مستعربون في خدمة العربية
تهدف هذه السلسة إلى بيان دور المستعربين في خدمة اللغة العربية بما قدموه من مؤلفات وبحوث، وتعريفهم للقارئ العربي سواء أكان بالحوار المباشر معهم إن أمكن ذلك أم بالكتابة عنهم، فهؤلاء المستعربون رغم أن لسانهم الأول ليس العربية، فإنهم مع ذلك أحبوا العربية وألَّفوا بها.
الحلقة التاسعة عشرة:
- رودلف استروتمن RUDOLF STROTHMANN:
(1294-1379هـ = 1877 - 1960م):
مستعرب ولاهوتي ألماني. اهتم خصوصًا بالمذاهب المستورة في الإسلام. وُلد في مدينة لنجريش في إقليم فستفاليا غربي ألمانيا. وتعلَّم في جامعتي هلّه وبون. وكان من تلاميذ كارل بروكلمن. وتخصص في اللاهوت، وصار مدرسًا في مونستر في عام 1905م، وقسيسًا ومرشدًا للدراسات في شوليفورتا من عام 1907م حتى عام 1923م. ودُعي في عام 1923م ليكون أستاذًا للدراسات الشرقية في جامعة جيسن. وفي عام 1927 خلف هلموت رتر أستاذًا للدراسات الشرقية في همبورج واستمر أستاذًا في همبورج حتى تقاعده عام 1947م.
وظل استروتمن طوال حياته لاهوتيًّا شديد التقوى، مهتمًّا بالدراسات الدينية وفهم الظاهرة الدينية بوجه عام. وهذا هو الذي أدَّى به إلى دراسة المذاهب المستورة والفرق الدينية الإسلامية القليلة الانتشار؛ فعُني أولاً بدراسة الزيدية، المنتسبين إلى زيد بن علي بن أبي طالب، وهي فرقة شيعية معتدلة تعترف بخلافتي أبي بكر وعمر. وقد أصدر في هذا المجال الدراسات التالية: "مؤلفات الزيدية" عام 1911م، و"مذهب الزيدية في الإمامة" عام 1912م، و"العبادات في مذهب الزيدية" عام 1912م، ثم انكب بعد ذلك على سائر فرق الشيعية: من اثنا عشرية، وإسماعيلية، ونصيرية، ودروز، فضلاً عن الفرق الغربية في الإسلام. وهي بحسب ترتيب ظهورها: "أبحاث في المبتدعة: اليزيدية عند المؤلفين الإسلاميين، يزيد الأول في الأدب الشعبي الإسلامي" عام 1913م، ص 72 – 86، و"مشكلة شخصية يزيد بن علي كما في المصادر المكتوبة" عام 1913م، ص1 – 52، و"بدر- أُحُد وكربلاء" عام 1926، ص809 - 818، و"الشيعة الاثنا عشرية: بيانان لخصائصهما الدينية من العصر المغولي" عام 1926م، و"مؤلفات الشيعة" عام 1926م، و"المركز الديني والعقائدي للإباضية؛ مؤلفات الإباضية، مؤلفات الاثنا عشرية" عام 1927م، و"البربر والإباضية" عام 1928م، ص258 - 279، و"علم العقائد الإسلامية وكتاب مقالات الإسلاميين للأشعري" عام 1931م، ص193 - 242، و"مخطوطات ومطبوعات" عام 1933، ص 292- 311، و"دائرة معارف الإسلام" ج3 و ج4، عام 1936 و 1934م، مواد: السبعية (ظهرت 1924م) الشيعة (1927م)، التقية (1928م)، التشبيه (1929م) التعزية (1930م)، الثنوية (1930م)، المحمدية (1933م)، الظاهرية (1934م)، و"من تاريخ الفرق المبتدعة في الإسلام" عام 1938م، ص5 - 16، و"رد الدروز على هجوم النصيرية" عام 1939م، ص 269- 281، و"المذهب السرّي للباطنية بحسب كتاب "عقيدة أهل البيت" لمحمد بن الحسن الديلمي المجلد رقم 11، استانبول عام 1939م، و"نصوص غنوصية للإسماعيلية: المخطوط العربي في الأمبروزيانا برقم H75 (أعمال أكاديمية العلوم في جيتنجن، القسم الفيلولوجي التاريخي، 3، 28، عام 1943، و"ميمون ابن القاسم الذي من طبرية: أعياد النصيرية. متن أساسي في دولة العلويين في سوريا"، عام 1946م، و"الإسلام: الفرق" في "متن علم الدين" برلين عام 1948م، ص95- 108، و"النصيرية في سوريا اليوم" في "أخبار أكاديمية العلوم في جيتنجن"، القسم الفيلولوجي التاريخي/ عدد 4، عام1950م، و"كتاب "الكشف" لجعفر بن منصور اليمن" عام 1952م، و"النصيرية بحسب مخطوط برلين العربي رقم 4291" برلين 1952م ص 173 – 187، و"فرق شرقية سرية في أبحاث الغربيين ومخطوط كيل رقم 19 عربي" (أعمال الأكاديمية الألمانية للعلوم في برلين، قسم اللغة والأدب والفن، 1952، عدد رقم 5، برلين عام 1953م، "فقه الإسماعيلية" عام 1954م، ص131-146، و"تفسير إسماعيلي للسور من 11 إلى 20 – مخطوط الأمبروزيانا العربي (أعمال أكاديمية العلوم في جيتنجن، القسم الفيلولوجي التاريخي، عدد 3، 31، عام 1955م، و"آراء سرية غريبة عند النصيرية: حكايات وأخبار عن السادة المقدسين من أهل البيت" (أعمال الأكاديمية الألمانية للعلوم في برلين، قسم اللغة والأدب والفن، 1956، العدد رقم 4، برلين عام 1958م، و"المباهلة بحسب النقول والطقوس" (Islam ج 33، عام 1958م، ص5 - 29، و"تناسخ الأرواح عند النصيرية" ج12، عام 1959م، ص 89-114.
ومن هذا الثبت يتبين أن عمل استروتمن الأساسي تركز حول الشيعة، بفروعها المغالية، وحول بعض الفرق الشاذة في الإسلام. وهذا العمل جمع بين نشر النصوص النادرة، وبين الدراسة التفصيلية، وبين بيان المؤلفات.
وإلى جانب هذه الدراسات في ميدان الفرق الإسلامية، اهتم استروتمن بتاريخ الكنائس الشرقية. ونشر في هذا المجال: كتابًا بعنوان: "الكنيسة القبطية في العصر الحديث" عام 1932م في توبنجن، ومقالاً بعنوان: "المسيحية الشرقية اليوم ومصير الأثوريين" مجلة تاريخ الكنيسة ج 55 عام 1936م، ص17 -82، ومقالاً آخر بعنوان: "الشرق وكنائسه في منظور التوحيد بين الكنائس" (أو في منظور مسكوني") وظهر في مجلة "أوراق لاهوتية" عام 1938م، ص227-242.
وإلى جانب نشاطه في التأليف أشرف استروتمن على إصدار مجلة Der islam وهي تتلو في الأهمية مجلة ZDMG منذ عام 1927، واشترك معه في إصدارها ابتداءً من 1948م برتولد اشبولر الذي خلفه وحده بعد وفاته في عام 1960م.
المصدر: موسوعة المستشرقين للدكتور عبد الرحمن بدوي، ص 28-32 (بتصرف).
إعداد: مصطفى يوسف
الموضوعات المتشابهه
العرض المتطور
