ثُمَّ عادَتِ العِبارَة ، لِتَغْفُوَ غَفْوَةَ المُفَزَّعِ المُسْتَكين ، فاتِرَةً مُنْهَكَةً ،
تبْكي و لا تُبين... فَازْوَرَّ عَنْها الأنام ، ثُمَّ من حَنادِسِ الظَّلام ،
تَسَلَّلَتْ فَوْقَ جِسْمِها، عِبارَةٌ أُخْرى ، وُلِدَتْ مِنْ سِفاح ، عَلى أَنْقاضِ
المَواجعِ و الجِراح ، ذاتَ عُجْمَةٍ مُعَرَّبَة ، و إِسْفافٍ و أَمْتٍ، وغِيابِ إِعْرابٍ ،
سَمَّوْهُ : ما جَدَّ مِن صَوابٍ، وأَذْواقٍ مُخَرَّبَة ، عُروقُها مِن شَجَرٍ مَريضٍ ،
ثِمارُهُ مُرَّة ، أَغْصانُهُ مُشْرَعَة ، كأَلْسِنَةٍ مُلْتَهِبَة ... تلكَ آفتُكِ أيّتُها العبارة ،
في زمنِ القَذارة ، حيثُ شَبَحُ اغْتِرابِكِ يحتسي عُمركِ ، و يمتصُّ منكِ
النّضارة. تَفاقَمَ الوَضْعُ ، و ازْدادَ الصَّدْعُ ، و اتَّسَعَ عَلى الرّاقِعِ الخَرْقُ ...
.