف إليه جنسًا للمضاف، نحو: هذا ثوبُ حريرٍ، وخاتمُ حديدٍ، والتقدير: هذا ثوبٌ من حريرٍ، وخاتمٌ من حديدٍ؛ لأنّ الحرير جنس للثوب، والحديد جنسٌ للخاتم، وتكون الإضافة بمعنى (في) إذا كان المضاف إليه ظرفًا واقعًا فيه المضاف؛ نحو: حَدِيثُ الصَّباحِ والمساء، أي حَديثٌ في الصباح والمساء، قوله تعالى: (بَلْ مَكْرُ اللَّيْلِ وَالنَّهارِ)، أي: مكرٌ في الليل والنهار، وتكون الإضافة بمعنى (اللام) وهو الأصل: إذا لم يصلح تقدير الإضافة بـ (من، أو في)، كمثل: هذا كتابُ محمدٍ، فلا يصلح في هذا المثال تقدير (مِن) ولا يصلح تقدير (في)؛ ولذا فالمعنى يكون صحيحًا على تقدير (اللام) التي للملكية والتقدير: هذا كتابٌ لمحمدٍ، أو التي للاختصاص؛ كمثل: لِبَاسُ الزِّفَافِ، أي لِبَاسٌ لِلزِّفَاف، ولم يتعرض النحاة لتقدير حرف آخر سوى (مِن، وفي، واللام) فيما أحسب.
والله أعلم!
اللجنة المعنية بالفتوى:
المجيب:
د.مصطفى شعبان
أستاذ مساعد اللغة العربية وآدابها بكلية اللغات-
جامعة القوميات بشمال غربي الصين
راجعه:
أ.د. محروس بُريّك
أستاذ النحو والصرف والعروض
بكلية دار العلوم جامعة القاهرة
رئيس اللجنة:
أ.د. عبد العزيز بن علي الحربي
(رئيس المجمع)