هل يجوز اقتران خبر أفعال الشروع بـ(أنْ)؟
د. مصطفى شعبان
تقرر في البحث النحوي أن (كاد - وكرب) من أفعال الشروع يشترط في أخبارها التجرد من ((أن)) ؛ لأن كلا الفعلين المذكورين يدلان على شدة مقاربة الفعل ومداومته ، وذلك يقرب من الشروع في الفعل والأخذ فيه ، فلم يناسب خبرهما أن يقترن بأن غالبًا(2 ) .
ويرى بعض الباحثين أن هذا الأسلوب هو الشائع في الأساليب العالية التي يحسن الاقتصار على محاكاتها(2 ).
واشتراط النحاة مجيء الخبر مجردًا من ((أن)) بناءً على الأفصح الأعرف أو المطرد الشائع من كلام العرب ؛ ولذا قال ابن مالك :
وكونه بدون ((أن)) بعد عسى نزْرٌ ، وكاد الأمر فيه عُكسا(3 )
وقال في ((شرح التسهيل)) (4 ):
((والشائع في خبر كاد وروده مضارعًا غير مقرون بأن؛ كقوله تعالى:
(كَادُوا يَكُونُونَ عَلَيْهِ لِبَدًا) [الجن: 19]، ووروده مقرونًا بأن قليل)).
ومن شواهد مجيء الخبر في هذا الباب غير مقرون بأن في القرآن الكريم( 5):
قوله تعالى : (فَذَبَحُوهَا وَمَا كَادُوا يَفْعَلُونَ)[البقرة:71]. وقوله : (مِنْ بَعْدِ مَا كَادَ يَزِيغُ قُلُوبُ فَرِيقٍ مِنْهُمْ) [التوبة:117] وقوله:(يَكَادُ زَيْتُهَا يُضِيءُ )[النور:35]
وقوله:(إِذَا أَخْرَجَ يَدَهُ لَمْ يَكَدْ يَرَاهَا )[النور:40]
أما مجيؤه مقرونًا (بأنْ) فقد ورد في نصوص كثيرة ؛ فمن شواهد مجيء الخبر مقترنًا بأن في الحديث الشريف: قول عمر بن الخطاب -رضي الله عنه-: ((ما كدت أن أصلي العصر حتى كادت الشمس تغرب)) (6 ).
ومنه قوله صلى الله عليه وسلم : ((كاد الفقر أن يكون كفرًا)) ( 7).
وحديث البخاري : ((كاد أمية بن أبي الصلت أن يسلم)) (8 ).
ومنه قول الصحابي الجليل جبير بن مطعم عندما سمع النبي يقرأ سورة الطور فبلغ قوله تعالى: (أَمْ خُلِقُوا مِنْ غَيْرِ شَيْءٍ أَمْ هُمُ الْخَالِقُونَ)[الطور:35]: ((كاد قلبي أن يطير))(9 ).
ومنه ما جاء في صحيح الحديث(10 ): ((كان الخَيِّران أن يهلكا أبو بكر وعمر)).
ومنه قوله صلى الله عليه وسلم:(11 ) ((كادت هذه الأمة أن تكون أنبياء كلها)).
ومن شواهد اقتران أخبارها بأن في الشعر :
قول رؤبة( 12): [من الرجز]
رَبْعٌ عَفَا مِنْ بَعْدِ مَا قدِ انْمَحَى *** قَـدْ كَادَ مِـنْ طُـولِ البـِلَى أنْ يَمْصَحـــا
وقول آخر(13 ): [من الطويل]
أبيتـم قبـولَ السَلم منَّا فكدتم *** لدى الحرب أن تُغْنوا السيوف عن السَّل
وقول آخر(14 ): [من الطويل]
* وقد كَرُبتْ أعناقُها أنْ تَقطَّعا *
وقول الراجز(15 ):
قد بُرْتَ أو كَرَبْتَ أن تبـورا *** لمــــا رأيــت بَيْهسًــــا متْبُـــــــورا
وقول آخر( 16): [من الخفيف]
كادتِ النفسُ أَنْ تفيضَ عليه *** إذْ غدا حَشْوَ رَيْطةٍ وبُرود
وقالوا في علة اقتران خبر (كاد - وكرب) بـ ((أن)) إنه لما أدخلوا ((أن)) في خبر كاد فكأنه بَعُدَ عن الحال حتى أشبه عسى فحُمل عليها في اقتران خبرها بـ ((أن)) كما تحذف من خبر عسى حملاً على كاد(17 ).
وبعضهم أرجع اقتران خبرهما- أي (كاد ، وكرب)- بـ ((أن)) إلى خصوصية الشعر وضرورته.
قال المبرد في ((المقتضب))( 18):
((إلا أن يضطر شاعر ،فإن اضطر جاز له فيهما - أي في كرب وكاد - ما جاز في (لعل) ، قال الشاعر :
* قد كاد من طول البلى أن يمصحا *
فالمبرد إذًا يُرجع هذا الاقتران إلى الضرورة ، وتبعه بعض الأندلسيين كابن عصفور(19 )، ومثلهم الأعلم الشنتمري حيث قال :
((قد كاد من طول البكى أن يمصحا))
الشاهد فيه دخول ((أن)) على (كاد) ضرورة، والمستعمل في الكلام إسقاطها، ودخلت عليها تشبيهًا بعسى، كما سقطت من (عسى) تشبيهًا بها لاشتراكهما في معنى المقاربة)) ( 20).
والإمام البيضاوي يعرف لنا (كاد) ووظيفتها فيقول:
((وكاد من أفعال المقاربة، وضعت لمقاربة الخبر من الوجود لعروض سببه لكنه لم يوجد ، إما لفقد شرط ، أو لوجود مانع ، وعسى موضوعة لرجائه، فهي خبر محض ، ولذلك جاءت متصرفة بخلاف عسى، وخبرها - أي خبر كاد - مشروط فيه أن يكون فعلاً مضارعًا تنبيهًا على أنه المقصود بالقرب من غير ((أن)) لتوكيد القرب بالدلالة على الحال ، وقد تدخل عليها - أي ((أنْ)) - حملاً لها على عسى، كما تحمل عليها بالحذف من خبرها لمشاركتهما في أصل معنى المقاربة ..
ويعقب الشهاب الخفاجي قائلاً :
((أي : يشترط في خبر كاد أن يكون مضارعًا غير مقترن بأن المصدرية الاستقبالية، أما المضارع فلدلالته على الحال المناسب للقرب والدنو بملاصقته له حتى كأنه لشدة قربه وقع ، ولذا دَلَّت على تأكيد وقوع الخبر على الأصح ، وجردت لذلك عن (أنْ) لمنافاتها لما قصد منها.. )) ( 21).
ثم يقرر الشهاب الخفاجي أن تجرد خبر (كاد) من ((أن)) بناء على ((الأفصح الأكثر، وإلا فقد جاء خبرها اسمًا مفردًا ، كقوله :
* فأُبْتُ إلى فَهْمٍ وما كدت آيبًا* (22 )
وورد مع أَنْ كقوله :
* قد كاد من طول البكا أن يمصحا *
وفي الحديث : ((كاد الفقر أن يكون كفرًا)) ، وقد يكون الخبر جملة اسمية كما حكاه ثعلب ..))(23).
والبحث في عجب إذ إن مجيء خبر كاد وكرب مقرونًا بأن قد ورد في الشعر الفصيح كثيرًا وفي بعضه مقنع للحكم على فصاحة هذا الاستعمال ،
كما أن هذا الاقتران لم يرد في الشعر باطراد فحسب، بل ورد في الحديث الشريف والنثر أيضًا ، فالحكم على اقتران خبر (كاد - وكرب) (بأن) واختصاصه بضرورة الشعر كما ذهب المبرد والأندلسيون والشَنتمري غير سديد ، ويكون حكم جماعة النحاة عليه بالقلة إلغاءً لهذا التراث الضخم الوارد بكثرته واطراده .
وقد رد النحاة على سيبويه زعمه أن خبر كرب لا يقترن بأن حيث لم يذكر سيبويه خبرها إلا مجردًا من (أن) ، وهو مردود بالسماع(24 ).
فإذا ورد الاستعمال بشيء - لاسيما إن كان كثيرًا - أُخذ به وترك القياس ؛ لأن السماع يبطل القياس ، ولابن جني مبحث فيما يَرِدُ عن العربي مخالفًا لما عليه الجمهور في كتابه ((الخصائص)) (25 )، خلص فيه أن الأولى في ذلك أن يحسن الظن به ولا يحمل على فساده ، ولاسيما إن كان ما أورده العربي مما يقبله القياس ، إلا أنه لم يرد به استعمال إلا من جهة ذلك الإنسان .
أمَّا ورود خبر (كاد - وكرب) مقترنًا بأن في ظِلِّ هذه المسموعات الفصيحة شعرًا ونثرًا - في نظر البحث - فإنه يخرجه من دائرة القلة أو الضرورة كما ذهب جماعة النحاة إلى دائرة الاطراد والشيوع والفصاحة .
ومقام الدلالة قد يحل الإشكال للطلاب ويكشف عن القضية النقاب بعض الشيء ، وكلا منا في هذا المقام يبدأ من ركن ركيز في باب أفعال المقاربة ، ألا وهو دلالة هذه الأفعال على شدة المقاربة تحققًا أو حكمًا .
ومعروف أن ما يدل على المقاربة من أفعال هذا الباب هو (كاد - وكرب - وأوشك)
فأفعال المقاربة إن دلت على شدة المقاربة بحيث تقترب من الشروع ولكنها لم تُنشئ فيه أي لم تأخذ في الشروع ، فإن هذا يناسبه أن يؤتى بشيء يدل على تراخيها عن الشروع في الفعل، وهذا الشيء نسميه (اقتران خبرها بـ أن) وهو الذي وصفه الجمهور بالقلة .
أما إذا دلت على الشروع والإنشاء في الفعل (مع دلالتها أصلاً على شدة المقاربة) فإنها لذلك تجري مجرى أفعال الإنشاء والشروع (جعل ، طفق ..) ونحوها في عدم مناسبة اقتران خبرها بأن ؛ إذ لا تراخي هنا فالفعل قد بُدء فيه بالفعل ، لذا لم يكن من المناسب الإتيان بأن مع الخبر .
وبتسليط الضوء على النصوص في هذه القضية يتضح ما رمينا إليه هنا ، ففي قوله تعالى : (فذبحوها وما كادوا يفعلون) ، فالذبح قد بُدئ فيه بالفعل ، فصار الفعل شروعًا ، فلم يأت بأن مع الخبر .
وفي قوله :(من بعد ما كاد يزيغ قلوب فريق منهم)، فزيغ القلوب قد حصل وتم بالفعل ؛ لذا لم يأت بأن مع الخبر.
وأما قوله صلى الله عليه وسلم: ((كاد الفقر أن يكون كفرًا)) ، فالفقر من شدة مقاربته للبؤس والافتقار والمسغبة كاد يتحول إلى كفر ولكنه لم يتحول ، لأن المراد شدة المبالغة في ذم الفقر وأثره ، لا أن الفقر كفر ، وإلا لكان الفقير بشر حال .
وكذا في قوله صلى الله عليه وسلم: ((كاد أمية بن أبي الصلت أن يسلم)) ، فقد اقترب أمية من الإسلام بشدة حتى قرب من الدخول ، ولكنه لم يكن قد أسلم بعد ، لذا ناسب دخول ((أن)) على الخبر ليوحي بهذا التراخي في القرب وعدم الشروع في الفعل .
ويمكن تحقق الجانبين معًا كما في قول عمر - رضي الله عنه - :
((ما كدت أن أصلي العصر حتى كادت الشمس تغرب، وذلك بعدما أفطر الصائم)) .
فقد جاء خبر كاد أولاً مقترنًا بأن ومجردًا منها ثانيًا ، وما هذا إلا لغرض دلالي أكيد ، والمراد هنا : أنه عندما همَّ أن يصلي العصر كانت الشمس قد غربت، وذلك يعني أنه لم يبدأ في صلاته حتى غربت الشمس ، ففعل المقاربة الأول لم يكن شرع في الفعل وبدأ فيه فأتى بـ ((أن)) ، وفعل المقاربة الثاني كان قد أنشأ في الفعل وأخذ فيه لذا لم يأت بـ ((أن)) ، ويدل على أن فعل المقاربة الثاني دل على الأخذ في الفعل والشروع فيه قوله : (( وذلك بعدما أفطر الصائم)) والصائم لا يفطر إلا بعد غروب الشمس فعلًا.
هذا ما أردناه من جانب الدلالة أن يكشف النقاب بعض الشيء ويوضح المراد في كل قول ، ويمكن حمل أكثر النصوص الشعرية التي وردت باقتران خبر (كاد - أو كرب) بـ ((أن)) على هذا المحمل أي الدلالة على عدم الشروع في الفعل مع الدلالة على شدة المقاربة وذلك عين ما ترتضيه المبالغة والبلاغة الشعرية(26 ).
------------------------------
(1 ) ((شرح التصريح)) (1/207) ، وانظر: ((شرح المفصل)) (7/121) ، ((شرح الكافية)) (2/305) ، ((ارتشاف الضرب)) (3/1224-1225) .
(2 ) ((النحو الوافي)) للأستاذ: عباس حسن – طبعة دار المعارف/ الطبعة الرابعة عشر (1/616) .
( 3) ((شرح ابن عقيل)) (1/326) ، وانظر: ((شرح المكودي)) (42) ، ((حاشية الخضري)) (1/123).
(4 ) ((شرح التسهيل)) (1/391) .
(5 )((المقتضب)) (3/75) ، ((شرح ابن عقيل)) (1/330) ، ((همع الهوامع)) (1/475) .
( 6) الحديث أخرجه البخاريُّ في ((صحيحه)) ((كتاب الأذان)) (10) – باب: قول الرجل للنبي: ما صلينا (26) – حديث رقم (641) ، وانظر: ((فتح الباري بشرح صحيح البخاري)) – طبعة دار الحديث – القاهرة (1419هـ- 1998م) (2/153)، وانظر ((شواهد التوضيح)) – لابن مالك – تحقيق محمد فؤاد عبد الباقي (ص:98) ، ((شرح التسهيل)) (1/391) لابن مالك .
(7 ) ((شعب الإيمان)) للبيهقي (14/125) ، ((مسند الشهاب)) للقضاعي (2/424) ، ((الدعاء)) للطبراني (3/142).
(8 )((صحيح البخاري)) [كتاب الأدب – باب ما يجوز من الشعر والرجز – حديث رقم (6147)] ((تهذيب الآثار)) للطبري (25/452) ، ومن شواهد وروده في الحديث أيضًا: قوله صلى الله عليه وسلم لعبد الرحمن بن عوف: ((أما إنك أول من يدخل الجنة من أغنياء أمتي وما كدت أن تدخلها إلا حبوًا)) أخرجه البزار في ((مسنده)) من حديث أنس ، والحاكم في ((مستدركه)) من حديث عبدالرحمن بن عوف ، وقال : صحيح الإسناد، وذكره الغزالي في ((الإحياء)) (3/361)، والألباني في ((الضعيفة)) (1772).
(9 ) ((صحيح البخاري))[كتاب التفسير – بابٌ في سورة الطور – حديث رقم (4854)].
( 10) ((صحيح البخاري)) [كتاب التفسير – باب لا ترفعوا أصواتكم فوق صوت النبي – حديث رقم (4845) و (7302)] .
(11 ) ((مسند الإمام أحمد)) - بتحقيق أحمد شاكر – (1/296) .
(12 ) تخريج الشاهد: والبيت من شواهد ((الكتاب)) (1/478) ، و ((المقتضب)) (3/75) ، ((شرح أدب الكاتب)) (419)، و ((الإنصاف)) (2/566), و ((شرح المفصل)) (7/121) ، ((شرح الكافية)) (2/305)، ((همع الهوامع)) (1/475) ، ((المقاصد النحوية)) (2/215)، ((خزانة الأدب)) (4/90-92)، ((الدرر)) (2/142) ، ((ديوان رؤبة)) (ص:172)، قال الشيخ عضيمة في حاشية ((المقتضب)) (3/75) : ((ولرؤبة أرجوزة أخرى على هذا الروي ديوانه (ص:33-36) جاء فيها هذا البيت (ص:34):
وقلت نصحًا من أخٍ تنصَّحا قد كاد يخشى قلبه أن يقرحا
(13 ) تخريج الشاهد : والبيت غير منسوب ، وهو من شواهد ابن مالك في ((شرح التسهيل)) (1/391) ، و((شرح الأشموني)) (1/409) ، والعيني رقم (247) .
(14 ) تخريج الشاهد: من قصيدة لأبي زيد الأسلمي يهجو بها إسماعيل بن هشام المخزومي ويمدح آل الزبير، وصدر البيت:
* سقاها ذوو الأحلام سجلاً على الظما *
وهو من شواهد: ((شرح التسهيل)) لابن مالك (1/392) ، ((الأشموني)) (1/410) ، ((العيني)) رقم (252)، ((شرح ابن عقيل)) (1/335) رقم (92) ، ((أوضح المسالك)) (ص:38) ، ((شرح شذور الذهب)) (ص: 358) رقم (132) ((شرح التصريح)) (1/207) ، ((همع الهوامع)) (1/476) ، ((المقاصد النحوية)) (2/193)، ((الدرر)) (2/143) .
( 15) تخريج الشاهد: الرجز قائله العجاج ، وهو من شواهد: ((شرح التسهيل)) لابن مالك (1/392) ، ((شرح الأشموني)) (1/410) ، ((العيني)) (رقم: 251) ، ورواية الأشموني والعيني مثبورًا مكان متبورًا .
(16 ) تخريج الشاهد : البيت لمحمد بن المنذر شاعر البصرة، وهو من شواهد ((المغني)) (2/1361) ، و ((أوضح المسالك)) (ص:38) ، ((شرح الشذور)) (ص:357) (رقم:131) ، ((شرح ابن عقيل)) (1/330) (رقم:88)، ((شرح الأشموني)) (1/458) ، ((العيني))(رقم: 246) ، ((شرح التصريح)) (1/207) ، ((حاشية الدسوقي على المغني)) (1/1361) ، وكل هذه شواهد من الشعر على مجيء خبر (كاد) و (كرب) مقترنًا (بأن) وغيرها كثير منها ما ذكره محققو ((شرح المفصل)) لابن يعيش (7/122) : ((ما أنشده ابن الأعرابي :
* يكاد لولا سيره أن يملصا *
وأنشد هو وغيره :
حتــى تـــــراه وبـــــه إكـداره يكاد أن ينطحــــــه إمجــــــاره
وأنشد أبو زيد وغيره في صفة الكلب:
يـرثــم أنـف الأرض في ذهابــه يكاد أن ينســل مــن إهــابــه
وقال ذو الرمة :
وجدت فؤادي كاد أن يستـخفـه رجيع الهوى من بعض ما يتذكر
ومن شواهد النثر: ((قول جبير بن مطعم: ((كاد قلبي أن يطير)) ((العيني)) رقم (247)، وانظر: ((شرح الأشموني مع شرح شواهد العيني)) (1/409) .
(17 ) راجع : ((الكتاب)) (1/478) ، ((شرح المفصل)) لابن يعيش (7/123) ((شرح شواهد الكتاب للأعلم الشنتمري)) (1/478) طبعة بولاق، ((حاشية الشهاب على البيضاوي)) (1/404).
( 18) (3/75)
(19 ) انظر: ((شرح ابن عقيل)) (1/330) ، ((المقرب)) لابن عصفور (1/99) .
(20 ) ((شرح شواهد سيبويه)) للأعلم الشنتمري (1/478).
(21 ) ((حاشية الشهاب على البيضاوي)) (1/404) ، ((أنوار التنزيل)) (1/52) .
(22 ) تخريج الشاهد : وهو صدر بيت من [الطويل] وعجزه: كم مِثلُها فارقتْها وهي تُصْفِرُ * وهو منسوب لتأبط شرًّا، وانظر: ((شرح الكافية الشافية)) لابن مالك (1/452) ، ((شرح التسهيل)) لابن مالك (1//393)، ((ارتشاف الضرب)) (3/1226) ، ((شرح المفصل)) (7/13،119،125) ، ((المساعد)) (1/297) ، ((شرح ابن عقيل)) (1/325) ، ((شرح الأشموني)) (1/406) ، ((شرح التصريح)) (1/203) ، ((الخزانة)) (4/837) ، ((الدرر اللوامع)) (1/107) .
(23 ) ((حاشية الشهاب على البيضاوي)) (1/404) .
(24 ) ((شرح ابن عقيل)) (1/335) ، ((شرح التصريح)) (1/207) .
(25 ) ((الخصائص)) (1/386-391) ، وراجع (1/126) .
(26 ) وعليه فلا التفات إلى ما قاله أبو البركات الأنباري في ((الإنصاف)) (2/567):
((وأما الحديث: ((كاد الفقر أن يكون كفرًا)) فإن صح فزيادة (أن) من كلام الراوي لا من كلامه - عليه السلام - ؛ لأنه صلوات الله عليه أفصح من نطق بالضاد))، لأن زيادة (أن) في خبر كاد وردت في أكثر من حديث صحيح كما سبق أن ذكر البحث ، فلا يعقل أن يكون الرواة قد تواطؤا جميعًا على شيء يخالف الأفصح ، إلا إذا كان ورود (أن) في خبر كاد فصيحًا سائغًا في اللسان العربي ، وهو ما يرمي إليه البحث .