الاحتفاءُ بالحرف العربيّ، في اليوم العالَميّ
اللسانُ العربيُّ المبينُ، من أبين الألسنة دلالةً، وأوسعِها معجمًا، وأذهبِها في فنونِ القولِ والبلاغةِ، وأجملِها حروفاً. وإنّ جمالَ الحرف العربيّ ليُعدُّ دليلاً من الأدلّةِ على جَمال هذه اللّغةِ وجَلالِها. ولقد عُني العُلَماءُ بالحرف العربيّ والخطّ العربيّ وصناعةِ الكتابَةِ وفنونها وآدابِها واختلافِ أنواعها، منذُ القديم، وخصُّوه بعنايةٍ كبيرة؛ فوضعوا له الضَّوابط ودَواوينَ الكَتَبَة والنُّسّاخَ، وإنّما عُنوا بالحرفِ لأنّه مَجْمَعُ عُلومهم وآثارِهم وفُنونهم وأخبارهم، وأنفقوا الأعمارَ في خدمةِ اللّغة، وبذلوا أنفسَهم لحمايةِ حواشيها من أعاصيرِ الزّمن.
ولَقَد ازدادَ الاهتمامُ باللّسان العربيّ ونَما، مع ظُهورِ الصّحوةِ اللغويّةِ العالَميّة المُعاصرَة، ومع ميلادِ الدّعوة إلى الاحتفاءِ باللغاتِ، وحُقَّ للأمّةِ أن تلتفتَ إلى لغتها وتكشفَ عن جَمالِ بيانِها وبَهاءِ حَرْفها وقُدرتها على المواكَبَة، وأن تُحْييَ الحرفَ العربيَّ الجميلَ وتملأ به المشهدَ اليوميّ في المجتمَع المعاصر، حتَّى يَشغلَ جزءاً كبيراً في حيّز العنايَة والاهتمام.
أ.د. عبد الرحمن بودرع
عضو المجمع ونائب رئيسه
