مجمع اللغة العربية بمكة يطلق عضوياته الجديدة
لطلب العضوية:
اضغط هنا

لمتابعة قناة المجمع على اليوتيوب اضغط هنا

 


الانتقال للخلف   منتدى مجمع اللغة العربية على الشبكة العالمية > القسم العام > البحوث و المقالات

 
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
رقم المشاركة : ( 1 )
 
شمس
مشرفة

شمس غير موجود حالياً

       
رقم العضوية : 2246
تاريخ التسجيل : Dec 2014
مكان الإقامة : القاهرة - مصر
عدد المشاركات : 6,836
عدد النقاط : 10
قوة التقييم :
جهات الاتصال :
افتراضي لماذا لا يترجم أدبنا إلى اللغات الأجنبية؟

كُتب : [ 01-28-2023 - 01:58 AM ]


لماذا لا يترجم أدبنا إلى اللغات الأجنبية؟










تحقيق: بسام جميدة




الوصول إلى القارئ الغربي

محمود الرحبي: نقل الأدب العربي إلى لغة غربيّة يحتاج إلى معايشة للبيئة العربية -

نورالدين الغَطّاس: لا يجب على الأدب العربي الانتظار حتى ينقله المترجم الأجنبي إلى لغته -

عبدالمقصود عبد الكريم: لسنا من يحدد ما يستحق نقله إلى الخارج وما لا يستحق -

أمير تاج السر: بعض الأعمال المنقولة حققت انبهارا في الخارج وغيرت من نظرة الناس للأدب العربي -

حسين السكاف: من الخطأ الاعتماد على دور النشر العربية لترجمة الأعمال الأدبية إلى لغة أجنبية -

سمير جريس: الناشر الأجنبي بحاجة إلى «دليل» إلى أبرز الإصدارات، لينتقي منها -

أدهم مطر: فقدان الجرأة والخوف من انعدام التسويق في عالم الغرب جعلا النص العربي حبيس الرفوف -

ما سبب قلة ترجمة الأعمال الأدبية من العربية إلى اللغات الأخرى...؟ وجلّ الترجمات التي تتم هي من اللغات الأجنبية إلى اللغة العربية، وباتت رفوف المكتبات وأرصفة شوارع المدن العربية تطفح بالكتب المترجمة لروائيين عالميين وكتب أخرى متاحة، بعضها بحقوق نشر وبعضها دون حقوق «قرصنة». وما يترجم من أعمال عربية هي نسبة ضئيلة جدا، وقد لا يتعدى بعضها طبعة أو طبعتين وإن كان أكثر فهو نادر. وغالبيتها لكتب فازت بجوائز، أو لوجود علاقات للكاتب وطيدة مع مترجمين أو هيئات أو دور نشر، أو محبين لكي يترجموا له كتابه. الأمر ليس انتقاصا من تلك الكتب المترجمة، بل حسرة على عدم انتشار أدبنا للقارئ في الغرب الذي يجهل ما عندنا. أين المشكلة بالضبط، في المترجم الأجنبي، أم غياب المترجم العربي الذي لا يترجم من العربية للأجنبية، مع أنه لدينا مترجمون عرب كثر يعيشون في بلدان الاغتراب منذ سنوات ويعرفون تفاصيل الحياة والبيئة وتفكير الغرب، كي لا تكون حجة أن المترجم يجب أن يكون ابن البيئة التي يترجم لها...؟! أم المشكلة في دور النشر التي تعتبرها تجارة غير رابحة ..؟ أم في غياب التسويق الناجح بعد الترجمة..؟ أم أن القارئ الغربي لا يتقبل بسهولة الأدب العربي مثلا..؟أم أنه ليس لدينا كعرب شيء يستحق أن يصل للخارج..ويضاهي ما يكتبه الأجانب...؟ هي تساؤلات صريحة طرحتها على بعض الأدباء والمترجمين وهذه إفاداتهم.

المترجم الأجنبي يختار ما يناسب مجتمعه.

يقول الكاتب العماني محمود الرحبي : «الترجمة من لغة أخرى إلى العربية تحتاج إلى تعمق في ثقافة الآخر ناهيك عن الفهم الكبير للغته. فنحن نتحدث هنا عن الأدب وهو الحالة اللغوية الأعلى وخاصة في ما يتعلق بلغة الكتابة كما يسميها رولان بارت في مقابل لغة القراءة التي يمكن التساهل فيها في أحيان كثيرة حين ترى أخطاء مثل تلك التي في لوحات الإعلانات أو اللوحات التجارية المعلقة على المحلات أو غيرها من تبسيطات يمكن المرور عليها، أما لغة الأدب فلا يمكن أن تحتمل شيئا من ذلك. ناهيك عن المناخ الذي يفترض أن يصاحب هذه اللغة في أدبها. مثلا الأدب الهندي حين تنقله عن الإنجليزية لن يكون هو حين تنقله عن الهندية، إلا إذا كان الحديث عن كتاب هنود عاشوا في الغرب وكتبوا عن بيئتهم بلغة فرنسية أو إنجليزية كما هو الحال مثلا مع الطاهر بن جلون وعبدالرزاق قرنه وكتاب من الهند وأفغانستان مثلا. ولكن بالنسبة للأدب العربي فإن نقله يحتاج إلى معايشة لهذه البيئة وهذا الأدب، كما حصل مع المستشرقين الذين عاشوا طويلا في بلدان عربية ثم نقلوا تراثنا إلى العالم وهذا الأمر أصبح قليلا الآن ولكنه موجود، فلا بد أن تجد في كل بلد مترجما يتقن العربية والكثير منهم عاش في الوطن العربي ومكث فيه وكرر الزيارات إلى بلدانه. ولكن يظل سؤال مهم في حالة الترجمة من العربية إلى اللغات الأخرى وهو أي أدب سيترجمون؟ هل سيترجمون مثلا أدبا ينتقدهم ويهجوهم كقوى مهيمنة؟ أم سيركزون على الجانب العجائبي يكشف ما هو مثير وغامض في الشرق؟ ستكون هناك انتقائية بسبب رغبة الناشر للبحث عما يثير القراء الغربيين وهم عادة يبحثون عن أعمال تعكس غرائبية الشرق وسحره، وكذلك تخلفه عن حضارتهم، أي ما يمنحهم الشعور بالتفوق والرضى عن أنفسهم. لا يمكن مثلا - أو هذا نادر جدا- أن يقبلوا على ترجمة أدب يروج للمعاناة الفلسطينية وذلك لأنها لا تخلو من إدانة للغرب نفسه الذي شارك في تقوية شوكة المحتل. ولن تجد كذلك إقبالا على ترجمة أعمال تدين الاستعمار ومخلفاته المستمرة وما تركه من مذابح في بدايات القرن العشرين في أكثر من بلد عربي. يحصل هذا فقط إذا كتب الكاتب بلغتهم مثل ما فعل الجزائري رشيد بوجدره مثلا وكتاب جزائريون آخرون سطّروا تفاصيل كثيرة عن الاستعمار الفرنسي بلغة المستعمر نفسه. ثم هناك أيضا معضلة دعم هذه الترجمة. لا بد أن يكون ثمة مؤسسات تدعم هذه الترجمات وتدفع حقوق المترجم وهذا لا يحدث إلا في حدود ضيقة تتعلق غالبا بقوة العمل في لغته الأصلية ورواجه كما حدث مع رواية «موسم الهجرة إلى الشمال» للطيب صالح ومع معظم روايات نجيب محفوظ خاصة بعد حصوله على جائزة نوبل. وهناك أمر آخر من المهم إضافته وهو قلة المترجمين العرب من العربية إلى اللغات الأخرى، وذلك كما أسلفت أن الترجمة إلى لغة أخرى تحتاج إلى تمكن من هذه اللغة وتفوق فيها علاوة على معايشة الظروف البيئية لهذه اللغة لذلك فإن ثمة صعوبة تعترض من يترجم من العربية إلى لغة أخرى قياسا بالترجمة من لغات أخرى إلى العربية.

أين المترجم العربي الذي يقيم في بلد أوروبي؟

يقول الكاتب والمترجم الألماني-المغربي نورالدين الغَطّاس: للأسف، ترجمة أدبنا العربي إلى لغات أجنبية ضئيلة جداً، وإذا تمت فيكون ذلك عبر لغة وسيطة كالإنجليزية أو الفرنسية، كوني أعمل وأعيش في ألمانيا، يمكنني التأكيد على هذه الظاهرة، القلة القليلة هي التي تترجم مباشرة من العربية إلى الألمانية. الاهتمام بالثقافة العربية ونتاجُها الأدبي يبقى محدوداً من طرف الآخر. يحكي المترجم الألماني الشهير، الدكتور «هَارْتْمُوتْ فِنْدْرِيشْ»، الذي ترجم لكثير من الكاتبات والكتّاب العرب، حتى الأدباء الألمان لا يهتمون كثيرًا بالثقافة العربية، قد طلبَ مرة كبار الروائيين الألمان المعاصرين «مَارْتِنْ فَالْزِرْ» كتابة مقدمة لأحد الروايات العربية التي ترجمها، فكان الجواب بالنفي، كونه لا يعرف شيئا عن الأدب العربي.

والأحداث الراهنة في العالم العربي تسيطر على الوعي الغربي تجاه كل ما هو عربي، وبالتالي تبقى أعمال المثقفين العرب في صمت، وإذا أُتيحت لها الفرصة بالوصول عبر الترجمة تبقى الصورة الغالبة لدى المُتلقي الأوربي لا تبتعد عمَّا تروجه الصحافة من أخبار للواقع العربي المؤلم، صراعات وحروب أهلية. كل جماليات النص والإبداع تختفي وراء الأجواء السياسية والأوضاع الراهنة في العالم العربي وغياب الاهتمام المستمر بالثقافة العربية يجعل صوتها مبحوحا لا يصل إلى ما هي أهل له.

وأضاف: النص العربي بكل أجناسه الأدبية، يحمل جماليات إبداع راقية، وبالتالي قد تساهم الترجمة في نقل صورة جميلة من حيث المستوى الفني. لكنني ألاحظ أن الناشر الغربي يبحث عن كليشيهات، واسْتِرْيُوتَايْب (صور نمطية) عربية للترجمة والنشر، زيادة على الاعتقاد السائد أن الثقافة العربية تنتهي عند حكايات «ألف ليلة وليلة». هنا أرسم مقارنة بين الترجمات من دول الشمال الأوروبي، اسكندنافيا والدول العربية، في الوقت الذي يعمل فيه الكشَّاف وسيطا ويقترح كتبا للترجمة من لغات الشمال الأوروبي إلى الألمانية مثلا، لا يوجد هذا الوسيط والمشجع لترجمة الأعمال الأدبية العربية. وكثير من الاقتراحات المباشرة لا تجد آذانا صاغية لدى دور النشر الألمانية. عن هذه التجربة يحكي كذلك المترجم الألماني الكبير «هَارْتْمُوتْ فِنْدْرِيشْ» لمجلة قنطرة الألمانية: على صفحتي بالإنترنت نشرتُ عناوين أعمال عربية تستحق الترجمة، حيث لم أجد ناشرا لها. بالعكس يتم ترجمة كتب رديئة، لكنَّها تحمل في جوفها كسر المحرمات والفضيحة. مثل هذه الترجمات لها أسباب مادية من طبيعة الحال، لا تساعدنا على تحسين علاقاتنا مع العالم العربي.

في ألمانيا، أغلبية المترجمين الألمان القليلين انطلقت من الشام، بالضبط في سوريا، مثل «لاريسا بِندر» (متزوجة من سوري)، «جينتر أورث» (متزوج من سورية)، «شتيفان ڤايدنر»، «هارتموت فاندريش»، «ساندرا هتزل»، وبالطبع تتم الترجمة غالباً من هناك لأن اهتماماتهم وعلاقاتهم قويّة مع الشام العربي. أما العرب من المترجمين المقيمين في ألمانيا، فأغلبهم من الشرق الأوسط وخصوصاً مصر، يقتصرون فقط على الترجمة من الألمانية إلى العربية، ولا يتجرؤون على الترجمة من العربية إلى الألمانية بدعوى الاختصاص، لكني هنا أتساءل: أين المترجم العربي الذي يقيم في بلد أوروبي، مثل ألمانيا، لمدة طويلة من الزمن، ويظل يترجم فقط من اللغة اﻷلمانية إلى اللغة العربية، ولا يترجم إلى اللغة المحلية، أي الألمانية، وكأنه يعيش في برج إيفل!؟ وتابع: حسب تقييمي المتواضع، لا يجب على الأدب العربي الانتظار حتى ينقله المترجم الأجنبي إلى لغته، بل تشجيع تعلم لغات العالم في عالمنا العربي، الاعتناء بالترجمة جنس أدبي مستقل في الجامعات والمعاهد العربية والمؤسسات الرسمية، وبالتالي تكوين مترجمات ومترجمون عرب، ينقلون الأدب العربي من العربية إلى اللغات الأجنبية مباشرة، يفهمون مهنتهم ويمكنهم العيش الشريف مما يصنعون. الكثير من المترجمين العرب يتراكضون وراء ترجمة الروايات الأجنبية إلى اللغة العربية، لكنني أجد نفسي وبمجهود فردي محض، في الاتجاه المعاكس، أترجم الجميل والعميق، ما طاب لي من الشعر الألماني والعربي من وإلى اللغتين الألمانية والعربية، همي الوحيد هو نقل هواجس، أحلام، أفكار الآخر إلى قرّاء العربية والألمانية. فقط عندما نعرف أن الآخر إنسان مثلنا. إيماني قوي أن الترجمة تُرمِّم صورة العربي بصفة عامة، والمثقف العربي بصفة خاصة في وعي الآخر.

لسنا من يحدد ما يستحق نقله إلى الخارج

أما المترجم المصري عبد المقصود عبد الكريم فقال: لي رأي ربما يكون بالغ الخصوصية في هذا الأمر. بداية المستهلك هو الذي يحدد ما يحتاج إليه. وبالتالي أرى ترجمة الأعمال العربية إلى اللغات الأخرى مهمة المترجم الأجنبي والمؤسسات الأجنبية، والحقيقة أن هناك أعمالًا عربية ينقلها المترجم الأجنبي وتنقلها المؤسسات الأجنبية، لكن طبقا لاحتياجات الثقافة الأجنبية ولاحتياجات هذه المؤسسات، وهي بالتالي تختار ما يناسبها أو ما يفيدها. وبالتالي لا تنحصر المشكلة في المترجم أو في دور النشر العربية، هناك بعض المؤسسات العربية ترجمت بعض الأعمال لا أظن أن أحدا في الغرب التفت إليها، لأن المؤسسة العربية في هذه الحالة هي التي اختارت، واختارت غالبًا طبقا لأهواء معينة وليس طبقا لاحتياجات المستهلك. نحن المترجمون العرب نختار ما يناسب ثقافتنا وما نعتقد أنه يفيدها، وعلى المترجم الأجنبي أن يختار من ثقافتنا الأعمال التي تناسب مجتمعه أو تفيده. وفي اعتقادي لسنا من يحدد ما يستحق نقله إلى الخارج وما لا يستحق. وأظن أن الأمر يتعلق بوضعنا في الثقافة العالمية، ربما حين يتحسن وضعنا يلتفت الآخر إليه أكثر ويهتم بنا وبثقافتنا!






رد مع اقتباس
 

أدوات الموضوع
انواع عرض الموضوع

ضوابط المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على الموضوعات
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


الساعة الآن 01:37 AM.


Powered by vBulletin® Version 3.8.7
Copyright ©2000 - 2023, vBulletin Solutions, Inc. Trans by