حَتّى إذا اسْتحْكمَ الوهنُ في المَسار ، عَصَفَت هَوْجاءُ الفِتْنَةِ في كُلِّ دار،
والْتَوَتْ أَفْعى الشُّكوكِ حَوْلَ الرِّقاب ، تَخْنقُ الإِذْعانَ لِلْهَدْيِ القديم ، تَزْرَعُ
الرَّيْبَ في جَدْوى العِبارَة. أَنْكَرَتْ فَضْلَ اليَراعِ هذي الأَنامِل ، وفَسَقَت عَنْ
تِلادِ الفَضائِل . صَمَتَ الحَقُّ الأَبْلَجُ، نَضَبَ اليَنْبوعُ الثَّرُّ فَعَزَّ الكَلام ، نَطَقَ
الأَخْرَقُ بَعْدَ صَمْتٍ طَويلٍ ، عاشِيًا هائِمًا فَهُوَ كَليل، فَمَضى يَعْقِدُ الغَزْلَ
و يَنْكُتُه ؛ فَهو بَيْنَ ثَباتٍ و زَلَل ، سَوَّدَ الأَوْراقَ بِغَثٍّ و هُزالٍ، لا يُبالي أَصَوابٌ
قِيلُه أَمْ خَطَل، في عالَمٍ نَخِبٍ هَواء، أبْكَمُهم خَطيبٌ مِصْقَع، و الأعْمى
بصيرٌ مُبْدِع .