بسم الله
يكاد الّلسانيون الجدد يجمعون على أنّ كلمة "لغة" من أصل لاتيني إغريقي من كلمة لوغوس و هذا لأنّها غير مذكورة في القرءان و السنّة و ديوان العرب وكذلك لشبهها بها لكن الغريب أنّ هذه اللّفظة وجدت مكانها في التداول اللّساني الحديث و جرت مجرى المعرّب بسلاسة, كأنّها دخلت إلى قواميس العرب خلسة مع أنّ الفصحاء يرصدون كلّ معرّب و يذكرونه كمثل كلمة قرميد التي يقولون عنها: فارسي معرّب.
أمّا أنّ القرءان و السنّة و ديوان العرب لم ترد بها فهذا صحيح, و أمّا التشابه مع كلمة لوغوس فمردود لوجهين:
لغياب السين, إذ كان من المفروض أن يكون تعريبها الخطّي : لغوس
-وستكون لاروس أشهر قواميس اللّغة الفرنسية اسمها مستمد من العروس أي تاج العروس أشهر قواميس العرب السابق في الوضع لسبق العرب إلى وضع القواميس.
إذ أنّ هناك تطابق شبه كلي في الصوتية.
فإذا حكمنا أنّ كلمة لغة ذات أصل لاتيني و أنها معرّبة منها فاعلم أنّ التعريب هو تحويل للفظة أعجمية تحويلا صوتيا مقاربا بحروف عربية و إخضاعها لقواعد العربية من حيث الإعراب و التصريف و الزيادة و النقصان.
و أكثر من ذلك إذا كانت مستمدّة من لوغوس اللّاتينية الإغريقية و أنّ اللغتان المذكورتان قد اضمحلّتا فهذا يقود إلى الاستنتاج التالي:
العربية لها القدرة على استيعاب مفردات أعجمية و احتوائها صوتيا و شكليا و معنويا إذ أنّها أعادت بعث كلمة لوغوس بالمعنى في ثوبها العربي و أخضعتها لقواعدها و هذه الآلية تشبه الابتلاع الخلوي و ابتناء الخلية بتفكيك و قراءة رموز الأجسام الغريبة بآلية المناعة ع و هذا هو معنى الحياة في اللّغة.