التقرير الختامي والتوصيات للموسم الثقافي التاسع والعشرين
"مؤتمر اللغـة العربيـة ووحدة الأمة"
عقد مجمع اللغة العربية الأردني موسمه الثقافي التاسع والعشرين هذا العام 1432هـ/2011 م، في رحابه، وعلى صورة مؤتمـر علمي شـعاره "مؤتمر اللغة العربية ووحدة الأمة" في المـدة (26-27) ذو الحجة1432هـ، (22 –23) تشرين الثاني 2011م.
وجاء اختيار هذا العنوان حرصاً من المجمع على المشاركة الفاعلة في كل المشروعات والتوجهات الأردنية والعربية التي تسعى للحفاظ على اللغة العربية، وإعلاءِ شأنها ودعمها تعزيزاً للهويةِ القومية والتنميةِ المجتمعية، والعمل على وضع سياسة لغوية تعليمية واضحة المعالم والأهداف.
حفل الافتتاح
بدأ حفل افتتاح المؤتمر الساعة التاسعة والنصف بآي من الذكر الحكيم، ثم ألقى الأستاذ الدكتور عبد الكريم خليفة، رئيس المجمع كلمة الافتتاح، تحدث فيها عن واقع الأمة العربية وحركات الإصلاح والتجديد التي تنبئ عن عهد جديد في مسيرة تاريخ هذه الأمة، كما تحدث عن دور اللغة العربية وأهميتها في وحدة الأمة العربية، وتحديد هويتها، وبناء فكرها، وقال: "إن هوية الأمة العربية نسيج من لغتها، اللغة العربية السليمة، وعقيدتها، وإن وحدتها تتكامل بتاريخها وامتدادها الجغرافي المتصل، ومصالحها المشتركة... وإن استعادة الأمة للغتها الجامعة، اللغة العربية السليمة، هي استعادة لهوية الأمة وتراثها... فاللغة السليمة تمثل جوهر وجودها وأساس نهضتها، فلا وجود لأمة عربية ولا لنهضة علمية أصيلة، ولا لفكر مبدع بغير اللغة العربية السليمة، ولا عجب إذا كان أعداء الأمة من غزاة ومستعمرين وحاقدين، كانوا وما زالوا يستهدفونها بشتى الوسائل لإقصائها عن مجالاتها الحيوية وإحلال اللغات الأجنبية محلها، ولا سيما الإنجليزية في المشرق العربي والفرنسية في المغرب العربي في التعليم الجامعي، في جميع مجالاته ومستوياته وفي مؤسسات البحث العلمي ومؤسسات الدولة الاقتصادية والمالية وفي الإعلام ووسائل الاتصالات الحديثة..."
وقال أيضاً: "إن استعادة كرامة الأمة العربية في جميع أقطارها وحقها في بناء نهضة علمية أصيلة ومعطاءة تقتضي بالضرورة التصدي للهجوم الشرس على اللغة العربية السليمة..."
وقد اشتمل هذا المؤتمر على تسعة أبحاث توزعت على ست جلسات، وجلسة ختامية في مدة يومين، وذلك على النحو الآتي:
جلسات اليوم الأول: الثلاثاء 22/11/2011م
الجلسة الأولى:
عُقدت في الساعة العاشرة والنصف، برئاسة الأستاذ الدكتور إسحق أحمد فرحان، عضو مجمع اللغة العربية الأردني، وألقي في هذه الجلسة بحث واحد، هو:
1. "اللغة العربية والأمن القومي العربي والقرار السياسي"، إعداد الأستاذ الدكتور حسن نافعة/ جامعة القاهرة، جمهورية مصر العربية، ألقاه نيابة عنه الأستاذ الدكتور عبد الجليل عبد المهدي، عضو مجمع اللغة العربية الأردني.
الجلسة الثانية:
عقدت في الساعة الثانية عشرة، برئاسة الأستاذ الدكتور عبداللطيف عربيات عضو مجمع اللغة العربية الأردني، وألقي فيها بحث واحد، هو:
1. "اللغة العربية ودورها في التشريع والقضاء"، إعداد المحامي الأستاذ فهد أبو العثم، المملكة الأردنية الهاشمية.
الجلسة الثالثة:
عقدت في الساعة الثالثة مساءً، برئاسة الأستاذ الدكتور عبد الجليل عبد المهدي، وألقي فيها بحثان، هما:
1. "تأثير التعليم ثنائي اللغة على اللغة الأم، (أثر التعليم باللغة الأجنبية على التعليم باللغة العربية، نموذجاًً)"، إعداد الدكتور إبراهيم بن أحمد بن مسلم الحارثي/ مدير عام دار المقاصد للدراسات والاستشارات التربوية، المملكة العربية السعودية.
2. "التعليم الجامعي بغير اللغة العربية وأثره في الاستيعاب والإبداع"، إعداد الأستاذ الدكتور فتحي جروان/ جامعة عمان العربية للدراسات العليا، المملكة الأردنية الهاشمية.
جلسات اليوم الثاني: الأربعاء 23/11/2011م
الجلسة الرابعة:
عقدت في الساعة التاسعة والنصف، برئاسة الأستاذ الدكتور محمد حمدان، وألقي فيها بحثان، هما:
1. "وضع اللغة العربية في عصر العولمة وتحدياتها"، إعداد الأستاذ الدكتور عبد العلي الودغيري، المملكة المغربية.
2. "وسائل الإعلام (المقروءة والمسموعة والمرئية) وأثرها في مستوى الأداء اللغوي باللغة السليمة"، إعداد الأستاذ الدكتور أحمد العلوي/ رئيس اتحاد اللسانيين المغاربة، المملكة المغربية.
الجلسة الخامسة:
عقدت في الساعة الثانية عشرة، برئاسة الأستاذ الدكتور عبد المجيد نصير، وألقي فيها بحث واحد، هو:
1. "المعجم العربي الإلكتروني: أهميته وطرق بنائه"، إعداد الأستاذ الدكتور عبد المجيد بن حمادو/ جامعة صفاقس، الجمهورية التونسية.
الجلسة السادسة:
عقدت في الساعة الثالثة مساء، برئاسة الأستاذ الدكتور محمد عدنان البخيت، وألقي فيها بحثان، هما:
1. "دور اللغة العربية في بناء المجتمع العربي وتطوره"، إعداد الأستاذ الدكتور سالم المعوش/ الجامعة اللبنانية، الجمهورية اللبنانية، ألقاه نيابة عنه الأستاذ الدكتور عودة أبو عودة، عضو مجمع اللغة العربية الأردني.
2. "دور منظمات المجتمع الرسمي والمدني في خدمة اللغة العربية: قضايا وحلول"، إعداد الأستاذ الدكتور فواز عبد الحق/ جامعة اليرموك، والدكتور أحمد عليمات/ جامعة آل البيت.
الجلسة الختامية
عقدت في الساعة الخامسة مساء، برئاسة الأستاذ الدكتور عبد الكريم خليفة، رئيس مجمع اللغة العربية الأردني وتضمنت:
1. كلمة مجمع اللغة العربية الأردني، ألقاها الأستاذ الدكتور عبد الكريم خليفة، رئيس المجمع.
2. التقرير الختامي والتوصيات، ألقاه مقرر المؤتمر، الدكتور عبد الحميد الفلاح، الأمين العام للمجمع.
التوصيات
صدرت عن هذا المؤتمر التوصياتُ الآتية:
1- يؤكد المشاركون في المؤتمر دورَ اللغة العربية في الحفاظ على هويتنا العربية، وتوحيدِ الأمة العربية ماضياً وحاضراً ومستقبلاً، وتحقيقِ التواصل بين أبنائها باعتبارها أساسَ القومية العربية، وعنوانَ الشخصية العربية وذاتيتَها الثقافية، وَلِدَوْرِها في دعم التنمية المستدامة، وكونِها سبيل الأمة نحو التوجه إلى مجتمع المعرفة والتطور الاقتصادي والثقافي.
2- تمثل اللغة العربية السليمة الركيزةَ الأساسيةَ لوحدة الأمة العربية ولأمنها القومي وتحديدِ هويتها، وبناءِ فكرها وحضارتها، ويتوجه المؤتمرون إلى السلطات التشريعية والتنفيذية والقضائية على مستوى الوطن العربي للعمل على تجسيد هذه المفاهيم واقعاً ملموساً في جميع جوانب حياة أمتنا العربية العلمية والعملية.
3- تواجه اللغة العربية تحديات داخلية كثيرة في هذا العصر، عصر العولمة، تتجلى في مناهجها وطرق تدريسها ووسائلِ تعليمها وأساليبِ تقويمها، ورفعِ كفاية معلميها، وهذا يتطلب من مؤسسات التعليم الرسمية والخاصة في الوطن العربي إعادةَ النظر في عناصر المنظومة التربوية والإفادةَ من النظريات التربوية الحديثة ونظريات علم النفس اللغوي في تعليم اللغات وتحديث طرائق التدريس، والإفادةَ مما تقدمه التقنية الحديثة من (الحواسيب وشبكات المعلومات) من وسائل مُعينة ومهمة في تعليم العربية وتعلمها.
4- يدعو المشاركون إلى وضعِ سياسة لغوية قومية وسياسات وطنية متناسقة معها، وخططٍ لتنفيذها عن طريق برامجَ قوميةٍ ووطنية، تعالج قضايا اللغةِ العربية ذاتَ الأولوية في التوجه نحو مجتمعِ المعرفة واقتصادِ المعرفة، في الوطن العربي في مراحِلِه المتعددة، تشارك فيها وزاراتُ التربيةِ والتعليم ووزاراتُ الثقافة ومجامعُ اللغة العربية، وأقسامُ اللغة العربية في الجامعات العامة والخاصة، ومراكزُ تنمية الموارد البشرية، والمؤسساتُ الإعلامية، ومؤسساتُ المجتمع المدني الثقافيةُ والعلمية.
5- يؤكد المشاركون أنَّ الكفايةَ باللغة العربية مطلبٌ قوميٌ وحقٌّ من حقوق المواطن العربي، وقد أكدت ذلك دساتيرُ الدولِ العربية والقوانينُ والأنظمةُ المنبثقةُ عنها، ولتحقيق هذا يوصي المشاركون بأن تعمل مجامعُ اللغة العربية بالتعاون مع الجامعاتِ العربية ووزاراتِ التربيةِ والتعليم، ومؤسساتِ الخدمةِ المدنيةِ على وضعِ امتحانِ الكفايةِ اللغويةِ باللغةِ العربيةِ ليكون شرطاً للتعيين في المؤسسات العامة والخاصة والقبولِ في الجامعاتِ والمعاهدِ وكلياتِ المجتمع.
6- تواجه اللغة العربية أزمةً لغويةً في مجال تكنولوجيا المعلومات، وعليه يجب أن تتضافر جهودُ اللغويين وجهودُ الحاسوبيين لحلِّ المشكلاتِ التقنية التي تواجهها اللغة العربية في المجالاتِ المعجميةِ والصرفيةِ والنحويةِ والدلاليةِ والإملائيةِ وشكلِ الحرفِ العربي، وغيرِها لتتمكن من الدخول في نادي اللغاتِ العالمي، ولتؤدِّي دورَها في بناءِ الحضارة الإنسانية.
7- يعد مشروعُ "النهوض باللغة العربية للتوجه نحو مجتمع المعرفة" الذي أقره قادةُ الأمةِ العربية في الدورة الحادية والعشرين لمجلس الجامعة العربية سنة 2009، فرصةً ذهبية لخدمة اللغة العربية والنهوض بها وإيلائِها اهتماماً ورعايةً خاصة، باعتبارها وعاءً للفكر العربي والثقافةِ العربية، ولارتباطها بتاريخنا وثقافتنا وهويتنا لتكونَ مواكبةً للتطور العلمي والمعرفي في عصر تكنولوجيا المعلومات، ولتصبحَ أداةَ تحديثٍ في وجه محاولاتِ التغريبِ والتشويه التي تتعرض لها ثقافتُنا العربية. ويهيب المشاركون في المؤتمر بالأمانةِ العامة لجامعة الدول العربية وبالمنظمةِ العربية للتربية والثقافة والعلوم وباللجانِ الوطنيةِ العربيةِ التي شُكِّلَتْ لتحقيق بنودِ هذا المشروع في كل قطر عربي، للعمل الجاد لتنفيذ هذا المشروعِ القوميِّ المهم.
8- يؤكد المشاركون أنَّ التعريبَ الشاملَ للعلوم والمعارف الإنسانية موضوعٌ سياسي أكاديمي، وهو ضرورةٌ قومية وحتمية نظراً لتعددِ مصادرِ المعرفة، وتنوعِ حقولِها ومجالاتِها، وفيه إغناءٌ للغة العربية بما يمكنها من أداء دورها الحضاري والتنموي في المجالات التربوية والعلمية والثقافية والاجتماعية والاقتصادية. وعلى الجامعاتِ العامة والخاصة والجمعياتِ العلمية المدنية ذاتِ العلاقةِ (بالتعاون مع مجامع اللغة العربية واتحاد الجامعات العربية) وضعُ إستراتيجيةِ قوميةِ لتعريب التعليم الجامعي، وإغناءِ المكتبة العربية بالمصادرِ والمراجع، والإفادةِ مما تقدمه التقنيةُ الحديثةُ في مجال التعريب والترجمة.
9