تَسْتعْصي الحُروفُ كَأَنَّها تُفارِقُ حِبْرَها، كَالدَّمْعِ تَحَجَّرَ في الْمَآقي،
مَشْدودَ الوَثاقِ. و تَضِنُّ الْمَباني ، و تَكْتَظُّ في النَّفْسِ المَعاني ،
و تَلْتَمِسُ في السِّرْدابِ طَريقًا ، يُفْضي إلى خَرْقِ المَغاليقِ ،
عَنْ سِرِّ العِبارَه ، فإِنَّ الثَّقافَةَ و الحَضارَه ، عالَةٌ على العِباره ،
مَدينَةٌ لَها بِالبَيانِ و البُنْيانِ و ارْتِفاعِ المَنارَه... أمّا في زَمَنِ الغُرْبَة،
فَما أشْقى العِبارَة ، أَضْحَتْ حَزينَة ، مَنْزوعَةَ البَهاءِ و الإبانَة ، مَصْروَفَةً
عَنْ وَجْهِها إلى أَبْوابِ الخِيانَة ، في زَمَنِ المَهانَة ...