السائل (؟): ماذا نقول -شيخنا نفعنا الله بكم- عندما نتكلم عن قصّة زكريا مثلاً: {ربّ لا تذرني فردًا}، هل نقول: قال زكريا، أم نقول: قال تعالى عن نبيّه، لمن ننسب القول؟ بارك الله فيكم.. الألبانيُّ
الفتوى : كل ذلك حسنٌ صحيحٌ، وفي ذلك طرائق شتّى، فللقائل أن يقول ما ذكرتَ، وله أن يقول أيضًا: قال الله تعالى مخبرًا عن زكريا، أو إخبارًا عنه، أو قال في شأنه كذا، وله أن يقول: قال زكريا كما قصّ الله، أو كما أخبر، أو: قال زكريا كما جاء في سورة الأنبياء.
ومن العلماء مَن يقول: قال الله تعالى حكاية عن فرعون أو إبليس، يقول ذلك كثيرٌ من أهل التفسير، كالبغوي، والقرطبيّ، والرّازيّ، والتعبير بالإخبار أولى.. ومَن أسند الكلام إلى الله فذاك هو الأصل، ومَن أسند الكلام لمَن أخبر الله عنه فهو مخبرٌ عن الله، وإخباره يتضمن إيمانه به. غير أنه يمنع إسناد الكلام مجرّدًا إلى القائل إذا كان المخاطب لا يعلم أنه قرآن، فالعبرة بالمخاطب في كل حال، ألا ترى أنه لا يحسنُ أن يبدأ القارئ بقوله تعالى:{إنّي أنا الله لا إله إلا أنا} دون قرينة حالٍ أو مقالٍ، ومن قرائن الحال الصلاة، ومن قرائن المقال الاستعاذة، فلو بدأ بهذه الآية في صلاة، أو قرأها في غيرها مستعيذًا فلا حرج.
ومن الخطأ الشائع أن يقول حين الاستشهاد بآيةٍ من القرآن: قال الله تعالى: أعوذ بالله من الشيطان الرّجيم، فإن الله لم يقل ذلك، صحيحٌ أن مراد المتكلم أن يستعيذ، وجعل ذلك اعتراضًا بين القول والآية، ولكنه مردودٌ بأمرين، أحدهما: أنه محدَثٌ. والآخر: اشتماله على معنى محتمل باطل، فلا حاجة إلى العدول عن قصد السبيل إلى سبيل جائر، والله من وراء القصد.