تأدَّبْ معَ الخَلْقِ !
===========
رداء التكبر إحدى الكُبَرْ
أأنت تنازِعُ ربَّ البَشَرْ؟!
وفي العجب بالنفس ينمو الهوى
ويثْمِرُ شَرًّا خبيث الأثَرْ
فلا يذهبن بك الكبر يومًا
لتنفُثَ سُمًّا .. فقد تنكَسِرْ
وإن سيطر العجب يوما عليك
وصَعَّرْتَ خَدًّا ..فَبُؤْ بالصِغَرْ
فلن تخرق الأرض كِبْرًا وتِيهًا
وما نال من شامخاتِ قِصَرْ
علامَ التَّكبُّرُ يا صاحبي؟!
حياتك بين القضا والقَدَرْ
ألم تدْرِ أن المقابر ملأى
بمَنْ عَرْبدوا؟! فمَنْ يَدَّكِرْ!
بداية خلقِك من نُطفةٍ
وفي القبر دود الفنا ينتَظِرْ
وما بين هذا وذاك حملتَ
بحرصٍ ببطنك بعضَ العَذَرْ
فلا تتبخترْ ولا تتباهَ
بدنيا سرابٍ تبثُّ الغِيَرْ
فكلٌّ يسير إلى حَتْفِهِ
فذا في النهار وذا في السَّحَرْ
وذاك كبير وهذا صغيرٌ
وذا في غِنَاه وذا مُفْتَقِرْ
وذلك يظلم في زَهْوِهِ
وذلك يأمُرُ أوْ يأتَمِرْ
وتَسْخَرُ مِنَّا بُطونُ القبور
متى حان حينٌ .. فأينَ المَفَرّْ؟!
ويُودِعُنَا القَوْمُ في حُفرةٍ
تُبَدِّلُ مِنَّا جمال الصُّوَرْ!!
تأدَّبْ مع الخلق .. عِشْ في وَقَارٍ
ألا تستفيقُ بِوَخْزِ الإبَرْ؟؟؟
مكة المكرمة