مجمع اللغة العربية بمكة يطلق عضوياته الجديدة
لطلب العضوية:
اضغط هنا

لمتابعة قناة المجمع على اليوتيوب اضغط هنا

 


الانتقال للخلف   منتدى مجمع اللغة العربية على الشبكة العالمية > القسم العام > واحة الأدب

إضافة رد
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
رقم المشاركة : ( 1 )
 
مصطفى شعبان
عضو نشيط

مصطفى شعبان غير موجود حالياً

       
رقم العضوية : 3451
تاريخ التسجيل : Feb 2016
مكان الإقامة : الصين
عدد المشاركات : 12,782
عدد النقاط : 10
قوة التقييم :
جهات الاتصال : إرسال رسالة عبر Skype إلى مصطفى شعبان
افتراضي من أعلام الأدب في العصر الحديث (33): محمد برادة

كُتب : [ 11-06-2017 - 07:22 AM ]


من أعلام الأدب في العصر الحديث
محمد برادة
(1938م-......)
[IMG]
[/IMG]


نشأته:
ولد محمد برادة يوم 14 مايو/أيار 1938 في الرباط بالمغرب، تابع دراسته بمدارس محمد الخامس بالرباط، ثم سافر إلى مصر لمتابعة دراسته الجامعية في القاهرة حيث حصل عام 1960 على الإجازة في الأدب العربي.
نال عام 1962 شهادة الدراسات المعمقة في الفلسفة بجامعة محمد الخامس في مدينة الرباط، وحصل على درجة الدكتوراه من جامعة السوربون الفرنسية عام 1973.

الحياة الوظيفية:
عمل أستاذاً محاضراً في كلية الآداب والعلوم الإنسانية في جامعة محمد الخامس بالرباط، ورئيساً للبرامج الثقافية في الإذاعة المغربية.
كان من مؤسسي اتحاد كتاب المغرب، وانتخب رئيسا له في ثلاث ولايات متتالية، في المؤتمر الخامس عام 1976 والسادس عام 1979 والسابع عام 1981.
انتمى في فترة من حياته إلى حزب الاتحاد الاشتراكي للقوات الشعبية، وساهم في المنظمة العربية لحقوق الإنسان، لكنه تفرغ فيما بعد للعمل الأدبي والنقدي.

التجربة الأدبية:
بدأ الكتابة في سن مبكرة (18عاما) ونشر أول قصة له بعنوان "المعطف البالي" في جريدة "العلم" المغربية عام 1957، لينطلق في مشوار الكتابة وينشر أعماله في صحف ومجلات عديدة. وكان يرى أن اختيار شكل الكتابة أو نوعها هو اختيار لموقع معين في الخريطة العالمية للأدب.
قرأ لروائيين عالميين كغونترغراس، وأعجب كثيرا بالشاعر غوته لبعده الإنساني ولتبنيه مبكرا مفهوم الأدب العالمي.
اهتم كذلك بالفلسفة فقرأ لهايدغر ونيتشه وغيرهم مما مكنه من ثقافة واسعة ساعدته في الكتابة والنقد، والترجمة باعتبارها حوارا مع ثقافات مختلفة.
شارك في تحرير مجلتي "القصة والمسرح" و"المشروع" وأشرف على إدارة مجلة "آفاق"، وتنوع إبداعه بين القصة والرواية والنقد الأدبي والترجمة.
صدرت له أيضاً بعض الترجمات لكتب أدبية ونقدية ونظرية أساسية، لكل من رولان بارت وميخائيل باختين وجان جنيه ولوكليزيو وغيرهم، كما ترجم لغيرهم العديد من النصوص الأساسية في مجالات مختلفة، كم عرفت بعض نصوصه الأدبية أيضاً طريقها إلى الترجمة إلى بعض اللغات الأجنبية.

يحظى الكاتب محمد برادة بمكانة خاصة في المشهد الأدبي في المغرب حيث إنه مارس النقد الأدبي من موقعه الأكاديمي أستاذا في الجامعة ومن متابعته النقدية لمسار الرواية العربية، ثم مترجما للخطاب الروائي، قبل أن يجد في كتابة القصة والرواية الاختيار الحقيقي لانتمائه إلى الأدب.
على هذا المسار الذي بدأه برواية "لعبة النسيان" (1987)، يواصل برادة انصهاره في بوتقة السرد بكتابة أعمال روائية متنوعة المواضيع والأساليب أحدثها "موت مختلف" التي توجت هذا العام بجائزة كتارا للرواية العربية في دورتها الثالثة.

ما الذي يعنيه الانتقال بين اللغات لبرادة؟
أنا في الحقيقة عندما كنت أترجم نصوصا معينة، كنت أفعل ذلك لأنها تساعدني في حواري مع الطلبة في الجامعة، معتبرا أن هذه النصوص قد تفيدهم. وكنت أترجم لبعض الروائيين أو القاصين لأنني كنت أتمنى أن أكون كاتبا لتلك النصوص التي ترجمتها. بالنسبة لترجمة أعمالي إلى الفرنسية والاسبانية والانجليزية والبرتغالية استطعت أن أكون حاضرا فقط في الترجمة من العربية إلى الفرنسية. تعاونت مع الأشخاص الذين ترجموا روايتي إلى الفرنسية وكان حضوري في هذه الترجمة فقط في التدقيق في الكلمات والدلالات لكي لا يكون هناك معنى معاكس، لكن أحبذ أن يكون للمترجم أسلوبه الخاص وإبداعاته اللغوية فيما يترجم.

محمد برادة مع الأدب والفكر الألمانيين:
أنا من المعجبين بالشاعر غوته لأن له بعدا إنسانيا، وكان من الأوائل الذين نبهوا إلى مفهوم الأدب العالمي. كما قرأت لبعض الروائيين المشهورين مثل غونتر غراس. لكنني ربما اهتممت أكثر بالفلسفة، مثلا هايدغر مفكر و فيلسوف لا يمكن القفز عليه مهما اختلفنا معه، وكذلك الأمر بالنسبة لنيتشه الذي يعتبر تحولا جوهريا في الفلسفة الإنسانية. بمعنى أن الفكر والأدب الألمانيين يفرضان نفسيهما في ساحة الأدب والفكر، لكن ربما الترجمات المباشرة عن الألمانية إلى العربية ظلت قليلة، والترجمة المباشرة يمكن أن تكون عنصرا إيجابيا.

المشروع الأدبي:

وردا عن سؤال حول إن كان الأديب يعمل في إطار مشروع أدبي معيّن، قال برادة: "في الحقيقة لا أتحمس لكلمة مشروع، لأنه لا يمكن إدخال الكتابة الأدبية والإبداع ضمن تخطيط مسبق".

وبالنسبة له، فإنه "لا مناص من تفاعل الكتابة والأدب مع السياق الخارجي الذي قد يكون هو التاريخ أو المجتمع، وأن يتفاعل في الآن نفسه مع التجربة الحياتية للكاتب".

تفاعل يرى برادة أنه نابع من حقيقة أن أساس الأدب هو جعل المشاعر والأفكار والتجارب النفسية المختلفة تولد انفعالات وتثير انتباها عند القراء، ولذلك، إن كان لابدّ من مشروع، فهو أن يكون الأدب متفاعلا وليس جزيرة منعزلة".

وشدد أنه "لا ينبغي على الأدب أن يكون بوقا للايديولوجيا أو للدين أو للأحزاب، لأن له خصوصية تميزه عن باقي الخطابات التي تؤثر وتؤطر المجتمعات، وهذه الخصوصية هي خصوصية جمالية، أي أنه ينقلنا من واقع ضيق محدود إلى عالم التخيّل".

وبالطريقة التي ذكرها، لفت الكاتب المغربي أن الأدب يكون "مشروع مفتوح على الحياة، لكن بشرط أن لا يتحوّل السرد أو الشعر إلى مجرد أصداء تكرر الخطاب السائد في السياسة أو المجتمع، بل أن تكون هناك إضافة في الرؤية وفي الإيحاءات والتأملات ليكون الأدب أداة للمتعة والتفكير والتأمل".

جدوى الكتابة:

وعن جدوى الكتابة في مجتمع لا يقرأ كثيرا، قال برادة: "هذه الإشكالية مطروحة فعلا في واقعنا، لكن على الكاتب أن يقاوم، وهنا أتحدث عن نفسي، لأنه ليس له من طريقة أخرى سوى اللجوء إلى الكتابة".

وأضاف: "ولدت قبل الاستقلال (1939/ المغرب حصل على استقلاله عن فرنسا في 1956)، وخلال تكويني، كنت مؤمنا أن الكتابة يمكن أن تؤثر وتساعد على بلورة بعض القيم في المجتمع".

وتابع: "عملت في مجال التعليم بالجامعة، ولقد كان هناك جيل يتفاعل، وعندما كنا نكتب في الستينات، كان الجمهور يقرأ أكثر ويتلقى أكثر وكل من كتب من جيلي كان يجد نوعا من الصدى".

لكن المعضلة المطروحة اليوم، وفق الأديب، هو أن الكثير من الشباب الموهوب في الكتابة، لا يجد اليوم الصدى الذي تستحقه كتاباته، لأن "الناس لم تعد تقرأ كما كانت من قبل، ولأن مستوى التعليم تدنى ما أنتج أجيالا أجيالا غير شغوفة بالقراءة".

ورغم ذلك، اعتبر برّادة أنّ الكتابة تظل بالنسبة للكاتب "بمثابة ملجأ، فأنا ألجأ إلى الكتابة لكي لا أموت من اليأس، وفي روايتي الأخيرة، هناك أفق ضيق وقيم أضحت مهتزة، وهناك إرهاب أعمى يهدد كل شيء، ولذلك أنا أصفق عندما أجد كاتبا شابا عربيا يبدع، ويحاول مقاومة هذا اليأس بخلق عالم آخر مغاير تماما".

جيل جديد من المبدعين:

وفي سياق متصل، أشاد برادة بالتحوّل الإيجابي الذي يمثله جيل جديد من المبدعين المغاربة والعرب ممّن أصبحوا رقما صعبا في الساحة الأدبية.

وتوضيحا للجزئية الأخيرة، لفت الأديب إلى وجود "تحول إيجابي، لأن أدبنا القوي والجميل لم يبدأ إلا في المراحل الأخيرة".

وبالنسبة له، فإنّ "مرحلة النضج (الأدبي) بدأت، والكتّاب والمبدعون والسينمائيون لا يمكنهم، اليوم، إنتاج أدب يعود للقرن الماضي، فهم مرتبطون بعالم الإبداع في العالم، ومطّلعون على ثقافات وآداب أخرى".

وخلص الكاتب إلى أن هذه "الفورة الأدبية تعبر عن أشياء كثيرة، أهمّها أنّ هذا الأدب يحاول الانطلاق من تجربة الفرد باعتباره قيمة إيجابية."

وموضحا: "لا أقصد الفردانية الأنانينة المنغلقة، ولكن الفرد باعتباره حرية، فالإنسان لا يسعه أن يكون فاعلا إلا حين تكون له حريته التي تضمن حقوقه وكرامته".

ومما تقدم، رجح الأديب أن تنتج الفورة الإبداعية بالعالم العربي مبدعين من الشباب.

واعتبر برادة أن الإنتاج الأدبي المتزايد لدى الشباب يشكّل نوعا من المقاومة ضد الاندثار، ومن أجل بناء الدفاع عن قيم حياتية واجتماعية وسياسية أفضل.

وعما إن كان النقد يواكب هذه الغزارة في الإنتاج ويكتب عنها، قال برادة إن "النقد لا يستطيع أن يتابع كل ما ينشر، لأن النشر أصبح سهلا ويقبل الغث والسمين".

ورفض الأديب توجيه النقد للأعمال "الضعيفة، وإنما للأعمال الإيجابية والمهمة".

ومحمد برادة روائي وناقد مغربي، حاصل على الإجازة في الأدب العربي من جامعة القاهرة بمصر، وعلى شهادة الدراسات المعمقة في الفلسفة من جامعة "محمد الخامس" (حكومية) بالرباط.

كما نال درجة الدكتوراه من السوربون بفرنسا، قبل أن يعمل أستاذا للأدب بجامعة "محمد الخامس" بالرباط.

في رصيده العشرات من القصص والروايات والدراسات النقدية.

المؤلفات:
ألف برادة العديد من الأعمال الأدبية التي ترجم بعضها للغات أجنبية، منها مجموعة قصصية بعنوان "سلخ الجلد" عام 1979، "لغة الطفولة والحلم: قراءة في ذاكرة القصة المغربية" عام 1986، رواية "لعبة النسيان" عام 1992، رواية "الضوء الهارب" عام 1994، ورواية "حيوات متجاورة" عام 2009. وقد ترجم العديد من مؤلفاته إلى لغات أجنبية.
صدرت له ترجمات لكتب أدبية ونقدية لكل من: رولان بارت، ميخائيل باختين، وجان جنيه، ولوكليزيو وغيرهم.


الجوائز والأوسمة
حصل محمد برادة على جائزة المغرب للكتاب في صنف الدراسات الأدبية عن كتابه النقدي "فضاءات روائية"، وجائزة مهرجان فاس المتوسطي للكتاب.
-
---------------------
1-محمد برادة: الجزيرة نت:http://www.aljazeera.net/encyclopedi...A7%D8%AF%D8%A9
2-الموسوعة الحرة: https://ar.wikipedia.org/wiki/%D9%85...A7%D8%AF%D8%A9
3-محمد برادة: الرواية أداة للتنفيس والجوائز تثريها: الجزيرة نت:
http://www.aljazeera.net/news/cultur...8A%D9%87%D8%A7
4-الكاتب المغربي محمد برادة: الربيع العربي أخرجني من حالة يأس: حوار لل(wd)
http://www.dw.com/ar/%D8%A7%D9%84%D9...3/a-159079495-
5-المغربي محمد برادة: الجوائز لا تصنع كاتبا والادب لا ينضبط للمشاريع: حوار للميدل إيست
http://www.middle-east-online.com/?id=259941




رد مع اقتباس
 
 رقم المشاركة : ( 2 )
عبدالله بنعلي
عضو نشيط
رقم العضوية : 1630
تاريخ التسجيل : Apr 2014
مكان الإقامة :
عدد المشاركات : 6,053
عدد النقاط : 10
جهات الاتصال :

عبدالله بنعلي غير موجود حالياً

   

افتراضي

كُتب : [ 11-06-2017 - 03:54 PM ]


روائي و ناقد مغربي . يكتب محمد برادة القصة والرواية، كما يكتب المقالة الأدبية والبحث النقدي، وله في هذه المجالات جميعها العديد من الدراسات وبعض الكتب ذات الأثر اللافت في المشهد الثقافي والأدبي والنقدي العربي، ككتابه الهام حول محمد مندور وكتابه النقدي حول الرواية العربية.
صدرت له أيضا بعض الترجمات لكتب أدبية ونقدية ونظرية أساسية، لكل من رولان بارت وميخائيل باختين وجان جنيه ولوكليزيو وغيرهم، كما ترجم لغيرهم العديد من النصوص الأساسية في مجالات مختلفة، كم عرفت بعض نصوصه الأدبية أيضا طريقها إلى الترجمة إلى بعض اللغات الأجنبية.
حصل على جائزة المغرب للكتاب، في صنف الدراسات الأدبية، عن كتابه النقدي «فضاءات روائية».
أعماله:
فرانز فانون أو معركة الشعوب المتخلفة / محمد زنيبر، مولود معمري، ومحمد برادة، الدار البيضاء، 1963.
محمد مندور وتنظير النقد العربي، دار الآداب، بيـروت، 1979، (ط.3 2، القاهرة، دار الفكر، 1986)
سلخ الجلد: قصص، بيروت، دار الآداب، بيروت، 1979.
لغة الطفولة والحلم: قراءة في ذاكرة القصة المغربية، الشركة المغربية للناشرين المتحدين، الرباط، 1986.
لعبة النسيان: رواية دار الأمان، الرباط، 1987، (ط. 2، الرباط، دار الأمان، 1992)
الضوء الهارب: رواية، البيضاء، الفنك، 1994، (ط. 2، الرباط، دار الأمان، 1987، 176ص).
أسئلة الرواية، أسئلة النقد، منشورات الرابطة، البيضـاء.
مثل صيف لن يتكرر، البيضاء، الفنك، الدار البيضاء، 1999.
ورد ورماد: رسائل / بالاشتراك، مع محمد شكري، المناهل، الرباط، 2000.
رواية امرأة النسيان، 2002.
رواية حيوات متجاورة، 2009.
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
محمد برادة في روايته الجديدة: تاريخ المغرب «بعيداً من الضوضاء»
ï»؟

في روايته الجديدة
«بعيداً من الضوضاء... قريباً من السكات»، يتخذ الكاتب والناقد المعروف من سيرة ثلاث شخصيات مرآة لمغرب ما بعد الاستقلال. ينتقل من السرد إلى تتبع دقيق للتحولات السياسية والاجتماعية في المملكة ليطرح سؤالاً واحداً يشغل البلد خلال السنوات الأخيرة

محمد الخضيري
الدار البيضاء | عند الاطلاع على رواية محمد برادة (1938) الجديدة «بعيداً من الضوضاء... قريباً من السكات» (الآداب، بيروت ـــ الفنك، الدار البيضاء ـ 2014)، لا يحسم الواحد ما إذا كان الروائي المغربي قد قرّر فعلاً الانزياح عن مجال الضوضاء إلى السكات. الصمت في عرف الثقافات الشرقية، يحيل على تفَكُّر داخلي. لكن بقدر ما يحمل الصمت هذا المعنى، فهو في عمل برادة، يتدارى لفائدة تفَكُّر خارجي، ويصير الأشخاص فاعلين يملكون قدرة على تشكيل عالمهم.
الراجي شاب عاطل من مواليد السبعينيات، يبدأ عملاً مع الرحماني «المؤرخ» المنكبّ على إنجاز كتاب يستعيد تاريخ المغرب المعاصر منذ «الحماية الفرنسية» حتى الاستقلال. يأخذ الشاب أسئلة المؤرخ ليطرحها على شرائح في المجتمع المغربي ضمن دراسة ترصد التحولات الاجتماعية في المملكة. بذلك، يتتبع الراجي سير أشخاص كانوا فاعلين بشكل أو آخر في التاريخ المغربي المعاصر انطلاقاً من مواقعهم الشخصية منهم المحاميان توفيق الصادقي (1931)، وفالح الحمزاوي، والطبيبة النفسانية نبيهة سمعان (1956). شخوص تنتمي إلى أجيال ولدت بين الثلاثينيات من القرن الماضي وبداية الاستقلال، وتجتمع في أنّها تعكس صورة عن أوضاع النخب المغربية واختياراتها التي جاءت في زمن حاولت فيه السلطة تعزيز موقعها في البلد.
تترافق الإضاءة على أبطال الرواية ومساراتهم الاجتماعية مع تطورات تخصّ حياتهم الحميمة. حميمية يتحدثون فيها بلا مواربة تصير مرآة لتحولاتهم. كأننا أمام استعارة لاستشارة نفسانية لمجتمع بكامله. بقدر ما نتجه إلى فضاء الوعي الجمعي، فإننّا أمام سير فردية تعيش مجالها الخاص الذي يشكّل مرآة للفضاء العمومي كون هذه السير حاملة لـ «الخطاب» والرصد التاريخي والانتقاد في آونة واحدة.
في كثير من المقاطع، ينتقل برادة من السرد إلى تتبع دقيق للتحولات السياسية والاجتماعية في المغرب ويتبنى كتابة تقريرية وتحليلاً موضوعياً يبتعد عن الاستعارات. وهو أمر يبرره اختياره العمل على موضوع يشغل المغرب خلال السنوات الأخيرة: سؤال مغرب الاستقلال وما آل إليه بعد خمسين سنة، يحضر اليوم في الإعلام والمجتمع، إذ تُطرح إشكاليات سياسية وحقوقية عدة تطال حياة الأفراد، وسيكولوجية المغاربة اليوم.
يبدو الروائي والناقد والمترجم المغربي مشغولاً أكثر فأكثر بتاريخ بلاده المعاصر في أعماله الروائية الأخيرة، ذلك التاريخ الذي عايشه وعايش نكساته وانتصاراته العابرة التي شكّلت وعي النخب المغربية الحديثة. نخب هي إما متنفّذة حالياً في دواليب السلطة والمال، أو أجبرت على الرحيل. برادة الروائي استمد في عمله «بعيداً من الضوضاء.. قريباً من السكات» هذا الزخم الذي راكمه طيلة عقود (مثقفاً وسياسياً وقريباً من نخب الرباط) في رسم ملامح شخصياته، ومعها أجيال مختلفة من المغاربة، ليواصل نهج أعماله السابقة «حيوات متجاورة» و«مثل صيف لن يتكرر» و«امرأة النسيان»، و«لعبة النسيان» في رسم بورتريهات للمغاربة بمختلف انتماءاتهم. اختياره العمل على شخصيات مثقفة و«واعية» بالسياقات المعاصرة لها، ليس غريباً عليه. هو الذي كان من أبرز وجوه العمل السياسي المغربي، قبل أن يقرّر التفرغ للشأن الثقافي وكان دائماً قريباً من النخب ومصادر القرار داخل المعارضة والسلطة أيضاً.
تتنوع شخوص «بعيداً من الضوضاء... قريباً من السكات»، كما تتعدد الأصوات واتجاهات السرد في أسلوبية، صارت خاصة بالروائي والناقد المغربي المعروف. أسلوبية يراها بعضهم انتصاراً لطروحات نقدية طالما دافع عنها برادة في الجامعة المغربية، ونشرها في صفوف الطلبة والكتّاب الذين صاروا أسماء مرجعية في تاريخ الرواية المغربية الحديث. وهي الأسلوبية ذاتها التي ينتقدها قطاع آخر من الكتّاب، بدعوى أنّها تجعل العمل الروائي أرضاً يجرّب فيها برادة معاوله النقدية. وبين الرأيين، يظلّ الكاتب من الأسماء التي قدمت كثيراً للثقافة المغربية والعربية.

إسهامات كثيرة

ترأس محمد برادة اتحاد كتّاب المغرب (بين 1976 و1983) في فترة كان للاتحاد جسد وحياة ومواقف فاعلة داخل المجتمع والثقافة المغربيين. مترجم «الدرجة الصفر للكتابة» (1981) لرولان بارت، كان من أوائل من أدخلوا البنيوية إلى الثقافة العربية، كما نقل إليها الكتابات النقدية لميخائيل باختين (1895 ـ 1975) وعبد الكبير الخطيبي (1938 ـــ 2009). مجايلوه من الكتّاب المغاربة وممن جاؤوا لاحقاً، كثيراً ما يرجعون له الفضل في انتقالهم إلى عالم الرواية. درّس برادة في الجامعة المغربية لعقود قبل أن ينتقل إلى بروكسيل حيث يقيم حالياً. وفي رحلاته الدائمة بين المغرب وبلجيكا، يصرّ على الالتقاء بجمهور الأدب والتعرف إلى آخر الإصدارات التي يتابعها نقدياً.
الرئيسية
»
ثقافة وفن
آخر تحديث: الجمعة 24 ربيع الثاني 1436هـ - 13 فبراير 2015م KSA 15:32 - GMT 12:32
محمد برادة يفوز بجائزة المغرب للكتاب عن الرواية
الجمعة 24 ربيع الثاني 1436هـ - 13 فبراير 2015م
بنكيران يسلم برادة الجائزة

شارك

رابط مختصر
http://ara.tv/vh3d2
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــالدار البيضاء- خديجة الفتحي
تسلم الكاتب والروائي المغربي محمد برادة، أمس الخميس، جائزة المغرب للكتاب صنف السرديات والمحكيات، عن روايته "بعيداً عن الضوضاء قريباً من السكات" من طرف عبدالإله بنكيران رئيس الحكومة، الذي أشرف على الافتتاح الرسمي للدورة 21 للمعرض الدولي للنشر والكتاب.
واختيرت الرواية المذكورة أيضاً ضمن القائمة الطويلة للروايات المرشحة لجائزة البوكر للرواية العربية 2015، والتي سيعلن عن قائمتها القصيرة لأول مرة في المغرب، بمناسبة دورة هذه السنة من معرض الكتاب.
واعتبر الدكتور شعيب حليفي رئيس مختبر السرديات بكلية الآداب ابن مسيك بالدار البيضاء، في تصريح لـ"العربية.نت" فوز برادة بجائزة المغرب للكتاب، بمثابة تحية من المثقفين المغاربة لكاتب يعتبرونه من المؤسسين للأدب الحديث.
وقال حليفي إن برادة يعد من المؤسسين للتصورات والأفكار حول الرواية الجديدة بالعالم العربي، مشيراً إلى أن رواياته منذ "لعبة النسيان" إلى غاية روايته الأخيرة تهتم بالذاكرة كمحفز للحاضر والمستقبل.
وأضاف: "برادة يعتمد على بناء يمزج الذات والتاريخ والمجتمع، كما تعتبر السخرية واللعب من العناصر الأساسية التي أعاد توظيفها بشكل جيد لممارسة النقد الاجتماعي والسياسي".
وأعلن رئيس لجنة الجائزة، محمد الصغير جنجار، اليوم الأربعاء الماضي، خلال اللقاء الصحافي الذي ترأسه وزير الثقافة لتقديم برنامج المعرض الدولي للكتاب والنشر بالدار البيضاء (13- 22 فبراير الجاري) عن باقي أقسام جائزة المغرب للكتاب.
وحصل الباحث عبدالإله بلقزيز على الجائزة في قسم العلوم الإنسانية عن كتاب "نقد التراث" الصادر عن مركز دراسات الوحدة العربية ببيروت.
وعادت جائزة العلوم الاجتماعية مناصفة إلى محمد حركات عن كتابه (باللغة الفرنسية) "مفارقات حكامة الدولة في البلدان العربية" عن دار المعارف الجديدة بالرباط، وحسن طارق عن كتاب "الربيع العربي والدستورانية: قراءة في تجارب المغرب، تونس ومصر"، الصادر عن نفس دار النشر.
وحصل رشيد يحياوي على جائزة المغرب في قسم الدراسات الأدبية واللغوية والفنية عن كتاب "التبالغ والتبالغية، نحو نظرية تواصلية في التراث" الذي صدر عن دار كنوز المعرفة بعمان، بينما فاز بجائزة الترجمة عبدالنور الخراقي عن ترجمته لكتاب "روح الديمقراطية: الكفاح من أجل بناء مجتمعات حرة" للمؤلف لاري دايموند، وذلك عن الشبكة العربية للأبحاث والنشر ببيروت، وقررت لجنة الجائزة حجب جائزة الشعر لهذه الدورة.


رد مع اقتباس
إضافة رد


ضوابط المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على الموضوعات
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع

الموضوعات المتشابهه
الموضوع كاتب الموضوع المنتدى الردود آخر مشاركة
من أعلام الأدب في العصر الحديث (25): عبد الجليل برادة المدني مصطفى شعبان واحة الأدب 1 08-30-2017 06:33 AM
من أعلام الأدب في العصر الحديث (23): أحمد فارس الشدياق مصطفى شعبان واحة الأدب 4 08-20-2017 08:34 AM
من أعلام الأدب في العصر الحديث (16): محمد عمر التونسي مصطفى شعبان واحة الأدب 1 07-12-2017 03:26 PM
من أعلام الأدب في العصر الحديث (12): أحمد زكي أبو شادي مصطفى شعبان واحة الأدب 0 06-18-2017 06:21 AM
من أعلام الأدب في العصر الحديث (7): أحمد شوقي مصطفى شعبان واحة الأدب 1 05-22-2017 01:40 PM


الساعة الآن 05:57 PM.


Powered by vBulletin® Version 3.8.7
Copyright ©2000 - 2025, vBulletin Solutions, Inc. Trans by