..
اقتباس:
والحاصل: أنّ من أعرب أسماء الله فيما مثلنا به بدلاً للمعنى الذي ذكرناه فهو مصيب الصّواب، وهو أولى من إعرابها نعوتًا. وأما من أعربها بدلاً فرارًا من إثبات الصّفات إلى التعطيل فهو مخطئ في الاعتقاد، مصيبٌ لدى النحاة النّقاد. ولا تعارض بينهما لانفكاك الجهة.
|
اقتباس:
والنحاة بريئون من إطلاق الكلام على غير ما يلفظ، بل هو أحد ركني الكلام، وأمّا ما حكاه الراغب عن النحويين أنهم يطلقون الكلام على الجزء منه، كالاسم، والفعل، والحرف، فخطأ نبّه عليه السّمين في (عمدة الحفاظ)، وغيره في غيره.
وأمّا من أطلق من أهل اللّغة الكلام على الكلام النفسي بدعوى المجاز فقولٌ مُحدَث، والحامل لقائله هو الفرار من القول بخلق القرآن، وقد هرب إلى غير مَهْرَب، لأنه يلزم من ذلك لوازم لا يقبلها شرع ولا عقل. وأين المهرب من قوله سبحانه: {وكلّم الله موسى تكليمًا}، ففي التوكيد بالمصدر ما يمنع كل قول بالمجاز. ولقد كانت هذه الآية عسيرة على من نفى حقيقة الكلام، وضاقت عليه المخارج، واعتاص عليه التأويل؛ لأنّ الله أسند الكلام إلى نفسه وأكّده بالمصدر. والأصل أن كلّ متأوِّلٍ متجردٍ عن الهوى والتعصب والتقليد إنما أراد تنزيه الله، أخطأ أم أصاب، وسيسأل الله الصادقين يوم القيامة عن صدقهم.
فقد برئ النحويّون والحمد لله من غائلة المسألتين ..وسأنبِّه في دروسي على (الألفية) على ما تيسَّر ممّا أردتُ، ومن ذلك تسمية الفعل المبني للمفعول بالفعل المبني للمجهول في نحو: {وخُلِق الإنسان ضعيفًا}، ومن الله نستمد القوّة والعون.
|
نفع الله بعلمكم وبارك في جهودكم
..