الأديب مصطفى الصمودي : العربية لغة المستقبل للعالم كلّه
ضمن عمل لجنة تمكين اللغة العربية ، ألقى الاديب مصطفى الصمودي، رئيس فرع اتحاد الكتاب العرب، محاضرة في المركز الثقافي بسلمية عن اللغة العربية ، تحدث فيها حول جمالها ومعانيها وأهميتها ، حيث قال : ما من أمة شوه تاريخها سراً وعلانية ، لطمس معلمها وزوال هويتها الحضارية ، كالأمة العربية ، واللغة مقومة رئيسية من مقومات أية أمة ، فلا غرو أن تتعرض لغتنا العربية إلى هجمة شرسة محمومة من قبل أعدائها ، ألم يقل / هولاكوا / : أريد أن أمحو هذه الأمة حتى لا تقوم لها قائمة ، فزال هولاكو وبقيت الامة العربية.

والذين حاولوا النيل من اللغة العربية ، قصدوا بمحاولاتهم النيل من كرامة الامة العربية وقوميتها ، وإن التصدي لهم هو فرض عين على كل عربي ، وأخص بالذكر المثقف .
واللغة العربية ، قدسها العرب في جاهليتهم ، فكتبوا قصائدهم المميزة بماء الذهب ، وقدسوها أكثر حين نزل القرآن الكريم بها .
ويضيف الصمودي قائلاً : هناك جملة من العوامل ، حملت غير العرب على تعلم اللغة العربية طوعا من أهمها :
ـ النظر للغة العربية بعين القداسة ، كونها لغة القرآن الكريم .
ـ أقوال كثيرة باللغة العربية ، تقول : اللغة العربية لم ولن تموت ، وهي أغنى من سائر اللغات ، ولغة سلسة ، ولغة المستقبل للعالم كله ، واللغة الأمثل والأنقى والأشرف والأبقى والأعلى والأرقى ، بين سائر لغات الأرض قديماً وحديثاً .
واللغة العربية حاول المبغضين ولا زالوا ، تهميشها وإبعادها عن أن تكون لغة من اللغات الرئيسية بالعالم ، وسعوا لإبعادها عن الدراسات العليا بالجامعات ، لتغريب الجامعة بدل ربطها بالمجتمع ، ونفوا عن الشخصية العربية كل بارقة إبداع ، مدعين أن المبدعين ، هم من أصل غير عربي .
واللغة العربية ، لغة بكل ما تحويه كلمة اللغة من معنى كسائر اللغات الحية التي باستطاعتها التعبير عن كل ما يحيط بها من غير عجز .
وحول التعريب ، يضيف الصمودي قائلاً : هناك أراء في ذلك ، رأي يقول، بأن التعريب مستحدث والقرآن الكريم ليس فيه شيء من العجمة ، ورأي آخر ، يقول أن العرب مارسوا التعريب منذ القديم.
وتحدث عن صعوبات مهمة مكتب تمكين اللغة العربية والتحديات التي تواجههم ، من خلال العمل بترجمة النصوص والكتابات والمسرحيات ، وتعريب المصطلحات الاجنبية والتعامل باللغة العامية والفصحى ، وبأن الذين طرحوا العامية بديلاً عن الفصحى ، خاضوا معركتهم بالفصحى ، ولو كانوا متأكدين أن المعركة تجدي بالعامية لخاضوها بها ، والخوف ليس من الازدواجية اللغوية ، فهذه ميزة تتمتع بها سائر لغات العالم ، وإنما الخوف من الثنائية اللغوية ، ونعترف أن العامية تحاصر الفصحى بعقر دارها ، ابتداء من دور الحضانة ، والعربية تشكو من قلة الاختصارات .
وعلينا جميعاً أن نتساءل لم تستهدف اللغة العربية حصراً وأخيراً إذا كانت العامية لهجات عدة ، فالعربية الفصحى واحدة تربط الحاضر بالماضي وتلم شمل الوطن العربي ، من الماء إلى الماء ، ونعرف جميعاً أن القرآن الكريم خير حافظ للغة العربية ، وإن معاداة العربية ليس بالأمر الجديد ولا وليد الاستعمار الحديث .
الفداء