استيضاح (86) : الأسس المنهجية لتعليم الناشئة

[علي أبو عبد الرحمن]

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
لا يخفاكم تدنِّي مستوى كثير من الطلاب في مادة اللغة العربية، وهذا الأمر يقلق التربويين ويجعلهم حيارى إزاء عدد من صوره وأحواله.
ونحن في إحدى مدارس التعليم الخاص أخذنا على أنفسنا عهدًا أن نحاول إصلاح مستوى الطلاب قدر استطاعتنا. وقد جعلنا فصول المدرسة مقتصرة على المرحلة الابتدائية فقط؛ لأن نسبة نجاح الطرق الإصلاحية فيهم تكون أَجْدَى مقارنةً بالمراحل التي تلي الابتدائية.
وقد خصصنا حصصًا من الجدول لتعليم القاعدة النورانية وتحفيظ القرآن وتقوية الطلاب في الكتابة، وهذا كان على حساب التقدم في المنهج الدراسي، ولكن أُرِينا أن ترميم الأساسات وتقويتها أفضل من الصعود بالبناء على أساسات ضعيفة.
ونحن نحتاج منكم التوجيه في هذا الأمر من حيث وضع الخطة التي ترونها أفضل في حل هذه المشكلة.
مع العلم بأن الفصول من الأول إلى السادس الابتدائي، وعدد الطلاب فيها قريب من 400.
وشكرًا لكم.

[د.مصطفى يوسف]

استيضاح (86) :

أجاب د.أحمد البحبح:

عليكم السلام ورحمة الله وبركاته
ما تقومون به من جهدٍ في إنشاء الناشئة على إتقان اللغة العربية نطقًا وكتابةً وتذوُّقًا قَلَّ أن تجد له مثيلًا في المدارس الخاصة، ولا شك أن اللغة العربية أم العلوم، ومن أتقنها سَهُلَ عليه إتقان غيرها، وقد نُقِلَ عن الفراء أنه قال: "قَـلَّ رجل أنعم النظـر في العربية، وأراد علمًا غيـره، إلا سهل عليه". غير أن التوازن التحصيلي مطلب مهم في العلوم التي ينبغي أن يتعلمها الناشئة في مراحل التعليم الأولى، فلا تفوته الأسس الأولى للعلوم الإنسانية والاجتماعية والطبيعية والعلمية، فيُسعَى إلى إعطاء كُلِّ علمٍ حقَّه من غير إفراط ولا تفريط، فلا يُبالَغ في تدريس اللغة العربية على حساب العلوم الأخرى، والعكس صحيح، ولا يُشترَط الإكثار من التحصيل بقدر ما يُشترَط الاعتناء بالتأصيل، مع الاستفادة القصوى من الحصص التعليمية المخصصة للغة العربية في تزويد الطالب بالمهارات اللغوية التي تُثبِّتُ وتقوِّي القدرة والملَكة اللغوية، على أساس التصفية والتحلية؛ بتصفية الحشو من المقررات الدراسية، وإحلال القواعد المُؤصِّلة مَحلَّها، مثل القاعدة النورانية التي أثبتت التجاربُ نُجُوعَها وعُمْقَ الاستفادة منها.