خلفية عن اليوم العالمي للغة العربية
تعود فكرة اليوم العالمي للّغة العربية إلى المجلس الدولي للّغة العربية الذي أُسس عام 2009 م، واضعاً أمامه هدفاً أساسياً هو التركيز على كونية وعالمية اللغة العربية من ناحية، وعالمية جمهورها ومحبيها من ناحية أخرى. وذلك انطلاقاً من تاريخ العربية الطويل وانتشارها الكبير وإرثها الضخم. لهذا قرر المجلس أن يبدأ أعماله بمؤتمر يليق بمكانة اللغة العربية، ويعكس الغاية النبيلة التي أُسس من أجلها، فوضع عنواناً عالمياً لاستنهاض الهمم وتحميل المسؤولية للجميع، حمل عنوان (العربية لغة عالمية: مسؤولية الفرد والمجتمع والدولة). واختار المجلس أن يعقد المؤتمر الأول في بيروت بتاريخ 19-23 مارس 2012 م الموافق 26-30 ربيع الآخر 1433هـ. وقد استمرت التحضيرات للمؤتمر فترة طويلة من خلال المكاتبات والمراسلات للدول والمنظمات والهيئات العربية والدولية، إضافة إلى الجامعات والباحثين من مختلف دول العالم. وأُعلن المؤتمر في الصحف، كما تم إعداد إعلان تلفزيوني بثّه عدد من القنوات العربية لمدة شهرين بشكل مكثّف، بهدف جذب المهتمين لحضور المؤتمر الذي حظي بإقبال منقطع النظير، لأن عنوانه عن عالمية العربية ومسؤولية الجميع عنها دفع المهتمين إلى التفاعل معه، على جميع المستويات الرسمية والفردية.
وصلت الأبحاث من مختلف الدول، وهي تحمل في طيّاتها هموم العربية المختلفة. وقد رأت اللجنة التنظيمية للمؤتمر أن تكون هناك وثيقة تشخّص وتعالج التحديات التي تواجه اللغة العربية بناءً على ما ورد في الأبحاث وأوراق العمل والتقارير الميدانية، وأن يُعدَّ بيان ختامي يلخص أهم ما ورد في وثيقة بيروت من توصيات واقتراحات ومبادرات. وكانت وثيقة بيروت قد أنجزت ووضعت في مقدمة جدول أعمال المؤتمر ليطّلع عليها الجميع، ثم نشرت في كتيّب مكوّن من 35 صفحة لتشكل بذلك نداءً عالمياً بعنوان “اللغة العربية في خطر: الجميع شركاء في حمايتها“، واحتوت الوثيقة على شرح للقضايا والتحديات التي تواجه اللغة العربية، إضافة إلى المبادرات واقتراحات الحلول المناسبة لمعالجة تلك التحديات التي توصلت إليها الوثيقة. ومن بين بنود وثيقة بيروت (ص 33)، البند رقم (18) بعنوان اليوم العالمي للغة العربية، الذي أكد أهمية أن يكون هناك يوم عالمي للّغة العربية، وناشد القيادات العربية والإسلامية والمنظمات تحديد يوم عالمي للّغة العربية، لتنظم فيه الاحتفالات والمشاريع والمبادرات المختلفة. واقترح بأن يكون هناك إجماع على أن يكون اليوم العالمي منسجماً مع مكانة اللغة العربية وتاريخها ومرجعياتها وثوابتها. ثم لخّصت التوصيات التي توصلت إليها وثيقة بيروت، وهي نتاج لمؤتمر علمي فكري وثقافي عالمي بعنوان عالمي، شاركت فيه دول كثيرة منها دولة تشاد التي مثلها عدد من الوزراء والبرلمانيين وجميعهم على رأس العمل. كما كان هناك شخصيات عربية مرموقة، وفي مقدمهم السفراء الذين شاركوا في الجلسة الافتتاحية للمؤتمر، الذي حضره أكثر من 850 شخصية من 43 دولة، وتحدث فيه ما يزيد عن 300 متحدث، وقدم فيه 267 بحثاً وورقة عمل.
ولأهمية المؤتمر تم تشكيل لجنة لصياغة البيان الختامي، برئاسة معالي الدكتور سعيد بن محمد المليص عضو مجلس الشورى السعودي (نائب وزير التربية والتعليم والمدير العام لمكتب التربية لدول الخليج العربية سابقاً)، ومعالي الدكتور أحمد الصياد مساعد المدير العام لليونسكو للعلاقات الخارجية والتعاون الدولي، والدكتور علي عبد الله موسى المنسق العام للمجلس الدولي للّغة العربية. واعتمد البيان الختامي على ما ورد في وثيقة بيروت من بنود رئيسية، وتمت تلاوته في نهاية أعمال المؤتمر، وألقاه معالي الدكتور سعيد بن محمد المليص في الجلسة الختامية، وتم أخذ صور تذكارية بهذه المناسبة لنخبة من المسؤولين والمشاركين في المؤتمر، ومن بينهم:
معالي الأستاذ الدكتور محمد الرشيد (رحمه الله) وزير التربية والتعليم في المملكة العربية السعودية سابقاً، ورئيس لجنة المستشارين لقادة الدول أعضاء مجلس التعاون لدول الخليج العربية.
الأستاذ الدكتور محمود السيد نائب رئيس مجمع اللغة العربية، ووزير التربية، ووزير الثقافة في الجمهورية السورية.
معالي الدكتور أحمد الصياد مساعد مدير عام اليونسكو للعلاقات الخارجية والتعاون.
سعادة الأستاذ بلال البدور وكيل وزارة الثقافة في دولة الإمارات العربية المتحدة.
معالي الأستاذ الدكتور أحمد جده وزير التعليم العالي بجمهورية تشاد.
معالي الدكتور حقار محمد أحمد مستشار رئيس جمهورية تشاد.
معالي الدكتور محمد بن عربي ولد خليفه رئيس المجلس الأعلى للّغة العربية في الجزائر.
الأستاذ الدكتور عبد الله التطاوي رئيس لجنة اللغة العربية في اتحاد جامعات العالم الإسلامية.
الأستاذ الدكتور عبد الله المعطاني عضو مجلس الشورى في المملكة العربية السعودية.
الأستاذ الدكتور المنجي بوسنينه المدير العام لمنظمة التربية للثقافة والعلوم ألكسو سابقاً.
سعادة الدكتور زياد الدريس رئيس بعثة المملكة العربية السعودية لدى اليونسكو.
وقد تبنت اليونسكو اليوم العالمي للّغة العربية، بصفتها الهيئة الدولية التي انطلق منها المجلس الدولي للّغة العربية، وهي من الهيئات الدولية الداعمة والراعية للمؤتمر، إذ ألقى الدكتور حمد الهمامي المدير العام للمكتب الإقليمي لليونسكو في بيروت، كلمة معالي المدير العام لليونسكو السيدة إرينا بوكوفا، التي خاطبت المؤتمر معربة عن أهمية اللغة العربية بصفتها لغة رسمية في اليونسكو ومنظمات الأمم المتحدة، وقدمت دعمها للمجلس الدولي للّغة العربية ومؤتمره الأول، الذي عقد برعاية فخامة الرئيس ميشال سليمان ومثّله معالي وزير الثقافة الأستاذ قابي ليون، الذي ألقى كلمة فخامة الرئيس في حفل الافتتاح، وشهدت الجلسة الافتتاحية كلمات كل من ممثل الجامعة العربية سعادة الأستاذ ممدوح الموصلي، الذي تحدث نيابة عن الأمين العام للجامعة العربية. كما كانت كلمة لمعالي الأمين العام لمجلس التعاون لدول الخليج العربية الدكتور عبد اللطيف الزياني، ألقاها نيابة عنه الأستاذ خالد الغساني الأمين العام المساعد لمجلس التعاون لدول الخليج العربية. إضافة إلى كلمة معالي المدير العام لمكتب التربية لدول الخليج العربية، الدكتور علي بن عبد الخالق القرني. وقد حظي اليوم العالمي للّغة العربية برعاية خاصّة من الدكتور زياد الدريس رئيس البعثة السعودية في اليونسكو، الذي تقدم بمشاركة بعثة المملكة المغربية في اليونسكو بتقديم مبادرة اليوم العالمي للّغة العربية، واقترح أن يكون يوم 18 ديسمبر يوماً عالمياً للّغة العربية، وتمت الموافقة على المبادرة من المجلس التنفيذي بموجب القرار 190م ت/48 في 8/10/2012 م، لينطلق أول احتفال باليوم العالمي للّغة العربية في 18 ديسمبر 2012 م، بدعم من بعثة المملكة العربية السعودية في اليونسكو، التي استمرت تدير هذا النشاط السنوي وتوفر له كل أسباب النجاح، من خلال الهبة السنوية التي قدمها صاحب السموّ الملكي الأمير سلطان بن عبد العزيز لدعم الترجمة واللغة العربية في اليونسكو.