مجمع اللغة العربية بمكة يطلق عضوياته الجديدة
لطلب العضوية:
اضغط هنا

لمتابعة قناة المجمع على اليوتيوب اضغط هنا

 


الانتقال للخلف   منتدى مجمع اللغة العربية على الشبكة العالمية > القسم العام > واحة الأدب

إضافة رد
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
رقم المشاركة : ( 1 )
 
مصطفى شعبان
عضو نشيط

مصطفى شعبان غير موجود حالياً

       
رقم العضوية : 3451
تاريخ التسجيل : Feb 2016
مكان الإقامة : الصين
عدد المشاركات : 12,782
عدد النقاط : 10
قوة التقييم :
جهات الاتصال : إرسال رسالة عبر Skype إلى مصطفى شعبان
افتراضي من أعلام الأدب في العصر الحديث (16): محمد عمر التونسي

كُتب : [ 07-12-2017 - 04:44 AM ]


من أعلام الأدب في العصر الحديث
محمد عمر التونسي
1374هـ-1857م
(كاتب)
[IMG]
[/IMG]

نشأته وحياته:
هو محمد بن عمر بن سليمان التونسي, كان من المتفوقين المجدين في معرفة اللغات والمصطلحات العلمية, ولد سنة 1024 هـ بتونس, وكانت أمه مصرية, فحملت به في مصر, وكان أبوه عمر التونسي, طالبًا بالأزهر, وجده سليمان من أشراف تونس، وقد فَصَّلَ محمد التونسي تاريخ أسرته في رحلته التي سنتحدث عنها, وكيف أنه رحل إلى السودان, ورجع منها رقيق الحال, ضيق اليد, فعكف على تحصيل العلم, وكان محمد علي قد مَدَّ يده لإنهاض البلاد وإحياء آدابها, مُعوّلًا على الشباب الناهض فيها, فوجد التونسي الفرصة سانحةً لتقدير مواهبه, وظهور فضله, فأخذ في الجد في الأزهر, وتهيأ له أن يكون واعظًا في جيش إبراهيم باشا في أثناء حملته إلى بلاد العمورة.
ولما عاد من حملته كانت مدرسة أبي زعبل قد أنشئت, وأخذ النقلة في نقل كتب الطب وغيرها, فعُيِّنَ مصححًا للكتب بها, وأعجب به الدكتور "برون" وارتاح إلى أدبه, فقرأ عليه كتاب "كليلة ودمنة" ولمع نجمه في التحرير والتصحيح, وامتاز من بين زملائه بمعرفة المصطلحات العلمية بالعربية، فكانوا يرجعون إليه في تحقيقها, ويطلقون عليه: "مصحح كتب الطب ومحررها".
وكانوا إذا أرادوا أن ينقلوا كتابًا في أوائل إنشاء مدرسة الطب وجدوا مشقةً في إيجاد الألفاظ العربية الملائمة للألفاظ الفرنجية في الكتب المترجمة, فيضطرون إلى الرجوع إليه في تحرير الكتب.
على أنه كان بارعًا في صياغة الألفاظ والمعاني في قالبها العربيّ, ومن ثَمَّ كان تعويلهم عليه؛ كما فعلوا في تنقيح كتاب "الدرر الغوال في علما أمراض الأطفال" الذي ألَّفَه كلوت بك, فقد نقله الدكتور محمد شافعي بك من الفرنسية إلى العربية, ثم عرضه قبل طبعه على التونسي فحرره ونقحه.
وكذلك فعل في كتاب "كنوز الصحة" لكلوت بك, و"الجواهر السنية في الكمياء" لبرون بك, وقد بذل التونسي في تحرير هذه الكتب, والبحث عن المصطلحات العربية, جهودًا جبارةً, كما حرر كتاب "النبات" "لفييجري بك, وترك آثارًا قيمة, ومآثر جليلةً دالةً على فضلة, نعرض أهمها:
1- النذور الذهبية في الألفاظ الطبية:
وهو معجمٌ للمصطلحات العلمية على اختلاف موضوعاتها, ويقول في مقدمته: لما كثرت ترجمة الكتب الطبية, رأيت أن أؤلف قاموسًا جامعًا للمصطلحات, وكان كلوت بك, قد أتى بكتابٍ فرنساويٍّ في المصطلحات الطبية والعلمية, وأوعز إلى مهرة المعلمين بترجمته، وهم: إبراهيم النبراوي, معلم الجراحة الكبرى, ومحمد علي البقلي, معلم الجراحة الصغرى, ومحمد الشافعيّ, معلم الأمراض الباطنية, ومحمد الشباسي, معلم التشريح الخاصِّ, وعيسوي النحراوي, معلم التشريح العام, والسيد أحمد الرشيدي, معلم الأقرباذين والمادة الطبية, ومصطفى السبكي, معلم أمراض العين, وحسين على, معلم النبات, فترجم كل منهم الجزء الذي أعطيه, فأوعز إلى الدكتور "برون" ناظر المدرسة, أن آخذ من الكتاب كل لفظٍ يدل على مرض, أو عرض, أو نابت, أو معدن, أو حيوان, أو غير ذلك من الاصطلاحات, وأن أستخرج ما في القواميس من التعاريف, وما في تذكرة داود, وما في فقه اللغة, وغيره من المعاجم وكتب اللغة، ففعلت ذلك, وأضفت إليه أسماء العقاقير, وأسماء الأطباء المشهورين, ورتبته على حروف المعجم.
فكتابه هذا معجم للمصطلحات الطبية والأطباء، وقد أسند لكل مؤلف ما أخذه منه, فجاء كتابًا قيمًا وافيًا مستغرقًا ستمائة صفحة من الحجم المتوسط, وهذا المعجم من أنفس الذخائر التي تريك مبلغ ما توفر عليه التونسي من بحث وجهد وتنقيب, وحسبه دلالةً على فضله, وما اضطلع به في خدمة النهضة الحديثة التي اتكأت عليه, وعلى أمثاله من نابغي الأزهر, فشقت بهم طريقًا إلى الحياة.
وقد حمل هذا الكتاب إلى باريس، وفي المكتبة الخديوية نسخةً منقولةً منه, مصورة من نسخة باريس, وآثرت وزارة المعارف طبعه في جملة الكتب التي أرادت بطبعها إحياء اللغة العربية وآدابها.
2- تشحيذ الأذهان بسيرة بلاد العرب والسودان:
وهي رحلةٌ يصف فيها سفره إلى السودان, وما شاهده في طريقه من واحات مصر، وقد طُبِعَت هذه الرحلة سنة "1851م" في باريس, مع ترجمة فرنسية وعلق عليها "سديليو" بمقالة في المجلة الأسيوية, وفي الخطط التوفيقية قطعة منها في وصف الواحات, نقتطف منها طرفًا لنقف على أسلوبه, قال:
"ثم جيء بالمطيّ فحملتنا وخرجنا في مهمة حتى وصلنا إلى الخارجة في عشية اليوم الخامس, فوجدناها قد دار بها النخيل دورة الخلخال بالساق, والتفاف يد العاشق على معطاف المشعوق للعناق, وفيها من الثمر ما تشتيه الأنفس وتلذ الأعين, مع رخص الأسعار وحسن تلك الثمار.... ثم سافرنا يومين ونزلنا في ثالثهما بلدًا يقال له: "بولاق" هو من الساكن في أملاق, قد درست معالم أكثرها, وتصدع بناء أقومها وأشهرها, ومن العجائب أن نخلها في غاية القصر, وهو حامل للثمر, لا يتكلف جانيه للقيام, بل يتناول منه وهو في حالة النيام, وليس به من الشجر إلّا ما قلّ, وهو بعض أثلٍ وعبل2.
ومما يذكر التونسي في رحلة أنه قد ورد على أبيه بمصر من أخيه لابيه, بسنار خاطب يفيد أن والده توفي وترك طائفة من الكتب سُرِقَت, وبقي بعد مدة في عسر وضيق يد, ثم يقول التونسي:
"وتركني ابن سبع قد ختمت القرآن أول مرة, ووصلت في العود إلى آخر آل عمران، وكان لي أخٌ ابن أربع سنين, وترك لنا نفقة ستة أشهر, فمكثنا سنةً باعت والدتي فيها أشياء كثيرة من نحاس وحليّ, ثم يقول: وبينما أنا متحيِّرٌ في طلب المعاش؛ إذ بلغني أن قافلةً وردت من دارفور, وكان قد بلغنا قبل ذلك أن والدي توجه من سنار إليها في صحبة أخيه، فتوجهت إليها لأسأل عن أبي, فلقيت رجلًا من أهل القافلة, مُسِنًّا ذا هيبة ووقار, يسمى: "السيد أحمد البدوي" فقبلت يده, ووقفت أمامه، فقال لي: ما تريد؟ فقلت أسأل عن غائب لي في بلدكم, لعلكم تعرفونه, فقال: من هو؟ قلت: السيد عمر التونسي, من أهل العلم, فقال: "على الخبير به سقطت" وهو صاحبي, وأنا أعرف الناس به, وأرى بك شبهًا به, فكن ابنه, فقلت: أنا هو, على تغيير حالي وتبليل بالي, فقال: يا بُنيّ, ما يقعدك عن اللحاق بأبيك لترى عنده ما يهنيك؟ فقلت: قلة ذات يدي، فقال: إن أباك من أعظم الناس عند السلطان وأكرمهم عليه, وإن أردت التوجه إليه, فأنا على مؤنتك ومركوبك وراحلتك حتى تصل إليه1".
والتونسي أديبٌ, أقبل على التزود من الشعر والأدب العربيّ في صباه, وكانت همته مصروفةً إلى تحصيل العلوم, وجمع المنثور والمنظوم, إلّا أن أدبه في مرتبة وسطى, لا يبلغ درجة الإجادة, ولا يهبط إلى مستوى الغثاثة.

--------------
المصدر: الأزهر وأثره في النهضة الأدبية الحديثة
المؤلف: محمد كامل الفقي
الناشر: المطبعة المنيرية بالأزهر الشريف
عدد الأجزاء: 3
الصفحة:117/1

رد مع اقتباس
 
 رقم المشاركة : ( 2 )
عبدالله بنعلي
عضو نشيط
رقم العضوية : 1630
تاريخ التسجيل : Apr 2014
مكان الإقامة :
عدد المشاركات : 6,053
عدد النقاط : 10
جهات الاتصال :

عبدالله بنعلي غير موجود حالياً

   

افتراضي

كُتب : [ 07-12-2017 - 03:26 PM ]


محمد بن عمر بن سليمان التونسي (1789 - 1857) عالم لغوي وكاتب ورحالة مصري من أصل تونسي.

من موسوعة المعرفة :

ولد في تونس (العاصمة)، وتوفي في القاهرة. عاش في مصر وتونس والسودان. تعلم في جامع الزيتونة، ثم قصد القاهرة، والتحق بالأزهر.

الرحالة ”محمد بن عمر التونسى“ المولود في عام 1789م من أب تونسى وأم مصرية، وقد نشأ في القاهرة وتلقى دروسه في األزهر الشريف حتى بلغ سن الرابعة عشرة، ثم سافر إلى دارفور عام 1803. ومكث فيها حوالى سبع سنين ثم سافر إلى تونس وبعدها استقر في القاهرة. عمل مصححاً لغويًا في مجلة «الوقائع المصرية». ثم التحق بالجيش المصري. وعمل في وظيفة واعظ باحدى فرق المشاة، كما اشتغل بتنقيح الترجمة العربية لكتب الطب التي كانت تدرس لكلية الطب بأبي زعبل، عام 1839، وكتب عن رحلته الى السودان. ثم قام بإلقاء الدروس الدينية في مسجد السيدة زينب بالقاهرة حتى وفاته. وتوفي في عام 1857م.


أعماله

- له كتاب بعنوان: «الشذور الذهبية في المصطلحات الطبية» مخطوطة بالمكتبة الأهلية بباريس رقم 4641 - طبع منه الجزء الأول، وله كتابان بالفرنسية - طبعا في باريس عام 1845 و1851. نظم على الموزون المقفى، والتزم أغراضه: من مدح وابتهال وشكوى الزمان ونسيب، كما نظم الألغاز اللغوية، له نظم طريف يصف فيه حبه لامرأة سوداء، أكثر قصائده مقطوعات، تتسم بوحدة الموضوع وإحكام المعنى، وتحتفي برسم الصور الكلية، وتتخلص من المقدمات التقليدية. لغته سلسة، وتراكيبة حسنة، ومعانيه واضحة، وفي خياله طرافة تجعله مقبولاً حسنًا.

الإنتاج الشعري
له قصائد وردت ضمن كتابه: «تشحيذ الأذهان بسيرة بلاد العرب والسودان» - تحقيق محمود خليل العسكري ومصطفى محمد مسعد - سلسلة تراثنا - الدار المصرية للتأليف والترجمة - القاهرة 1965.


تشحيذ الأذهان بسيرة بلاد العرب والسودان

المقالة الرئيسية: تشحيذ الأذهان بسيرة بلاد العرب والسودان
يقع إقليم دارفور في أقصى غرب السودان ويحده من الشمال ليبيا ومن الغرب تشاد من الجنوب الغربي جمهورية إفريقيا الوسطى، ومن الجنوب بحر العرب، ومن الشمال الغربي بحر الغزال، ومن الشرق كثبان كردفان ومن الشمال الشرقي اإلقليم الشمالي، ويمتد الإقليم من الصحراءالكبري في شماله الي السافانا الفقيرة في وسطه الي السافانا الغنية في جنوبه، وبه بعض المرتفعات الجبلية أهمها جبل ”مرة“ الذي يبلغ ارتفاعه حوالى 3088م حيث توجد أكثر الأراضي الدارفورية خصوبة، ويرجع سبب تسمية دارفور بهذا الاسم نسبة إلى قبيلة ”الفور“ ودارفور تعني موطن ”الفور“ وهي إحدى أكبر قبائل الإقليم، ويبلغ عدد سكانه ما يقارب 5,7 مليون نسمة حسب إحصاء السكان في 2008.

ذُكر في مقدمة الكتاب أن رحلة »التونسي« إلى دارفور لم تكن بهدف االستطالع والدراسة ولكنها للحاق بوالده وجده اللذان رحال من قبل وتزوجا من أهلها واصبح له أخوة وأعمام في السودان، حيث ً بالعلم والتجارة، وكان لهم مصالح عملوا جميعا تجارية واسعة ومراكز سياسية مرتفعة ومكانة دينية مرموقة فشملت »التونسى« عناية ملوك ووجهاء دارفور، ممااتاح لهاإلملام بتاريخهاوأحوالها الاجتماعية والاقتصادية ونظمها السياسية، والتعرف على العادات والتقاليد ومختلف نواحى الحياة في دارفور، ليقدم لنا دراسة تعد من أهم الدراسات التى تناولت دارفور، خاصة وأن الرحالة الذين ذهبوا الى هناك كانوا، باستثناء »التونسي«، موضع إرتياب وقلق السلطات الحاكمة فلم يتمكنوا من التنقل بحرية في أنحائها ومن ثم الدراسة بشكل كافي.

في مقدمة الكتاب ذكر »التونسى« سبب تأريخ رحلته إلى دافور حيث قال: )) ومكثت على ذلك حتى ً، وأذكى أهل ً وفهما أجتمعت بأبرع أهل زمانه حذاقة ً، معلم الكيميا الحكيم »بيرون« عصره صناعة وعلما الفرنساوى، وقرأ على كتاب »كليلة ودمنة« باللغة العربية، فذكرت له بعض ما عاينته في أسفارى من العجائب البهية، فحملنى على أن أزين وجه الدفتر بإيضاح ما شاهدته من العجائب، وأخبره بما حصل لى في تلك الأسفار من الغرائب، فامتثلت أمره لما له على من اليد البيضا، ورأيت أن ذلك أجمل بي أيضا لقول صاحب »المقصورة« من الرجز: »إنما المرء حديث لمن وعي« فشرعت في إبراز ًحسنا بعده ... فكن حديثا فرائدها من صدف األذهان، وكشف حجاب خرائدها الحسان إلى العيان، وضممت لذلك من النوادر ما سمعته من الثقات، أو نقلته من الكتب على سبيل الاستطراد للمناسبات، لتكون هذه الرحلة روضة يانعة الأزهار، لمن تأمل فيها، وحديقة دانية الثمار لمن ً في إيضاح معانيها تصفح معانيها، ولم آل جهدا للمتأملني، ولم أتعمق في غريب اللغة ليسهل فهمها للسامعين((.

وقال عن اعجابه بالسودان: ))وكنت قبل ذلك سافرت إلى بلاد السودان، ورأيت فيها من العجائب ما إذا سطر يكون كزهر البستان((.

جبل مرة
قال في وصف جبل ”مرة“ أحد اشهر معالم دارفور: )) وأما أراضي جبل ”مرة“ فهى طني أسود، وهو جبل يشق دارفور من أولها إلى أخرها حتى قيل أنه متصل بالمقطم المطل على القاهرة، لكنه ليس قطعة واحدة بل متقطع من عدة أماكن وله طرق عديدة، وفى هذا اجلبل أمم وعالم ال يحصى كثرة، وفى هذا اجلبل كهوف عديدة حتبس فيه أوالد امللوك واخرى حلبس الوزراء، وفيه من اخليرات شىء كثير وذلك أن فيه من البقر والغنم ما ال يوجد في غيره من األماكن، ومن العجيب أن جميع مواشيهم ترعى وحدها بدون راع وال يخشون عليها ً((. ً وال ذئبا ً وال سبعا سرقا

وقال عن الزراعة في دارفور: )) إعلم أن الغنى عن المتى والأين والكيف، والمنزه من الجور والظلم والحيف، قسم الأشياء وعدلها، وأنزل لكل منها منزلها، فجعل في البلاد الشمالية البرد الشديد، وفي الجنوبية الحر الذى ما عليه من مزيد، لكن رحمته بعباده، منّ على أهل الشمال بالدفء بالملابس وبالأكنان التى لا يبرد فيها مجالس، ونظر لأهل الجلنوب بعين الإسعاف والتلطيف فجعل المطر ينزل عليهم وقت اشتداد المصيف، ولما كانت أرض الفور من هذا القبيل وفي وقت الصيف يشتد فيها الغليل، كان مدرار الوبل ً من العزيز الغفور، ً لوهج ذلك الحرور، لطفا مطفئا فيزرعون في على المطر في الصيف، ويسمون ذلك ً وال الفصل بالخريف فلذلك ـ على ظنى ـ لا يزرعون برا ً... ألخ ونحو ذلك بل يزرعون الدخن ً ولا عدسا شعيرا وهو حب صغير أصفر منه يقتاتون هم ودوابهم ومواشيهم، فهو الغذاء الرئيس عندهم((، واضاف: )) وإعلم أن النبات في بالد السودان كثير ال يحصى أفراده العد وال يوقف له على نهاية وال حد((.

ً كتب عن تأثر األنسان بالبيئة واحوالها أيضا فقال: ))يجب على العبد أن يعلم أن اهلل خص كل إقليم مبا ال يوجد في غيره، وجعل في كل قبيلة خاصية ال توجد في غيرها، ولذا إذا تغرب إنسان من ً لهواء بلده حتصل بلده ألخرى، يكون هواؤها مخالفا له مشقات، فيمرض حني يتغير عليه الهواء، فرمبا مات، وإن لم ميت يطول مرضه وال يصح جسمه، حت يعتاد بهواء البلد التى سكن فيها بعد طول املدة، وملا كان األمر كذلك كان األوالد الذين يتناسلون من أب ً، ولذلك ترى ً وأقوى بنية ً، أطول أعمارا وأم فوراويني مثال للرجل له عشرة من الولد وأكثر، أقوياء أصحاء، وكذا أعراب البادية هناك ال ميوت الرجل منهم حتى يرمى ً، فلو أنعكس الأمر بأن تزوج فوراوي ًكثيرا من ولده عددا عربية، أو عربى فوراوية ترى ساللته ضعيفة نحيفة لا يعيش منها إلا ما قل وندر، وهذا مما يدل على أن في البلد والجنس خاصية لا توجد في غيرهما، لأن كل ولد يوجد من أبوين من نوع واحد وبلد واحد، يكون أقوى بنية وأعدل صحة، وترى من انعكس فيه الأمر ً((. ً فاسد اللون نحيفاً".

وفي نساء دارفور كتبعن مكانة المرأة ومشاركتها في مختلف نواحى احلياة ودورهن حيث ذكر: "وأعلم أن أهل دارفور لا يستقلون بشيء في أمورهم بدون النساء، بل أنهن تشاركهم في جميع أحوالهم، إلا في الحروب العظيمة. ولذلك فإن ُعرسا لا يتم إلا بهن. أو حزناً كذلك. ولولاهن ما استقام لأهل دارفور شيء، فترى النساء يحضرن في الأمور المهمة".

ويعد كتاب “تشحيذ الأذهان بسيرة بلاد العرب والسودان“ من أفضل ُكتب أدب الرحلات المكتوبة باللغة العربية فقد تناول ”التونسي“ تفاصيل عديدة ومناحى مختلفة ونوادر وطرائف وسير الملوك والأمراء والعادات والتقاليد، كما كتب عن التجارة وأحوالها والزارعة والحرف واألسواق، والطعام وصيد الحيوانات والطيور واالمراض وطرق عالجها والسحر والخرافات المنتشرة، كذلك يضم الكتاب ملحق حول سيرة الأمير ”أبو مدين“ ابن سلطان درافور ومعجم يشمل بعض الكلمات الفوراوية وما يقابلها باللغة العربية.

المصادر

إبراهيم بن مراد: المعجم العربي المختص - دار الغرب الإسلامي - بيروت 1996.
أبوالقاسم محمد كرّو: حصاد العمر - دار المغرب الأقصى - تونس 1998.
خير الدين الزركلي: الأعلام - دار العلم للملايين - بيروت 1992.
رضوان الكوني : محمد عمر التونسي - سلسلة ذاكرة وإبداع - وزارة الثقافة - تونس 2003.
عمر رضا كحالة: معجم المؤلفين - مؤسسة الرسالة - بيروت 1993.
الدوريات
جمال الدين الشيال: الدكتور بيرون والشيخان محمد عياد الطنطاوي ومحمد بن عمر التونسي - مجلة كلية الآداب عدد(2) - جامعة الإسكندرية - 1944.
محمد رجب البيومي: محمد عمر التونسي رائد اليقظة التعليمية في النشر والتحرير - مجلة رحاب المعرفة عدد (2) - السنة الأولى - مارس 1998.
كتاب «تشحيذ الأذهان بسيرة بلاد العرب والسودان».
"رحلة محمد بن عمر التونسي إلى دارفور" (pdf). مجلة أفريقيا قارتنا. 2014-04-01.


رد مع اقتباس
إضافة رد


ضوابط المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على الموضوعات
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع

الموضوعات المتشابهه
الموضوع كاتب الموضوع المنتدى الردود آخر مشاركة
من أعلام الأدب في العصر الحديث (37): محمد مفتاح الفيتوري مصطفى شعبان واحة الأدب 1 12-18-2017 07:24 AM
من أعلام الأدب في العصر الحديث (33): محمد برادة مصطفى شعبان واحة الأدب 1 11-06-2017 03:54 PM
من أعلام الأدب في العصر الحديث (28): عبد العزيز بن أحمد الرشيد مصطفى شعبان واحة الأدب 0 09-27-2017 06:52 AM
من أعلام الأدب في العصر الحديث (12): أحمد زكي أبو شادي مصطفى شعبان واحة الأدب 0 06-18-2017 06:21 AM
من أعلام الأدب في العصر الحديث (7): أحمد شوقي مصطفى شعبان واحة الأدب 1 05-22-2017 01:40 PM


الساعة الآن 06:42 PM.


Powered by vBulletin® Version 3.8.7
Copyright ©2000 - 2025, vBulletin Solutions, Inc. Trans by