روائي و ناقد مغربي . يكتب محمد برادة القصة والرواية، كما يكتب المقالة الأدبية والبحث النقدي، وله في هذه المجالات جميعها العديد من الدراسات وبعض الكتب ذات الأثر اللافت في المشهد الثقافي والأدبي والنقدي العربي، ككتابه الهام حول محمد مندور وكتابه النقدي حول الرواية العربية.
صدرت له أيضا بعض الترجمات لكتب أدبية ونقدية ونظرية أساسية، لكل من رولان بارت وميخائيل باختين وجان جنيه ولوكليزيو وغيرهم، كما ترجم لغيرهم العديد من النصوص الأساسية في مجالات مختلفة، كم عرفت بعض نصوصه الأدبية أيضا طريقها إلى الترجمة إلى بعض اللغات الأجنبية.
حصل على جائزة المغرب للكتاب، في صنف الدراسات الأدبية، عن كتابه النقدي «فضاءات روائية».
أعماله:
فرانز فانون أو معركة الشعوب المتخلفة / محمد زنيبر، مولود معمري، ومحمد برادة، الدار البيضاء، 1963.
محمد مندور وتنظير النقد العربي، دار الآداب، بيـروت، 1979، (ط.3 2، القاهرة، دار الفكر، 1986)
سلخ الجلد: قصص، بيروت، دار الآداب، بيروت، 1979.
لغة الطفولة والحلم: قراءة في ذاكرة القصة المغربية، الشركة المغربية للناشرين المتحدين، الرباط، 1986.
لعبة النسيان: رواية دار الأمان، الرباط، 1987، (ط. 2، الرباط، دار الأمان، 1992)
الضوء الهارب: رواية، البيضاء، الفنك، 1994، (ط. 2، الرباط، دار الأمان، 1987، 176ص).
أسئلة الرواية، أسئلة النقد، منشورات الرابطة، البيضـاء.
مثل صيف لن يتكرر، البيضاء، الفنك، الدار البيضاء، 1999.
ورد ورماد: رسائل / بالاشتراك، مع محمد شكري، المناهل، الرباط، 2000.
رواية امرأة النسيان، 2002.
رواية حيوات متجاورة، 2009.
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
محمد برادة في روايته الجديدة: تاريخ المغرب «بعيداً من الضوضاء»
ï»؟
في روايته الجديدة
«بعيداً من الضوضاء... قريباً من السكات»، يتخذ الكاتب والناقد المعروف من سيرة ثلاث شخصيات مرآة لمغرب ما بعد الاستقلال. ينتقل من السرد إلى تتبع دقيق للتحولات السياسية والاجتماعية في المملكة ليطرح سؤالاً واحداً يشغل البلد خلال السنوات الأخيرة
محمد الخضيري
الدار البيضاء | عند الاطلاع على رواية محمد برادة (1938) الجديدة «بعيداً من الضوضاء... قريباً من السكات» (الآداب، بيروت ـــ الفنك، الدار البيضاء ـ 2014)، لا يحسم الواحد ما إذا كان الروائي المغربي قد قرّر فعلاً الانزياح عن مجال الضوضاء إلى السكات. الصمت في عرف الثقافات الشرقية، يحيل على تفَكُّر داخلي. لكن بقدر ما يحمل الصمت هذا المعنى، فهو في عمل برادة، يتدارى لفائدة تفَكُّر خارجي، ويصير الأشخاص فاعلين يملكون قدرة على تشكيل عالمهم.
الراجي شاب عاطل من مواليد السبعينيات، يبدأ عملاً مع الرحماني «المؤرخ» المنكبّ على إنجاز كتاب يستعيد تاريخ المغرب المعاصر منذ «الحماية الفرنسية» حتى الاستقلال. يأخذ الشاب أسئلة المؤرخ ليطرحها على شرائح في المجتمع المغربي ضمن دراسة ترصد التحولات الاجتماعية في المملكة. بذلك، يتتبع الراجي سير أشخاص كانوا فاعلين بشكل أو آخر في التاريخ المغربي المعاصر انطلاقاً من مواقعهم الشخصية منهم المحاميان توفيق الصادقي (1931)، وفالح الحمزاوي، والطبيبة النفسانية نبيهة سمعان (1956). شخوص تنتمي إلى أجيال ولدت بين الثلاثينيات من القرن الماضي وبداية الاستقلال، وتجتمع في أنّها تعكس صورة عن أوضاع النخب المغربية واختياراتها التي جاءت في زمن حاولت فيه السلطة تعزيز موقعها في البلد.
تترافق الإضاءة على أبطال الرواية ومساراتهم الاجتماعية مع تطورات تخصّ حياتهم الحميمة. حميمية يتحدثون فيها بلا مواربة تصير مرآة لتحولاتهم. كأننا أمام استعارة لاستشارة نفسانية لمجتمع بكامله. بقدر ما نتجه إلى فضاء الوعي الجمعي، فإننّا أمام سير فردية تعيش مجالها الخاص الذي يشكّل مرآة للفضاء العمومي كون هذه السير حاملة لـ «الخطاب» والرصد التاريخي والانتقاد في آونة واحدة.
في كثير من المقاطع، ينتقل برادة من السرد إلى تتبع دقيق للتحولات السياسية والاجتماعية في المغرب ويتبنى كتابة تقريرية وتحليلاً موضوعياً يبتعد عن الاستعارات. وهو أمر يبرره اختياره العمل على موضوع يشغل المغرب خلال السنوات الأخيرة: سؤال مغرب الاستقلال وما آل إليه بعد خمسين سنة، يحضر اليوم في الإعلام والمجتمع، إذ تُطرح إشكاليات سياسية وحقوقية عدة تطال حياة الأفراد، وسيكولوجية المغاربة اليوم.
يبدو الروائي والناقد والمترجم المغربي مشغولاً أكثر فأكثر بتاريخ بلاده المعاصر في أعماله الروائية الأخيرة، ذلك التاريخ الذي عايشه وعايش نكساته وانتصاراته العابرة التي شكّلت وعي النخب المغربية الحديثة. نخب هي إما متنفّذة حالياً في دواليب السلطة والمال، أو أجبرت على الرحيل. برادة الروائي استمد في عمله «بعيداً من الضوضاء.. قريباً من السكات» هذا الزخم الذي راكمه طيلة عقود (مثقفاً وسياسياً وقريباً من نخب الرباط) في رسم ملامح شخصياته، ومعها أجيال مختلفة من المغاربة، ليواصل نهج أعماله السابقة «حيوات متجاورة» و«مثل صيف لن يتكرر» و«امرأة النسيان»، و«لعبة النسيان» في رسم بورتريهات للمغاربة بمختلف انتماءاتهم. اختياره العمل على شخصيات مثقفة و«واعية» بالسياقات المعاصرة لها، ليس غريباً عليه. هو الذي كان من أبرز وجوه العمل السياسي المغربي، قبل أن يقرّر التفرغ للشأن الثقافي وكان دائماً قريباً من النخب ومصادر القرار داخل المعارضة والسلطة أيضاً.
تتنوع شخوص «بعيداً من الضوضاء... قريباً من السكات»، كما تتعدد الأصوات واتجاهات السرد في أسلوبية، صارت خاصة بالروائي والناقد المغربي المعروف. أسلوبية يراها بعضهم انتصاراً لطروحات نقدية طالما دافع عنها برادة في الجامعة المغربية، ونشرها في صفوف الطلبة والكتّاب الذين صاروا أسماء مرجعية في تاريخ الرواية المغربية الحديث. وهي الأسلوبية ذاتها التي ينتقدها قطاع آخر من الكتّاب، بدعوى أنّها تجعل العمل الروائي أرضاً يجرّب فيها برادة معاوله النقدية. وبين الرأيين، يظلّ الكاتب من الأسماء التي قدمت كثيراً للثقافة المغربية والعربية.
إسهامات كثيرة
ترأس محمد برادة اتحاد كتّاب المغرب (بين 1976 و1983) في فترة كان للاتحاد جسد وحياة ومواقف فاعلة داخل المجتمع والثقافة المغربيين. مترجم «الدرجة الصفر للكتابة» (1981) لرولان بارت، كان من أوائل من أدخلوا البنيوية إلى الثقافة العربية، كما نقل إليها الكتابات النقدية لميخائيل باختين (1895 ـ 1975) وعبد الكبير الخطيبي (1938 ـــ 2009). مجايلوه من الكتّاب المغاربة وممن جاؤوا لاحقاً، كثيراً ما يرجعون له الفضل في انتقالهم إلى عالم الرواية. درّس برادة في الجامعة المغربية لعقود قبل أن ينتقل إلى بروكسيل حيث يقيم حالياً. وفي رحلاته الدائمة بين المغرب وبلجيكا، يصرّ على الالتقاء بجمهور الأدب والتعرف إلى آخر الإصدارات التي يتابعها نقدياً.
الرئيسية
»
ثقافة وفن
آخر تحديث: الجمعة 24 ربيع الثاني 1436هـ - 13 فبراير 2015م KSA 15:32 - GMT 12:32
محمد برادة يفوز بجائزة المغرب للكتاب عن الرواية
الجمعة 24 ربيع الثاني 1436هـ - 13 فبراير 2015م
بنكيران يسلم برادة الجائزة
شارك
رابط مختصر
http://ara.tv/vh3d2
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــالدار البيضاء- خديجة الفتحي
تسلم الكاتب والروائي المغربي محمد برادة، أمس الخميس، جائزة المغرب للكتاب صنف السرديات والمحكيات، عن روايته "بعيداً عن الضوضاء قريباً من السكات" من طرف عبدالإله بنكيران رئيس الحكومة، الذي أشرف على الافتتاح الرسمي للدورة 21 للمعرض الدولي للنشر والكتاب.
واختيرت الرواية المذكورة أيضاً ضمن القائمة الطويلة للروايات المرشحة لجائزة البوكر للرواية العربية 2015، والتي سيعلن عن قائمتها القصيرة لأول مرة في المغرب، بمناسبة دورة هذه السنة من معرض الكتاب.
واعتبر الدكتور شعيب حليفي رئيس مختبر السرديات بكلية الآداب ابن مسيك بالدار البيضاء، في تصريح لـ"العربية.نت" فوز برادة بجائزة المغرب للكتاب، بمثابة تحية من المثقفين المغاربة لكاتب يعتبرونه من المؤسسين للأدب الحديث.
وقال حليفي إن برادة يعد من المؤسسين للتصورات والأفكار حول الرواية الجديدة بالعالم العربي، مشيراً إلى أن رواياته منذ "لعبة النسيان" إلى غاية روايته الأخيرة تهتم بالذاكرة كمحفز للحاضر والمستقبل.
وأضاف: "برادة يعتمد على بناء يمزج الذات والتاريخ والمجتمع، كما تعتبر السخرية واللعب من العناصر الأساسية التي أعاد توظيفها بشكل جيد لممارسة النقد الاجتماعي والسياسي".
وأعلن رئيس لجنة الجائزة، محمد الصغير جنجار، اليوم الأربعاء الماضي، خلال اللقاء الصحافي الذي ترأسه وزير الثقافة لتقديم برنامج المعرض الدولي للكتاب والنشر بالدار البيضاء (13- 22 فبراير الجاري) عن باقي أقسام جائزة المغرب للكتاب.
وحصل الباحث عبدالإله بلقزيز على الجائزة في قسم العلوم الإنسانية عن كتاب "نقد التراث" الصادر عن مركز دراسات الوحدة العربية ببيروت.
وعادت جائزة العلوم الاجتماعية مناصفة إلى محمد حركات عن كتابه (باللغة الفرنسية) "مفارقات حكامة الدولة في البلدان العربية" عن دار المعارف الجديدة بالرباط، وحسن طارق عن كتاب "الربيع العربي والدستورانية: قراءة في تجارب المغرب، تونس ومصر"، الصادر عن نفس دار النشر.
وحصل رشيد يحياوي على جائزة المغرب في قسم الدراسات الأدبية واللغوية والفنية عن كتاب "التبالغ والتبالغية، نحو نظرية تواصلية في التراث" الذي صدر عن دار كنوز المعرفة بعمان، بينما فاز بجائزة الترجمة عبدالنور الخراقي عن ترجمته لكتاب "روح الديمقراطية: الكفاح من أجل بناء مجتمعات حرة" للمؤلف لاري دايموند، وذلك عن الشبكة العربية للأبحاث والنشر ببيروت، وقررت لجنة الجائزة حجب جائزة الشعر لهذه الدورة.