هل يَجوزُ أن نقولَ: بَرّر يُبرّرُ تبْريراً، بمَعْنى سَوَّغَ تسويغاً وأساغَ إساغةً ؟
1- الرأي الأول:
يَجوزُ أن نقولَ برَّر يُبرِّرُ تَبْريراً، وبرّرَ رأيَه بِمُبرِّرٍ وجيهٍ، أو برَّره بمُبرِّرٍ واهٍ. وهذا أمرٌ لا مُبرِّرَ له، ومبرِّراتُ حُجَّتِه ضعيفةٌ...
* وإنَّما جازَ عند قومٍ من المُحدَثينَ وتبعهُم عامّةُ الكتّابِ والمثقَّفينَ وطلاّبِ العلم، لأنّه يدلُّ على مَعْنى المُبالَغةِ
في جعلِ الشيءِ بِرّاً وخيْراً ومبرّةً، مثل قطّعَ وغلّقَ أي بالغ في القَطعِ والغَلْقِ، وبرّرَ رأيه وحُجَّتَه أي بالَغَ في تحسينها
وتبيين وجه الخيرِ والبِرِّ فيها لتلْقى القَبولَ.
* فلا مانعَ يمنعُ أن نَقيسَ هذا الفعلَ -وإن لم تُسمَع له شَواهدُ من لسانِ العربِ- على غيرِه من الأفعالِ ممّا وزنُه
فعّل بتضعيف العَيْن، وأنّ من واجبِ تطويرِ اللغةِ وتنميتها وتوليدِ أفعالٍ جديدةٍ لها أن نشتقّ صيغاً جديدةً سُمِعَت أم
لم تُسمَعْ. وما جَرى به العُرفُ اللغويّ الحَديثُ واتّفقَ عليْه ولو احتمالاً وإجماعاً سُكوتياً، فهو جائزٌ لا يُعتَرَضُ عليْه.