الفتوى (3216) : هل يلزم ترك مسافة بين الواو والكلمة اللاحقة لها؟

[عبدالوهاب الشعراني]

السّلام عليكم ورحمة اللّه وبركاته
حيّاكم اللّه أعضاء المجمع الكرام ورئيسه
هل نترك فراغًا بعد الواو أم أنّه يُفضّل الإلصاق مع كتابة هذه الأدوات وما شابهها: (وَإِذْ، وَإِنْ، وَإِذَا، وَإِنَّهُ، وَلَمَّا، وَلَمْ، وَلَنْ، وَحَتَّى)؟
وماذا عن الواو قبل فعل (رَدَّ) منَ الرّدّ والتّرداد، هل نترك فراغًا حتى لا يحدث اللّبس بينها وبين (وَرَدَ) من الورود؟
وجزاكم اللّه خيرًا.

[د.مصطفى يوسف]

(لقد أحيل السؤال إلى أحد المختصين لموافاتكم بالإجابة قريبا).

[د.مصطفى يوسف]

الفتوى (3216) :
وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته
دارت مناقشات واسعة حول هذه المسألة بين فريقين فريق يطالب بترك مسافة بين واو العطف وما يليها، وفريق يشدد على لزوم عدم ترك مسافة بينهما ولكل منهما حُجَّتُهُ:
أما الفريق المطالب بترك مسافة بين واو العطف وما يليها فيذهبون إلى أن عدم ترك مسافة بين الواو والكلمة الواقعة بعدها يجعلهما تبدوان ككلمة واحدة فتفقد الكلمة اللاحقة معناها ووظيفتها.
أما الفريق المطالب بعدم ترك مسافة بين واو العطف وما يليها فينبهون إلى مشكلة وقوعها في آخر السطر وبالتالي مخافة انفصالها منعزلة، مما يفسد جمالية النص.
ولذلك اعتمدت مجامع اللغة العربية عدم فصل واو العطف عن الكلمة الواقعة بعدها؛ ومُستندهم أنه لما كانت الواو من حروف العطف فهذا يوجِبُ على المعطوف أن يتبع المعطوف عليه في إعرابه نصبًا وجرًّا ورفعًا وجزمًا، ولأن الواو حرف يتوسط بين المعطوف والمعطوف عليه فلا يجب الفصل بين هذا الحرف (الواو) وبين الكلمة التي تليها (المعطوف).
وبناء عليه نرى أنه من اللازم عدم ترك مسافة بين واو العطف وما يليها وهذا حتى لا تقع في آخر السطر منعزلةً أو تنزل في بداية السطر الجديد فتغير المعنى والفهم، ولا فرق في هذا بين الأدوات المذكورة (وَإِذْ، وَإِنْ، وَإِذَا، وَإِنَّهُ، ...) وبين غيرها من الكلمات.
أما عن الواو قبل الفعل (رَدَّ) فلا أرى ثَمَّ لَبْسًا إذا ضُبِطَ الفعل المشدد بالشكل مع وقوعه بعد واو العطف هكذا (وَرَدَّ).. والله تعالى أعلم.
اللجنة المعنية بالفتوى:
المجيب:
د.مصطفى شعبان
أستاذ مساعد اللغة العربية وآدابها بكلية اللغات-
جامعة القوميات بشمال غربي الصين
راجعه:
أ.د. محروس بُريّك
أستاذ النحو والصرف والعروض
بكلية دار العلوم جامعة القاهرة
رئيس اللجنة:
أ.د. عبد العزيز بن علي الحربي
(رئيس المجمع)