التعريف اللغوي بشهر رمضان
د. عبد الله جاد الكريم
[رمض] الرمض: شدة وقع الشمس على الرمل وغيره. والأرض رمضاء. وقد رمض يومنا بالكسر، يرمض رمضا: اشتد حره. وأرض رمضة الحجارة. ورمضت قدمه أيضًا من الرمضاء، أي احترقت. وفى الحديث: "صلاة الأوابين إذا رمضت الفصال من الضحى"، أي إذا وجد الفصيل حر الشمس من الرمضاء. يقول: فصلاة الضحى تلك الساعة. ويقال أيضًا: رمضت الغنم، إذا رعت في شدة الحر فقرحت أكبادها وحبنت رئاتها. وأرمضتنى الرمضاء: أحرقتني. ومنه قيل: أرمضه الأمر. والترمض: صيد الظبى في وقت الهاجرة، تتبعه حتى إذا تفسخت قوائمه من شدة الرمضاء أخذته. ويقال: أتيت فلانًا فلم أصبه، فرمضته ترميضًا، أي انتظرته شيئًا.
(رمضان) والجمع (رَمَضاناتٌ) و(رَماضِينُ) و(أَرْمِضاءُ) و(أَرْمِضةٌ) و(أَرْمُضٌ) عن بعض أَهل اللغة. قال مطرز: كان مجاهد يكره أَن يُجْمَعَ رمضانُ.. قال ابن دريد: لما نقلوا أَسماء الشهور عن اللغة القديمة سموها بالأَزمنة التي هي فيها، فوافَقَ رمضانُ أَيامَ رَمَضِ الحرّ وشدّته فسمّي به. الفَرّاء: يقال هذا شهر رمضان، وهما شهرا ربيع ولا يذكر الشهر مع سائر أَسماء الشهور العربية، يقال هذا شعبانُ قد أَقبل.
و(شهر رمضانَ) مأْخوذ من رَمِضَ الصائم يَرْمَضُ إِذا حَرّ جوْفُه من شدّة العطش، قال اللّه عزّ وجلّ (شهر رمضان الذي أُنزل فيه القرآن).. وابن السكيت: الرَّمْضُ مصدر رَمَضْتُ النصْلَ رَمْضاً إِذا جعلته بين حجرين ثم دقَقْتَه ليَرِقَّ، وسِكِّينٌ رَمِيضٌ بيّنُ الرَّماضةِ؛ أَي حديدٌ وشفْرةٌ رَمِيضٌ ونَصْلٌ رَمِيضٌ..وكل حادٍّ رَمِيضٌ ورَمَضْتُه أَنا أَرْمُضُه وأَرْمِضُه إِذا جعلته بين حجرين أَمْلَسَيْنِ ثم دقَقْته ليَرِقّ، وفي الحديث (إِذا مَدَحْتَ الرجل في وجهه فكأَنما أَمْرَرْتَ على حلقه مُوسَى رَمِيضاً)
وارتمص الرجل عن كذا، أي اشتد عليه وأقلقه. وارتمضت كبده: فسدت. وارتمضت لفلان: حزنت له. ورَمضَ الصائمُ : اشْتَدَّ حَرُّ جَوْفِه أو لأَنَّهُ يَحْرِقُ الذُّنوبَ . ورَمَضانُ: راجِعٌ إلى مَعْنَى الغافِرِ؛ أي : يَمْحُو الذُّنوبَ ويَمْحَقُها . وأرْمَضَه : أوْجَعَه وأحْرَقَه والحَرُّ القَوْمَ : اشْتَدَّ عليهم فآذاهُمْ . ورَمَّضْتُه تَرْميضاً: انْتَظَرْتُهُ شيئاً قليلاً ثم مَضَيْتُ. والصَّوْمَ : نَوَيْتُه .
الإنسانُ يَرْمَضُ: مَشى على الرَّمْضَاء . وأرْضٌ رَمِضَةُ الحِجَارة . وشَهْرُ رَمَضَانَ مَأْخُوذٌ منه ، والأرْمِضَةُ: جَمْعُ رَمَضَانَ . ورَمِضَتِ الغَنَمُ تَرْمَضُ رَمَضاً: رَعَتْ في شِدَّةِ الحَرِّ فَتَحْبَنُ رِئاتُها وأكْبادُها .
قال بعض العلماء: يكره أن يقال جاء "رَمَضَانُ" وشبهه إذا أريد به الشهر وليس معه قرينة تدل عليه، وإنما يقال جاء "شَهْرُ رَمَضَانَ". وقد ثبت في الأحاديث الصحيحة ما يدلّ على الجواز مطلقًا، كقوله: "إِذَا جَاءَ رَمَضَانُ فُتِحَتْ أَبْوَابُ الجَنَّةِ وَغُلِّقَتْ أَبْوَابُ النَّارِ وَصُفِّدَتْ الشَّيَاطِينُ" وقال القاضي عياض: وفي قوله: "إذا جاء رمضان" دليل على جواز استعماله من غير لفظ شهر خلافاً لمن كرهه من العلماء.
المصدر