أعمارُ اللغاتِ
أ.د عبد الرحمن بودرع
بَقاءُ اللغة يُسهمُ في بقاء المجتمَع وثَقافته، وزوالُها يُعجّلُ بزوالها، أثبتت دراساتٌ أنّ أعمارَ اللغاتِ لا تَكادُ تَزيدُ على خَمْسِمائةِ عامٍ تقريبا ثم تبدأ تدبُّ فيها عواملُ الاندثار والتلاشي، أو تَذوب في لغةٍ غازيةٍ متغلّبَةٍ قويّةِ الثقافَة، ولكنّ العربيّةَ من اللغاتِ المُستثْناةِ فقد تعدّت العُمُرَ بثلاثة أضعافٍ [أكثر من1400 عام] ولا تَزداد إلاّ قوّةً. هلْ يستطيعُ أولو الألباب أن يتوقَّعوا مشهدَ العربيّة في المستقبل القريب والمتوسّط والبَعيد، وأن يتصوروا إسهامَها في الحفاظِ على الثقافَة والحضارَة التي تَحملها والحفاظِ على الروابط بين الناطقين بها ؟