مجمع اللغة العربية بمكة يطلق عضوياته الجديدة
لطلب العضوية:
اضغط هنا

لمتابعة قناة المجمع على اليوتيوب اضغط هنا

 


الانتقال للخلف   منتدى مجمع اللغة العربية على الشبكة العالمية > القسم العام > واحة الأدب

إضافة رد
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
رقم المشاركة : ( 1 )
 
هاني أبو غليون
عضو جديد

هاني أبو غليون غير موجود حالياً

       
رقم العضوية : 5421
تاريخ التسجيل : Jul 2017
مكان الإقامة :
عدد المشاركات : 3
عدد النقاط : 10
قوة التقييم :
جهات الاتصال :
افتراضي توظيف الرمز التراثي قي قصيدة مرسوم بإقالة خالد بن الوليد

كُتب : [ 07-16-2017 - 09:38 PM ]


توظيف الرمز التراثي قي قصيدة " مرسوم بإقالة خالد بن الوليد "
للشاعر نزار قباني

يُوظف الرمز التراثي في القصيدة المعاصرة لغايات إيحائية يظهر في لغة الشاعر ليعبر بها عما يستعصي عليه التعبير عنه صراحة , ويقول علي عشري زايد أن الرمز هو محاولة تقديم حقيقة مجردة أو شعور أو فكرة غير مدركة بالحواس في هيئة صور أو أشكال محسوسة .
قد يستمد الرمز من التراث لان التراث منجم طاقات إيحائية , كما أن للرمز التراثي قدرة على الإيحاء بمشاعر وأحاسيس , وله قدرة على التأثير في نفس المتلقي و وجدانه , والشاعر يتوسل إلى إيصال الأبعاد النفسية و الشعورية لرؤيته الشعرية عبر جسور من معطيات هذا التراث , كما أن استخدام الرموز التراثية يضفي على العمل الشعري عراقة و أصالة ويمثل نوعا من امتداد الماضي في الحاضر .
وعند توظيف الرمز التراثي يعمد الشاعر إلى تجريد الرمز من بعض دلالاته التراثية ليعمل على عصرنته ليناسب مع رؤيته الشعرية المعاصرة .

والشاعر نزار قباني في قصيدته " مرسوم بإقالة خالد بن الوليد " يوظف مجموعة من الرموز التراثية متقنعا بقناعها محملا لها أفكاره و رؤيته حول قضية جوهرية سيطرت على القصيدة وهي " السرقة و البيع " فمحور قصيدته سرقة الشخصية العربية و بيعها , فوظف رموز تراثية تتناسب مع رؤيته

ففي مقطوعته الأولى استخدم نزار قباني رمزا تراثيا رئيسيا وهو صلاح الدين الأيوبي والذي عمل على تحرير القدس وأعاد للعرب العز و الكرامة ليبث له حال العرب اليوم فقد سُرِقت عروبتنا وتم الاعتداء كل رمز إسلامي ففاطمة بنت الرسول عليه السلام سرقت و النسخة الأولى للقرآن سرقت وانجازات صلاح الدين سرقت , ليرمز بفاطمة رضي الله عنها لحرية المرأة العربية التي أعطاها الإسلام مكانتها بعد ظلم الجاهلية لها وبعد أن احترم الإسلام إنسانيتها واحترم شخصيتها سرقت منا هذه الحالة وأصبحت مهانة محتقرة , وحتى القرآن الكريم تعرض لتحريم في الفهم بحسب ما يناسب غاياتهم وأهدافهم فسرقوا منه معناه الصحيح و سيروه لغاياتهم الشخصية , فأين أنت يا صلاح الدين رمز النخوة و الآباء و العزة من هذا لتعيد الكرامة للإنسان العربية و تعيد فهم القرآن منا نزل على سيدنا محمد , لكن هيهات هيهات حتى أنت يا صلاح الدين تعرضت لسرقة وتمت سرقتك بل تم بيعك عبدا في أسواق الرقيق , فتم سرقة الإسلام و تاريخه وتعاليمه و أشخاصه

سرقوا منا الزمان العربي
سرقوا فاطمة الزهراء من بيت النبي
يا صلاح الدين ،
باعوا النسخة الأولى من القرآن ،
باعوا الحزن في عينيّ علِيّ
كشفوا في أحُدٍ ظهر رسول الله
باعوا الأنهر السبعة في الشام ،
وباعوا الياسمين الأموي
يا صلاح الدين ،
باعوك وباعونا جميعا
في المزاد العلني

واستثمر الشاعر قصة عزل القائد خالد بن الوليد من قبل أمير المؤمنين عمر بن الخطاب رضي الله عنهما من قيادة جيش الإسلام المحاصر لدمشق ليوظفها توظيفا خاصا يخدم قصيدته مستلهما التراث قي قصيدته , فابن الوليد كان القائد المفضل عند خليفة رسول الله صلى الله عليه وسلم , فكان أبو بكر يحبه و يفرح كثيرا لانتصاراته بل ويردد أن النساء عجزت أن تلد مثل خالد , وما أن تولى عمر بن الخطاب رضي الله عنه حتى اصدر مرسوما بعزل خالد عن قيادة جيش الإسلام الذي يحاصر الشام وتعين أبا عبيدة قائدا مع مدح عمر بن الخطاب لقيادة خالد , ولان رؤية عمر بن الخطاب اختلفت عن رؤية أبي بكر رضي الله عنهما , فأبو بكر كان في مرحلة الحاجة لاتساع الدولة الإسلامية فيختار ابن الوليد لقوته , أما ابن الخطاب فكان في مرحلة الحاجة لحسن إسلام أهل تلك الديار فيختار أبا عبيدة لليونته
وليربط الشاعر بين حادثة عزل خالد بن الوليد وهو على أبواب دمشق محاصرا لها بعد انتصار اجنادين بمعزل عن باقي أحداث العزل وأسبابه و غايته الإسلامية و تغليب المصلحة العامة للأمة على المصلحة الشخصية
فالشاعر لم يوظف شخصية خالد بن الوليد رضي الله عنه بل وظف فقط موقف العزل قبل فتح الشام وهو محاصر لدمشق وليعكس بظلالها على واقعنا المعاصر فهنالك من يسرق منا أي مظهر من مظاهر النصر و العزة و الكرامة لتكون غاية ( السرقة ) مسيطرة على فكر الشاعر أكثر من الرمز
فعمر بن الخطاب عزل خالد خدمة للدين , أما قادتنا الآن فأنهم يعزلون كل قائد ناجح لقتل الشعور بالنصر في نفوسنا , حتى أصبح مبدأ عندنا أن نعزل كل مبدع في أي مجال من مجالات الحياة , فهنالك من يحارب النجاح والطموح و النهضة و يسرقه منا فالمبدع نعزله ثم نبعده عن البلاد بداعي التكريم و تعيينه سفيرا وكأنه منفى لأنه مبدع , فهذا المبدع عزل و عين سفيرا في جنيف ـ رمز الغرب الاستعماري ـ فتخلى عن شخصيته فخلع العمامة و لبس القبعة السوداء .
والقبعة السوداء ما هي إلا رمز للصهيونية فنحن نتخلى عن مبدعينا و نبعدهم عنا ليسقطوا في أحضان الاستعمار و صهيونيته ولتنقلب حياته ولنقتل الطموح و البطولات العربية ونهديها لعدونا عقابا لها على بطولتها , البطل عندنا يكرم بالعزل من منصبه ويبعد عن بلده سفيرا في بلاد غريبة لينسى عروبته حتى اللغة و فتح أذرعنا للترحيب بعدونا

سرقوا منا الطموح العربي
عزلوا خالد في أعقاب فتح الشام ،
سموه سفيراً في جنيف ،
يلبس القبعة السوداء..
يستمتع بالسيجار .. والكافيار..
يرغي بالفرنسية..
يمشي بين شقراوات أوروبا..
كديك ورقي..
أتراهم دجنوا هذا الأمير القرشي
هكذا تـُخصَى البطولات لدينا يا بني

أما طارق بن زياد هذا القائد المسلم الذي تشارك مع قائده موسى بن نصير في فتح بلاد الأسبان وتحويلها من المسيحية إلى الإسلام ولتكون أندلس العرب وعندما تم ذلك بنجاح استدعيا إلى العاصمة دمشق و ليختفي فيها ذكرهما , هكذا تم تكريم البطلين من الخليفة , تم إنهاء ذكرهما من الوجود مكافئة لهما على جهادهما .
فإذا كان خالد بن الوليد المعاصر قد عزل و أرسل إلى جنيف سفيرا واهدي للعدو ليغير من معتقداته ولغته فان طارق بن زياد المعاصر قد جرت محاكمته محاكمة عسكرية على انتصاراته .
لقد جعل الشاعر من طارق بن زياد رمزا للقائد المخلص لوطنه و دينه والذي يحاكم و يعدم خوفا منه لتستمر سيطرة فكرة ( سرقة ) طموحاتنا في نفس الشاعر , لقد أصبحنا في زمن نعاقب قيه قادتنا على انتصاراتهم و نستقبل العدو بالورد , نحاكم قادتنا الأبطال لا على إخفاقاتهم بل على نجاحاتهم ولتسيطر على الشاعر فكرة العمالة و الخيانة , ونستقبل أبطالنا بالقتل و الدم أما عدونا فنستقبله بالورود .


سرقوا مِن طارق معطفه الأندلسي
أخذوا منه النياشين أقالوه من الجيش ،
أحالوه إلى محكمة الأمن ،
أدانوه بجُرم النصر ،
هل جاء زمان
صار فيه النصر محظوراً علينا يا بني ؟
ثم هل جاء زمان ؟
يقف السيف به متهماً
عند أبواب القضاء العسكري
ثم هل جاء زمان
فيه نستقبل إسرائيل بالورد .. وآلاف الحمائم
و النشيد الوطني ..
لم أعد أفهم شيئاً يا بني ..

لقد سيطرة على الشاعر فكرة أننا نتعرض لعملية سرقة و بيع منظم , فباعونا بأرخص الأثمان ( ملاليم ) وكسروا كل عزة فينا جردونا من كل وسائل الكرامة و العزة من سيوفنا و خيولنا ومن كوفيتنا رمز إسلاميتنا , وباعوا كل شيء حتى الكحل باعوه ليحرمونا من كل شيء جردونا من تاريخنا

وباعوا بالملاليم القمر..
كسروا سيف عمر..
شنقوا التاريخ من رجليه..
باعوا الخيل و الكوفية البيضاء..
باعوا أنجم الليل وأوراق الشجر..
سرقوا الكحل من العين ،
وباعوا في عيون البدويات الحور

نحن نعيش في ضياع لا ندرك ما يدور حولنا , نعيش مسرحية هزلية لا ندرك ما يدور على خشبتها , فلا نعرف الكاتب ولا المخرج و نعرف من يصنع أحداثها لان هنالك خلف الكواليس يحيكون أمورنا لا نعرفها و يقدمون لنا على المسرح أحداثنا غير ما وضع خلف الكواليس
ما الذي يجري على المسرح ؟
مَن يجذب خيطان الستار المخملي ؟
مَن هو الكاتب ؟ لا ندري
مَن المخرج ؟ لا ندري
ولا الجمهور يدري .. يا بني!..
إنهم خلف الكواليس..

يعود الشاعر مرات و مرات لتكرار لفكرة السرقة و البيع في قصيدته لقد سرق منا كل شيء حتى الزمان الماضي سلخونا عنه وكل شيء معروض للبيع حتى الجبال رمز الشموخ و العزة وكل خيرات بلادنا معروضة للبيع ولم يبقى لنا شيء , حتى الكلام أصبح جريمة والشعر أصبح جريمة ومنعنا من الأحلام

سرقوا منا الزمان العربي
أطفئوا الجمر الذي يحرق صدر البدوي
علقوا لافتة البيع على كل الجبال
سلموا الحنطة .. و الزيتون .. و الليل ..
و عطر البرتقال ..
منعوا الأحلام أن تحلم .. ساقوا
كل أنواع العصافير التي تكتب أشعاراً
إلى السجن .. فهل جاء زمان ؟

ولينهي الشاعر قصيدته بنداء صارخ لصلاح الدين ملخصا له حالنا معلنا له أننا وقعنا في زمن الردة وان المرتدين عن الإسلام قد قويت شوكتهم وعادوا أقوياء وانتصروا علينا و انتقموا منا فاحرقوا بيت أبي بكر انتقاما منه لأنه انتصر عليهم فلم نستطع أن نحافظ على نصر السابقين و فرطنا في كل شيء وعشنا الهزيمة بكل أشكالها
فجعل من أصحاب الردة رمزا لمن غير في تعاليم الدين الإسلامي وخالف سنة الرسول الكريم و أصحابه رضي الله عنهم أجمعين , فأصبح عدونا داخليا كان واحدا منا وارتد علينا و غير تعاليم ديننا واحرق ماضينا المجيد بل جعل شريفات العرب جواري عند الأعداد وفرط في كرامتنا

يا صلاح الدين..
هذا زمن الردة..
و المد الشعوبي القوي
أحرقوا بيت أبي بكر..
فشريفات قريش
صرن يغسلن صحون الأجنبي..
.. يا صلاح الدين
ماذا تنفع الكلمة في هذا الزمان الباطني
ولماذا نكتب الشعر..

لقد استطاع نزار قباني في هذه القصيدة استثمار التراث العربي الإسلامي ليعبر عن فكرة معاصرة بكل شجاعة و جرأة في طرحه فعمد للتراث واستلهم منه شخصيات خالدة خدمت القصيدة و عبرت عما أراد فاستثمر حادثة عزل خالد بن الوليد ليرمز بها إلى قيام القيادات بعزل القائد البطل الساعي للتحرر و سعيها إلى البقاء في أحضان العمالة وطريقتها في الأبعاد بإرساله للمنفى بطريقة ذكية بداعي تعيينه سفيرا , أو محاكمته على بطولاته فيتحول البطل إلى متهم كما حدث مع رمز طارق بن زياد
ولبقى التراث مادة خصبة للفكر الإنساني وتمده بما يساعده على إيصال الفكرة بقالب أدبي ممتع واستثمر الشاعر عنصر التكرار ليؤكد على فكرته


رد مع اقتباس
إضافة رد

الكلمات الدليلية
التراثي, الرمز, نزار, قباني, قصيدة


ضوابط المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على الموضوعات
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع

الموضوعات المتشابهه
الموضوع كاتب الموضوع المنتدى الردود آخر مشاركة
قبل 84 عامًا، مرسوم ملكي للحفاظ على اللغة العربية.. وهذا ما وصلت له مصطفى شعبان أخبار ومناسبات لغوية 1 10-17-2017 01:35 PM
حكم قطع الرأس عبدالمجيد مشاركات مفتوحة 0 01-06-2016 01:34 AM
قصيدة للدكتور خالد الشايجي (خاص بالمسابقة) العلوي واحة الأدب 2 11-04-2014 01:49 PM


الساعة الآن 11:58 AM.


Powered by vBulletin® Version 3.8.7
Copyright ©2000 - 2025, vBulletin Solutions, Inc. Trans by