يقول فضيلة الشيخ د .عبد العزيز الحربي حفظه الله :
جاءتني رسالة على الهاتف الجوال من موقع (( مداد )) نصّها : (( تعرّض الشيخ الألباني - رحمه الله - مع بعض طلابه لحادثِ سَيْرٍ , وفي أثناء انقلاب السيارةِ صاح طُلّاب الشيخِ : يا ساتر ! فرّد عليهم الشيخ قائلًا : بل قولوا : يا ستِّير ! أما ساتر فليس من أسماء الله ..)) .
صحَّح الشيخ لهم ذلك ؛ لأن الأسماءَ - أسماءَ الله- مبنيَّةٌ على التوقيف . والواردُ الثابتُ في السُّنة (( سِتِّير )) على وزن سِتِّين ؛ قال صلى الله عليه وسلّم : (( إنّ اللهَ سِتِّيرٌ يحبّ السِّتْرَ )) ولم يَرِدْ : ساتر ، ولا ستّار . ولكن يقال : هو يستر . و : قد ستر اللهُ . و: نحنُ في ستر الله . و : اللهُ ساترٌ . كل ذلك على سبيل الوصف والخبر ؛ اشتقاقًا من اسمه (( الستِّير )) فكل أسماءِ الله مشتقَّةٌ , يُشتقُّ منها أفعالٌ وصِفات .
ومَن قال : ( إن أسماءَ الله جامدةٌ لا يُشتقُّ منها وصْفٌ( فقد زَلّ زلَلًا مُبِينًا ؛ كأهْل الاعتزال ، ومَنْ وافَقَهُم ؛ كأبي محمَّدٍ بن حَزْمٍ . وتُعَدُّ هذه المسألةُ من أخطائه الغريبة التي لا تتفق مع عقْلِه الجبّار , وعِلْمِهِ الزّخّار , ومَيْلِهِ لحديثِ النبي المختارِ , وأخْذِه بالظاهر والآثار . وهذا الموضِعُ من أخطائه في تطبيقه لأصوله الصحيحة .. والقصدُ : أنّ ما قاله الشيخ الألباني - رحمه الله - موافق لما ورد اسمًا , لا وصفًا . وأمّا الوصف فإنّنا نقول : يا راحمَ الضعفاء , ومنتقمًا من المجرمين , ومعذِّبَ المستكبرين . كما نقول : يرحم , وينتقم , ويعذّب . وليس من أسمائه الرَّاحمُ ، ولا المنتقمُ ، ولا المعذِّبُ . وقد جاء (( المنتقم )) في الأسماء التي زادها الترمذي ولم يصححها المحققون . وعليه ؛ فلنا أن نقول : يا ساترَ العيبِ .
والفرقُ الدقيق بين الاسم والوصف : أن الاسمَ يُطلق ويُنادَى به دون حاجةٍ إلى مضافٍ أو متعلّقٍ ؛ مذكورٍ ، أو مقدَّر ؛ فنقول : يا رحمنُ , يا غفورُ , يا وهّابُ , يا ستّيرُ ، وأما الوصف فإنّه يحتاج إلى قيدٍ ، أو إضافةٍ ، أو نحوِها ؛ تحقيقًا ، أو تقديرًا .
الخلاصة :
أسماء الله تعالى مبنية على التوقيف ، ولم يرد اسم "الستار" اسما من أسماء الله ،ولنا أن نقوله على سبيل الوصف .
المصدر : كتاب لحن القول